بداية، أتقدم بخالص العزاء الى شعب عُمان الشقيق والأسرة الحاكمة، والدعاء للراحل الكبير بالرحمة، وإلى عُمان الغالية التقدم الدائم.

****

طالما كان للسلطان الراحل قابوس، مكانة متميزة باعتباره رجل دولة بكل ما تحمل الكلمة من معان. سواء بإنجازاته الداخلية التي لا تضاهى، أو بسياسته على الصعيدين العربي والإقليمي، التي اتسمت على الدوام بالعقلانية والتوازن والانفتاح والإقدام على طرح مبادرات من شأنها سلامة وأمن منطقتنا العربية وكذلك علاقتنا مع دول الإقليم..

******

في قمة بغداد، حيث قطع العرب علاقاتهم مع مصر، بعد «كامب ديفيد»، وقاموا بنقل الجامعة العربية. وكان للسلطان موقف مختلف.. حيث لم يستجب إلى ذلك القرار..

وكنا في حينها كشباب، قد استغربنا موقف السلطان قابوس، وبعد ذلك، وبعد أن هدأت العواطف بدأ الأمر على حقيقته، حيث تراجع العرب عن قرارهم وأعادوا العلاقات مع مصر، فمصر ذات مكانة ودور في الجسم العربي يصعب التعامل معها بهذه الطريقة.. وكان موقف السلطان هو الأصح..

******

والسلطان قابوس، رجل التوازن ورأس الحكمة الذي لم يكن طرفاً في الخلافات بين دول الخليج العربي وبقي الصوت الذي لم يتوقف في محاولة رأب الصدع وإعادة الحياة لمجلس التعاون واستئناف علاقات الإخوة بين الأشقاء..

كما أن الراحل لم يأل جهداً في التصدي إلى الحرب الدائرة في اليمن، والسعي إلى وقفها، ومحاولته الدائمة إلى جمع طرفي المعادلة اليمنية في صنعاء وعدن من أجل إعادة السلام والأمن للبلاد والحفاظ على وحدة شعب وأرض اليمن الشقيق.

******

والسلطان قابوس، الذي أعطى عُمان سمة الأنفتاح والتواصل مع كل الأطراف الدولية والإقليمية دون انحياز لأي طرف، كان المؤهل دائماً إلى محاولة إحداث التقارب والتفاهم وإنهاء التوتر الدائم بين المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي من جهة، وبين إيران من جهة أخرى. بل وسعي عُمان بقيادته إلى خفض التوتر بين إيران والولايات المتحدة.

******

حتى الكارثة السورية، وبرغم حالة الشد والعداء الذي وصل حد الأحتراب على طول البلاد السورية فإن عُمان لم توقف الاتصال مع الحكومة السورية، وبزيارات معلنة الى وزير خارجيتها إلى دمشق و استقبال وزير خارجية سوريا في عُمان، وذلك في ذروة المقاطعة الإقليمية والعربية للحكومة السورية.

عُمان كانت ونأمل أن تبقى صوت العقل والحكمة والتوازن والسعي إلى انهاء الحروب في بلادنا، بل وتحسين علاقاتنا مع القوى الإقليمية على قواعد الأقدام المتبادل للمصالح.

******

أما على الصعيد الداخلي، فقد أُتيح لي زيارة عُمان مرة واحدة و لفترة قصيرة، ومع ذلك كانت كافية لأن أرى مدى التطور بشتى المجالات التي شهدتها عُمان في ظل حكم السلطان قابوس..

حداثة عمرانية وبنية تحتية متطورة، لا يوازيها إلا ثقافة الناس العالية، والدماثة التي تلمسها على محيا الأشقاء العٌمانيين.. بل وتواضع المسؤولين بمن فيهم أبناء الأسرة الحاكمة.. بل وذلك التآلف بين كل الناس حيث يصلي كل العُمانيين في مسجد واحد على اختلاف مذاهبهم..

وتلك انطباعات أبناء الأردن العاملين في عُمان، حيث زرتُ مقرهم فحدثوني عن الانجاز والحداثة التي حدثت في عُمان في زمن قياسي..

*******

وأفادني الصديق المهندس سعيد السقلاوي، والذي كنت بضيافته هناك، كما وقال المهندس الصديق عبد الفتاح المعايطة الذي عمل فترة طويلة ككبير مهندسي بلدية مسقط وأسهم بإنشاء كورنيش مسقط الرائع، عن المتابعة الحثيثة من لدن السلطان الى كل مشاريع الحداثة والبناء في طول البلاد وعرضها..

حيث كان السلطان يجوب البلاد لمدة أربعة أشهر لزيارة المناطق العُمانية ويقييم أياماً في كل منطقة، يشرف على وضع المشاريع الأنتاجية والخدماتية ليأتي في السنة التالية ليرى بنفسه ما تحقق من تلك المشاريع وما تم تنفيذه، فيكافئ من أنجز ويقصي من لم يكن على قدر المسؤولية..

وبعد؛ السلطان قابوس قيمة وطنية كبيرة لعُمان، وصوت عقل وحكمة للعرب وللمنطقة، أدعو الله ان يعوض عُمان والعرب من يمثل سجاياه ووطنيته وعروبته.. إنه سميع مجيب..

سمير الحباشنة
(الرأي)

السلطان قابوس .. رجل الحصافة والحداثة

السلطان قابوس .. رجل الحصافة والحداثة

بداية، أتقدم بخالص العزاء الى شعب عُمان الشقيق والأسرة الحاكمة، والدعاء للراحل الكبير بالرحمة، وإلى عُمان الغالية التقدم الدائم. **** طالما كان للسلطان الراحل قابوس، مكانة متميزة باعتباره رجل دولة بكل ما تحمل الكلمة من معان. سواء بإنجازاته الداخلية التي لا تضاهى، أو بسياسته على الصعيدين العربي والإقليمي، التي اتسمت على الدوام بالعقلانية والتوازن والانفتاح والإقدام على طرح مبادرات من شأنها سلامة وأمن منطقتنا العربية وكذلك علاقتنا مع دول الإقليم.. ****** في قمة بغداد، حيث…

اقرأ المزيد

بهدف وضع استراتيجية عمل للاعلام تقوم الدولة الاردنية بتنظيم لقاءات وعقد ندوات بهدف اجراء المسوحات الميدانية اللازمة في البناء الاستراتيجي للاعلام الوطني الخاص منه والعام، وهي بذلك انما تريد ان تعمل على تعزيز الثقة بين المواطن وصناعة القرار وبين المواطن والمؤسسات الرسمية وبين المواطن والخطاب الرسمي وتقديم النموذج الاردني بما يستحق من تقديم من على ارضية نستطيع ان نقدم فيها اقتصادنا الوطني صناعيا وتجاريا وزراعيا وكما في المنحى الخدماتي على صعيد الخدمات السياحية والخدمات الصحية والخدمات التعليمية وضمن وجبات اعلامية تسهم في تقدم النموذج الاردني وبما يمكنه جذب مزيد من الاستثمارات والشراكات لدعم عجلة اقتصادنا الوطني.

وهذا بلا شك عمل كبير بحاجة الى ايجاد رؤية مستشرفة نيرة ورسالة موضوعية واقعية وسياسات تبنى على اسس علمية تؤخذ وفق معادلة تراكم الانجاز على ان يتم اعادة توظيف الادوات المتوفرة في القطاع العام والخاص ضمن البرنامج المعد لهذه الغاية وكما يتم تشكيل منصات توجيه مركزية تعمل على اطلاق الرسالة الاعلامية عبر مسارات العمل المقروءة والمشاهدة والمسموعة وعبر وسائل المرئية الثابتة والامواج الصوتية وشبكات التواصل اضافة الى تلك التقليدية النمطية منها.

وبهذا نكون قد حددنا الرؤية وبينا الرسالة وتم توظيف السياسات والاليات تجاه الاهداف المرحلة والغايات الاستراتيجية، التي لابد ان تكون حاضرة في اذهان القائمين على وضع استراتيجية العمل، لاعتبارات مهمة نراعي عبرها الظرف الموضوعي المتغير بمتغير العوامل المحيطة والوسائل المستخدمة فلكل رسالة منصة والية ووسيلة وسياسية تجعلك اكثر تاثيرا في الحدث اذا ما تم اختيار منصات الاطلاق المناسبة والمسار الناقل المناسب وهذا بحاجة الى مخطط شمولي يقوم على وضع خطة العمل اولا وهيكلية ادارية تستند للوصف الوظيفي المعد يتم فيها تعميد الطاقات المركزية الرئسية لمطبخ القرار الاعلامي وتوظيف واتباع نهج اللامركزية في توجيه الوسائل الناقلة لتعزيز مناخات الابداع والابتكار الشكلي والضمني ضمن اطار الرسالة المستهدفة.

وكما ان المخطط الشمولي بحاجة ايضا الى ايجاد منظومة عمل واحدة وبرنامج عمل موحد حتى يحمل نهج العمل نسقا متجانسا وادوات منسجمة من الرسالة المراد ارسالها، كما ان المخطط الشمولي بحاجة الى ادارة لاخراج الرسالة تعمل على كيفية اختيار (العنوان والمنشيت ) واختيار المسار الانسب لتقديم الرسالة وكيفية ظهور الرسالة بطريقة سلبية او بواسطة مبادرة ايجابية او خلال السلاسة البسيطة، وعليه يتم اختيار الوعاء الناقل المناسب، وكما ان المخطط الشمولي بحاجة الى ايجاد ادارة للرقابة تعمل على رصد حجم دوائر التاثير وتقوم على تطويرها ضمن مناهج التغذية الراجعة في العمل.

وهذا عمل بحاجة الى اختصاص وعلوم معرفية خاصة في القيادة والتميز كونها ليست اكاديمية صرفة يمكن ان تقوم عليها العلوم العامة، وليست قانونية بسيطة او تقنية تقليدية يمكن استنباطها بالطريقة البسيطة المعتادة لكنها علوم معرفية معقدة احد قنواتها المعرفية الامن المعلوماتي والامن السبراني، وهذا بحاجة الى اصحاب اختصاص واصحاب دراية واصحاب علوم معرفية قادرين عمل وضع استراتيجية موضوعية وليس فقط لاصحاب راي يضعون تصورات بشكل طيباوي، ويعملون ضمن النسق لتقديم روشتة حل عبر مسكن آني يخفف الالم ولا يعالج المرض، بل ان الاعلام بات بحاجة الى علاجات تعالج المرض بالوقوف على الاسباب، على ان تعمل وفق قاعدة.لماذا؟ فان نهج التواصل برمته بات بحاجة الى ضبط ايقاع لاسيما وان منحى التواصل المباشر (الوجاهي ) بحاجة ايضا لذات القاعدة من العمل التي تستند الى قاعدة لماذا؟ اليس كذلك.

د.حازم قشوع
(الدستور)

نحو استراتيجية للإعلام

نحو استراتيجية للإعلام

بهدف وضع استراتيجية عمل للاعلام تقوم الدولة الاردنية بتنظيم لقاءات وعقد ندوات بهدف اجراء المسوحات الميدانية اللازمة في البناء الاستراتيجي للاعلام الوطني الخاص منه والعام، وهي بذلك انما تريد ان تعمل على تعزيز الثقة بين المواطن وصناعة القرار وبين المواطن والمؤسسات الرسمية وبين المواطن والخطاب الرسمي وتقديم النموذج الاردني بما يستحق من تقديم من على ارضية نستطيع ان نقدم فيها اقتصادنا الوطني صناعيا وتجاريا وزراعيا وكما في المنحى الخدماتي على صعيد الخدمات السياحية والخدمات الصحية…

اقرأ المزيد

تحركت الحكومة بسرعة لاحتواء موجة القلق على مستقبل الخدمات الطبية الملكية بعد تصريحات مديرها اللواء الطبيب شوكت التميمي خلال اجتماع”مالية النواب” لمناقشة ميزانية قطاع الخدمات الطبية.

وزير الدولة لشؤون الاعلام أمجد العضايلة”استضاف” في يوم الإجازة الأسبوعية”السبت” وزير الصحة، مدير الخدمات الطبية السابق الدكتور سعد جابر ومدير الخدمات اللواء التميمي، في مؤتمر صحفي، كان الهدف منه تطمين الأردنيين على مستقبل الخدمات الطبية الملكية وريادة مدينة الحسين ومستشفياتها المنتشرة في جميع المحافظات.

مدير الخدمات بدا مسرورا من أن صرخته أمام النواب وتحذيراته قد آتت أكلها، بإعلان صريح من الحكومة التزمت بموجبه بدعم الخدمات الطبية بما يضمن استمرار تقديم العلاج لملايين الأردنيين.

الحكومة ومرجعيات في الدولة لابد وأنها انزعجت من حديث التميمي، لكن لم يكن أمامها من خيار سوى مداراته لاحتواء ردة الفعل الشعبية حيال ماقاله الرجل.

والحقيقة أن حديث التميمي كان مقلقا بالفعل، وقد يكون انطوى على قدر من المبالغة بهدف كسب الدعم النيابي. ومن الواضح أيضا أن الجهات الرسمية لا تنسق فيما بينها قبل الحضور لاجتماعات النواب، وليس هناك من طرف يضبط مسبقا مداخلات المسؤولين، وحدود التغطية الاعلامية لبعض الجلسات الحساسة.

وفي مقابل التصريحات المثيرة للقلق في جلسة النواب, رد التميمي في المؤتمر الصحفي بكلام مطمئن ومفاجئ أيضا، فبعد أن كان الخطر يداهم الخدمة في مستشفيات الخدمات الطبية، كشف عن مشاريع جديدة لبناء مستشفى في الزرقاء وآخر في مدينة الحسين الطبية بسعة 400 سرير، وعدد من مشاريع التوسعة ومركز للأورام، ولم يقدم ما يفيد بتوفر المخصصات لهذه المشاريع في وقت كان قد حذر فيه من عدم توفر مخصصات لشراء الأدوية للعام الجديد.

وزير الصحة بخبرته الطويلة في إدارة قطاع الخدمات الطبية الملكية، ودوره في وزارة الصحة، عرض حالة القطاع الصحي في الأردن على نحو واقعي وطموح، وقدم إيجازا متماسكا وتفصيليا للمنجزات التي تحققت أو في طريقها للتحقيق، وهي بالفعل مكاسب مهمة جدا سيكون لها أثر بالغ في تحسين مستوى الخدمات الصحية في المملكة.

لكن من العرض الذي قدمه أبرز وأهم مسؤولين عن القطاع الطبي في الأردن، تظهر الحاجة من جديد لبناء تصور استراتيجي متكامل لبناء شراكة بين وزارة الصحة والخدمات الطبية، بما يضمن توظيف الإمكانيات المتوفرة وهي كبيرة جدا لتقديم أفضل مستوى من الخدمات للمواطنين.

لا نقص لدينا في المستشفيات والمراكز الصحية، بل زيادة مقارنة مع عدد السكان، لكن سوء التنسيق والتخطيط والعجز الفادح في إدارة الموارد والميزانيات المخصصة، يفوت فرصة لحشد هذه الإمكانيات للوصول إلى مستوى متقدم من الخدمات الطبية.

خلال العقدين الماضيين حصل توسع كبير في بناء المستشفيات والمراكز الصحية في عمان والمحافظات، لكن في ظل غياب التنسيق وعدم وجود سياسة صحية موحدة لكل القطاعات، وخلل في توزيع الكفاءات والمخصصات المالية، تراجع مستوى الخدمات وازدادت الشكوى في صفوف المراجعين.

قطاع الصحة مثل التعليم في الأردن يحتاج لثورة تنظيمية وإدارية، وفي اعتقادي أن وزير الصحة الحالي إذا ماكتب له الاستمرار في موقعه قادر على قيادتها بنجاح.

فهد الخيطان

(الغد)

الخدمات الطبية .. رسائل تطمين

الخدمات الطبية .. رسائل تطمين

تحركت الحكومة بسرعة لاحتواء موجة القلق على مستقبل الخدمات الطبية الملكية بعد تصريحات مديرها اللواء الطبيب شوكت التميمي خلال اجتماع”مالية النواب” لمناقشة ميزانية قطاع الخدمات الطبية. وزير الدولة لشؤون الاعلام أمجد العضايلة”استضاف” في يوم الإجازة الأسبوعية”السبت” وزير الصحة، مدير الخدمات الطبية السابق الدكتور سعد جابر ومدير الخدمات اللواء التميمي، في مؤتمر صحفي، كان الهدف منه تطمين الأردنيين على مستقبل الخدمات الطبية الملكية وريادة مدينة الحسين ومستشفياتها المنتشرة في جميع المحافظات. مدير الخدمات بدا مسرورا من…

اقرأ المزيد

تنص الفقرة (ج) من المادة (4) من قانون ديوان المحاسبة على تشمل رقابة ديوان المحاسبة : “أي جهة يقرر مجلس الوزراء تكليف ديوان المحاسبة بتدقيق حساباتها اذا كانت اموال هذه الجهة تاخذ حكم الاموال العامة او ان جبايتها تمت بموجب احكام القانون”.

وتعتبر أموال النقابات المهنية أموالاً عامة بموجب الفقرة (ب/4) من المادة (2) من قانون الجرائم الاقتصادية والتي نصت على أن تشمل عبارة الاموال العامة لاغراض هذا القانون كل مال يكون مملوكا او خاضعا لادارة النقابات.

وعليه فإنه ولغايات الشفافية والنزاهة والحفاظ على أموال النقابات المهنية التي مصدرها الرئيس الرسوم التي تجبيها النقابات المهنية بقوة القانون من المنتسبين لها، فإنني أدعو مجلس الوزراء الموقر لاصدار القرار بتكليف ديوان المحاسبة بتدقيق حسابات النقابات المهنية (واردات النقابات وادارة أموالها وأوجه صرفها).

د.ابراهيم العموش

أموال النقابات ورقابة المحاسبة وصلاحيات الوزراء

أموال النقابات ورقابة المحاسبة وصلاحيات الوزراء

تنص الفقرة (ج) من المادة (4) من قانون ديوان المحاسبة على تشمل رقابة ديوان المحاسبة : “أي جهة يقرر مجلس الوزراء تكليف ديوان المحاسبة بتدقيق حساباتها اذا كانت اموال هذه الجهة تاخذ حكم الاموال العامة او ان جبايتها تمت بموجب احكام القانون”. وتعتبر أموال النقابات المهنية أموالاً عامة بموجب الفقرة (ب/4) من المادة (2) من قانون الجرائم الاقتصادية والتي نصت على أن تشمل عبارة الاموال العامة لاغراض هذا القانون كل مال يكون مملوكا او خاضعا…

اقرأ المزيد

د. نضال القطامين

لا تلوح في الأفق إشارات لتعديل قانون الإنتخاب، على الأرجح ستجري انتخابات المجلس التاسع عشر وفق قانون 2016 الذي اعتمد على القائمة النسبية المفتوحة.

كان من المفترض أن تفضي التحالفات داخل القوائم الانتخابية وفق القائمة النسبية المفتوحة، إلى ما يمكن أن يؤسس لكتل برلمانية في مجلس النواب.

لقد كانت تلك احدى مسوغات القانون التي هدف لها المشرّع وتأملتها النخب السياسية. هل تحقق شيئا من هذا الهدف.

بالطبع تعلمون جميعا إجابة هذا التساؤل. لقد استمر تشكيل الكتل البرلمانية وفق النهج الطارىء ذاته الذي سار عليه مجلس النواب منذ المجلس الحادي عشر باستثناء الاسلاميين الذي حافظوا على جسد موحد لعملهم البرلماني.

ثمة أسئلة مهمة لإعادة تشكيل النظام البرلماني في المملكة، لا بد من الإجابة عليها. إن إنصراف الحكومات نحو المعالجات الإقتصادية، على أهميتها، دون السياسية، لن تغير في واقع الأمر شيئا، بل لن يكون لها ذات القيمة المضافة المهمة التي ستتحصّل من المعالجات السياسية.

بلا شك، فإن جلالة الملك متقدمٌ علينا جميعا في العناية بهذا الشأن. لقد قال في أوراقه النقاشية إنه يطمح لحكومات برلمانية تفرزها أحزاب ممثلة، وليس ذلك وحسب، بل جاء نهج تشكيل حكومة دولة الدكتور عبد الله النسور الثانية في هذا الإطار المتقدم.

كان علينا جميعا، أن نسند مشروع جلالة الملك السياسي المتقدم، لكننا عدلنا عن نهجه القويم في انتخابات المجالس النيابية وفي تشكيل الحكومات التالية، في نموذج واضح للتنازل عن قواعد النظام السياسي المأمولة.

في غياب مشروع وطني تلزم فيه الأحزاب الفائزين بالإنتخابات بعمل موحّد وترسيخ وجود كتلٍ نيابية ذات إطار مشترك في الثقافة والفكر والآراء، فلن يكون البديل حتما سوى كتلٍ هلامية لا تجمعها أرضية مشتركة، تنتهي بالغضب أو بالصراع على المناصب في المجلس، وتتبخر مع انتهاء الدورة البرلمانية أو انتهاء مدة المجلس.

لا يمكن القبول باستمرار الحياة النيابية في العالم الثالث ديكورا جميلا. تتعلق المسألة بوجود نظام حزبي مترسّخ في الشارع وبوجود مرشحين لا تفرزهم سوى شروط الأحزاب المتعلقة بالكفاءة الفنية والقدرة على نقل صوت الحزب ومبادئه، ثم بقوانين الإنتخاب التي لا تكرّس طائفية ولا جهوية ولا تمضي بالانتخابات في طريق واحد، فيما تقتضي البداية إخراج رؤوسنا من الرمال، واللحاق بركب العالم الذي تأسس على حياة ديمقراطية أتاحت أسباب الراحة ووضعت حلولا لكل العوائق والمآزق على اختلافها، فمن يعلّق الجرس اليوم؟

قانون الإنتخاب، على من تقع المسؤولية

قانون الإنتخاب، على من تقع المسؤولية

د. نضال القطامين لا تلوح في الأفق إشارات لتعديل قانون الإنتخاب، على الأرجح ستجري انتخابات المجلس التاسع عشر وفق قانون 2016 الذي اعتمد على القائمة النسبية المفتوحة. كان من المفترض أن تفضي التحالفات داخل القوائم الانتخابية وفق القائمة النسبية المفتوحة، إلى ما يمكن أن يؤسس لكتل برلمانية في مجلس النواب. لقد كانت تلك احدى مسوغات القانون التي هدف لها المشرّع وتأملتها النخب السياسية. هل تحقق شيئا من هذا الهدف. بالطبع تعلمون جميعا إجابة هذا التساؤل….

اقرأ المزيد

اكتسبت القمة الخليجية الأخيرة أهمية خاصة في أنها أسست لانفراجة في الأزمة مع قطر، تلك الأزمة التي ألحقت ضرراً في وقت تحتاج فيه دول الخليج كافة إلى الوقوف صفاً واحداً أمام الأخطار التي تهدد أمنيها الوطني والإقليمي، خاصة تلك التي تمعن إيران في إطلاقها. الأردن ومنذ بدايات الأزمة مع قطر تعامل معها على أنها “خلاف بين إخوة”، ولا يجوز أن يخرج عن هذا الإطار، فوحدة التاريخ والمصير وحجم التهديدات أكبر من أي خلافات قد تعصف مرحلياً بالعلاقات. تم تقدير الموقف الأردني واحترامه، ومساحات المناورة الخاصة به. حاول الأردن في أنى مناسبة تأكيد ضرورات حل الخلافات العربية البينية، ضمن القناعة أن التهديدات لأمن الخليج لا يسعها أن تسمح بخلاف بيني عربي أو خليجي المستفيد الوحيد منه أعداء الأمة والمتربصون لها. قلة من السياسيين شككت بمواقف الأردن في حين، ولكن لم يصح إلا الصحيح، فقد طغت مصداقية الموقف الأردني على أي تشكيك. الأردن فعلاً وقولاً يعتبر نفسه السند والعمق الاستراتيجي لدول الخليج، ويعتبر الأشقاء في الخليج عمقاً استراتيجياً له وسنداً اقتصادياً أصيلاً وقف مع الأردن في محكات صعبة.
للأردن مصلحة عليا بالوئام الخليجي والعربي، وفي كل مرحلة يحدث فيها انقسام واستقطاب، يجد الأردن نفسه بوضع سياسي حساس محاولاً الحفاظ على مسافات إيجابية مع الجميع. مع مرور الوقت وتكرار الأزمات، ثبت صدق النوايا والمواقف الأردنية، أنها لا تريد إلا الخير والوئام والقوة للأمة، وأنها تعمل بحق على نظرية إذا كان أشقاؤنا بخير فنحن في طرفه. المصداقية الأردنية أتت ثمارها، فأصبح الأردن والأردنيون مقدرين ومحترمين من قبل أشقائهم العرب، مفضلين على غيرهم بالعمل والاستثمار، محترمين على المستويين الرسمي والشعبي لصدقهم وإخلاصهم وتفانيهم.
استعان الأشقاء في الخليج بالأردن وأجهزته المدنية والعسكرية، وهم يدركون مكانة هذه الأجهزة واحترافيتها، وحجم الخير الكبير الذي يتأتى من الاتكاء عليها. طمح الأردن وما يزال بأن يكون ضمن منطقة النماء والتطور الاقتصادي الخليجي، ولم يأل جهداً لتحقيق ذلك، وقد كان دوماً ممتناً لأي مساعدات قدمها الأشقاء الخليجيون بصرف النظر عن حجمها، ويسجل لهم أنهم كانوا يقدمونها بلا منة، إدراكاً منهم أن مساعدة الأردن واستقراره الاقتصادي عامل مهم من عوامل الاستقرار الإقليمي، ورصيد استراتيجي للخليج وأمنه.
نحن والدول العربية الخليجية صنوان، مصالحنا تعلو على أي تباينات بالرأي، نتناصح ونتناقش، لكن في آخر المطاف نقف بخندق واحد بوجه الأخطار الإيديولوجية التي تستبد بالإقليم، وتستبيح استقرار الشعوب ومقدراتها. مصالحة خليجية ووئام عربي من الأخبار المفرحة للأردن وتتماهى تماماً مع مصالحه العليا. الأمل أن تحدث المصالحة الخليجية وأن تكون على قواعد مستقبلية ثابتة مستقرة نصل لها من خلال الصراحة والمكاشفة والاحترام المتبادل.(الغد)

قمة الخليج ومؤشر المصالحة

قمة الخليج ومؤشر المصالحة

اكتسبت القمة الخليجية الأخيرة أهمية خاصة في أنها أسست لانفراجة في الأزمة مع قطر، تلك الأزمة التي ألحقت ضرراً في وقت تحتاج فيه دول الخليج كافة إلى الوقوف صفاً واحداً أمام الأخطار التي تهدد أمنيها الوطني والإقليمي، خاصة تلك التي تمعن إيران في إطلاقها. الأردن ومنذ بدايات الأزمة مع قطر تعامل معها على أنها “خلاف بين إخوة”، ولا يجوز أن يخرج عن هذا الإطار، فوحدة التاريخ والمصير وحجم التهديدات أكبر من أي خلافات قد تعصف…

اقرأ المزيد

عصام قضماني

سنة 2020 ستشهد ارتفاعاً ملحوظاً في حجم السيولة في السوق، لكن الأهم هو أين سيتم تصريفها؟

ضخ الضمان الاجتماعي نحو 120 مليون دينار في السوق من أموال إدخار بدل التعطل، وسترفع الحكومة رواتب العاملين والمتقاعدين مدنيين وعسكريين أول السنة التي ستشهد أيضا بدء صرف بدل دعم الخبز بنحو 130 مليون دينار، وفيها أيضاً ستصرف الزيادة على رواتب المعلمين بنحو 67 مليون دينار وسترفع مخصصات شبكة الأمان الاجتماعي من 116 مليوناً إلى 146 مليوناً وستصرف فيها أيضاً متأخرات الالتزامات المالية لقطاعات مختلفة.

هذه سيولة كبيرة ستتدفق الى السوق، وبلا شك أن أول المستفيدين في القائمة هو الاستهلاك المحلي وتالياً المدخرات في البنوك المحلية.

السيولة تعني عرض النقد بمعناه الضيق وهو يساوي النقد المتداول (الورقي) خارج الجهاز المصرفي، والحسابات الجارية لدى البنوك، أو بمعناه الواسع الذي يشمل أيضاً الودائع لأجل وتحت إشعار.

ارتفاع السيولة من عوامل تحفيز النمو الاقتصادي وانخفاضها يعني الانكماش وليس صحيحاً أن الاقتصاد الأردني لا يتمتع بسيولة عالية، فقبل أن تتدفق الأموال من مصادرها سابقة الذكر بلغ النقد المتداول في السوق قرب 4ر4 مليار دينار وهو مستوى جيد بالنسبة لاقتصاد صغير.

السيولة ترتفع باستمرار والأرقام التي ينشرها البنك المركزي تؤكد هذه الحقيقة وهي بالمعنى الأشمل تتجاوز الـ 30 مليار دينار مع احتساب الودائع لدى الجهاز المصرفي وهي أموال قابلة للتسييل.

عرض النقد مرشح لأن يرتفع في السوق والسبب هو ضخ النقد في السوق، والأرجح أن الحكومة بانتظار مؤشرات حركة هذه السيولة التي ستدور عبر الاستهلاك لتعود الى الخزينة بتعزيز إيراداتها من ضريبة المبيعات التي تتوقع الموازنة نمو ايراداتها بحوالي 591 مليون دينار، ومصدر النمو أولا نسبة النمو الطبيعي 4%، وإعادة تحويل المشتقات النفطية والرسوم على المشتقات النفطية إليها.

ضريبة المبيعات مرشحة لأن يجري عليها تخفيض بغض الطرف عن نسبته لكنه سيغذي السوق يمزيد من السيولة.

المؤسف أن سوق الأسهم لن تستفيد من هذا كله والسبب الضريبة على المتاجرة بالأسهم.(الرأي)

ارتفاع متوقع في السيولة

ارتفاع متوقع في السيولة

عصام قضماني سنة 2020 ستشهد ارتفاعاً ملحوظاً في حجم السيولة في السوق، لكن الأهم هو أين سيتم تصريفها؟ ضخ الضمان الاجتماعي نحو 120 مليون دينار في السوق من أموال إدخار بدل التعطل، وسترفع الحكومة رواتب العاملين والمتقاعدين مدنيين وعسكريين أول السنة التي ستشهد أيضا بدء صرف بدل دعم الخبز بنحو 130 مليون دينار، وفيها أيضاً ستصرف الزيادة على رواتب المعلمين بنحو 67 مليون دينار وسترفع مخصصات شبكة الأمان الاجتماعي من 116 مليوناً إلى 146 مليوناً…

اقرأ المزيد

وجود مؤسسات عامة مستقلة ليس اختراعاً اردنياً خاصاً . فمثل هذه المؤسسات موجودة في جميع دول العالم لحاجتها لها . وهي موجودة في الدول المتقدمه أيضاً ، ولهذا السبب يقل عدد الوزارات فيها .

ونظراً لحاجة الدولة لوجود المؤسسات المستقله فقد سمح الدستور الاردني بوجودها في الماده 45 منه التي اتاحت للحكومة صاحبة الولاية في ادارة الشؤون العامة للدولة ان تفوض جهات بالقيام ببعض مسؤولياتها .

لكن الاعتقاد السائد لدى الجمهور بأن المؤسسات المستقلة في الاردن تزيد عن حاجة الدولة وانها قد سلبت الوزارات بعضاً من اختصاصاتها . وقد تولدت لديه القناعه بانها سبب رئيسي لانفاق زائد وغير مبرر ، وسبب في التمييز بين رواتب موظفيها ورواتب موظفي الوزارات .

وبناء عليه شاعت مطالبات الجمهور بدمج بعض هذه المؤسسات معاً اذا ما تشابهت اختصاصاتها ، او دمجها بالوزارات صاحبة الاختصاص الاصيل سعياً لعدم تعدد الجهات ذات الاختصاص الواحد ، ومن اجل خفض النفقات ، بالاضافة الى توحيد انظمة موظفي الدولة بنظام واحد جامع لموظفي الحكومة كافه .

واقع الحال ان استجابة الحكومات لمطالب الجمهور لم تسفر حتى الآن سوى عن دمج عشر مؤسسات ليصبح عددها الحالي 59 مؤسسه . وان الدمج الذي تم لم يكن قائماً على دراسة علمية دقيقة شاملة للمؤسسات كافة وهو ما يجب ان تفعله الحكومة اليوم باسرع وقت حتى يتم التعرف الدقيق على المؤسسات التي يجب دمجها بناء على المبررات الكافيه لذلك .

ما يجب ان يكون معلوماً للجمهور هو ان مبالغات كبيرة قد تجري بحق هذه المؤسسات . حيث ان نظرة اولية فاحصه تكشف عن ان 31 مؤسسة لا يمكن دمجها مع غيرها او مع احدى الوزارات من مثل : البنك المركزي ، ووزارة الاوقاف ( فهي تندرج موازنتها مع المؤسسات المستقله ) وهيئة مكافحة الفساد ، والمحكمة الدستوريه ، هيئة تشجيع الاستثمار ، ومؤسسة المواصفات والمقاييس ، والمؤسسة العامة للغذاء والدواء ، وصندوق المعونة الوطنية، وصندوق التنمية والتشغيل وغيرها . ما يعني ان دراسة الدمج اذا ما جرت لن تتناول سوى 28 مؤسسة فقط .

كخطوة تدريجية في عملية دمج المؤسسات يمكن ان يتم إدراج موازناتها مع موازنة الحكومة ليتم مراقبة انفاقها
وضمان عرضها على مجلس النواب من جهة ، واخضاع موظفيها لنظام الخدمة المدنيه من جهة اخرى . وقد تم حتى الآن إدراج موازنات 23 مؤسسة مع موازنة الحكومه ، كما تم تطبيق نظام الخدمة المدنية على موظفي جميع المؤسسات منذ مطلع العام 2012 .

د.عاكف الزعبي

عن دمج المؤسسات العامة المستقلة

عن دمج المؤسسات العامة المستقلة

وجود مؤسسات عامة مستقلة ليس اختراعاً اردنياً خاصاً . فمثل هذه المؤسسات موجودة في جميع دول العالم لحاجتها لها . وهي موجودة في الدول المتقدمه أيضاً ، ولهذا السبب يقل عدد الوزارات فيها . ونظراً لحاجة الدولة لوجود المؤسسات المستقله فقد سمح الدستور الاردني بوجودها في الماده 45 منه التي اتاحت للحكومة صاحبة الولاية في ادارة الشؤون العامة للدولة ان تفوض جهات بالقيام ببعض مسؤولياتها . لكن الاعتقاد السائد لدى الجمهور بأن المؤسسات المستقلة في…

اقرأ المزيد

مُنح جلالة الملك التكريم الأكثر أهمية من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الذي قدم للملك جائزة رجل الدولة الباحث. المركز ذو حضور سياسي وبحثي مهم في العاصمة الأميركية، والجائزة على أهميتها المعنوية وقيمتها السياسية، إلا أنها لم تكن أهم ما جرى أثناء زيارة الملك لواشنطن، بل حديثه أمام نخبة من الأميركيين المؤثرين المهتمين بشكل خاص بملفات الشرق الأوسط والعلاقة بين أميركا وإسرائيل. الحاضرون للحوار الذي أجراه مدير المركز روبرت ساتلوف هم من الداعمين للمركز والمهتمين بنشاطاته، ومؤثرون أيضا بالسياسة الإسرائيلية كون غالبيتهم من الأميركيين اليهود الذين يرتبطون بعلاقات مع النخبة والساسة في إسرائيل. جلالة الملك، وعبر منبر معهد واشنطن ذي الخصوصية السياسية، يطلق رسائل للنخبة الأميركية الداعمة لإسرائيل، ورسائل لإسرائيل نفسها التي لم تكف حكومتها الجانحة عن الاستهتار بالعلاقات الاستراتيجية المهمة مع الأردن.
يقول الملك للحضور وعبرهم لكل من الرأي العام الأميركي والإسرائيلي، إن العلاقات بين الأردن وإسرائيل في أدنى مستوياتها التاريخية. كلام الملك مقصود ومؤثر، صدم الحضور الذي يعي أهمية الأردن ووزن قائده المعروف باعتداله وانفتاحه وحضاريته، رسخ قناعة ومصداقية دولية في أنه رجل دولة ملتزم بالسلام وساعٍ له. يشير الملك إلى أن المشكلة ليست فقط باستهتار إسرائيل بالسلام الإقليمي الشامل الذي يهدد المصالح الأردنية العليا المرتبطة بالسلام الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن أيضاً بالانحدار بالعلاقات الثنائية التي تشهد جموداً وتعثراً لكثير من ملفات ينتفع الجانبان الأردني والإسرائيلي منها. ويذكّر الملك بأن السلام الذي رآه وأبرمه والده الحسين ورئيس الوزراء رابين ليس الموجود على الأرض اليوم، بل علاقات مضطربة مستمرة بالانحدار وثقة متلاشية واحترام شكلي.
رسائل الملك تأتي متتابعة لسابقات كان فحواها التنبيه لخطورة سلوك نتنياهو وحكومته، وإن إمعان نتنياهو في هدم السلام وعدم احترام مصالح الشعوب من حوله سيؤدي للإطاحة بالعلاقات التي بدأت مع توقيع معاهدات السلام. سعي نتنياهو الحثيث لهدم إمكانية حل الدولتين يهدد إسرائيل قبل أن يهدد مصالح الفلسطينيين والأردنيين، لأن البديل سيكون دولة فصل عنصري ثنائية القومية. شارون، المعروف أنه أبو المستوطنات التي بدأها كسياسة في الثمانينيات، تراجع هو ذاته عنها وانسحب أحادياً من غزة ولولا سكتته الدماغية لكان على وشك عمل الشيء نفسه في الضفة. ليس حباً بالفلسطينيين والأردنيين، ولكن حماية لدولته.
هجوم الملك الدبلوماسي من معهد واشنطن وأمام نوعية النخبة التي تحدث لها يسهم في مزيد من العزلة لنتنياهو، الذي جعل من دعم أميركا لإسرائيل أمراً حزبياً تقسيمياً، وبات الديمقراطيون ينأون بأنفسهم عن حكومة نتنياهو بعد أن كانوا تاريخياً داعمين لحكومات إسرائيل كافة. من كل عشرة يهود أميركان حزبيين ثمانية يعرفون أنفسهم أنهم ديمقراطيون، وبالرغم من ذلك لم يذهب أي من العشرة الديمقراطيين المتسابقين للرئاسة لمؤتمر إيباك الشهير، في دلالة واضحة على الفجوة مع سياسات الحكومة الإسرائيلية وكل من يدعمها.

د.محمد المومني

(الغد)

رسائل الملك من واشنطن

رسائل الملك من واشنطن

مُنح جلالة الملك التكريم الأكثر أهمية من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الذي قدم للملك جائزة رجل الدولة الباحث. المركز ذو حضور سياسي وبحثي مهم في العاصمة الأميركية، والجائزة على أهميتها المعنوية وقيمتها السياسية، إلا أنها لم تكن أهم ما جرى أثناء زيارة الملك لواشنطن، بل حديثه أمام نخبة من الأميركيين المؤثرين المهتمين بشكل خاص بملفات الشرق الأوسط والعلاقة بين أميركا وإسرائيل. الحاضرون للحوار الذي أجراه مدير المركز روبرت ساتلوف هم من الداعمين للمركز والمهتمين…

اقرأ المزيد

لاتهمني جنسية السائحة التي قطعت التذكرة المليون في البترا،أميركية أو صينية،ولايعنيني كثيرا إن كانت صديقة لوزيرة السياحة أم لا-“الجهات المعنية في قطاع السياحة نفت هذه الأقاويل جملة وتفصيلا”- المهم في الأمر أن البترا كسرت حاجز المليون سائح، واستعادت السياحة الأردنية زخمها،وماعدا ذلك نقاش فائض عن الحاجة.

أما عن الاحتفال بهذه المناسبة فهو في حقيقته احتفال بالبترا وبالإنجاز الأردني وليس بالسائحة”العروس الأميركية”. ربما لم توفق الجهات الرسمية في توضيح هذا الجانب فاحتفلنا بالسائحة ونسينا البترا،لكن المشهد في إطاره العام كان تعبيرا عن الفرح بماتحقق لهذا القطاع الحيوي.

في سنوات الذروة واستقرار الأوضاع الأمنية في المنطقة لم تسجل البترا هذا الرقم في عدد الزوار،حتى عندما دخلت قائمة عجائب الدنيا السبع. ولاحقا انهارت السياحة في المنطقة وشملت الموجة الأردن بفعل عوامل خارجة عن إرادتنا. وقد كافحت هيئة تنشيط السياحة ومعها جهات رسمية وقطاع خاص لاستعادة البريق السياحي الأردني وجذب السياح من جديد، ونجحت في ذلك,وجاء الاحتفال كإعلان عن تعافي قطاع السياحة في بلادنا،ورسالة للعالم بأن الأردن عاد من جديد نقطة للجذب السياحي.

ربما يكون رقم المليون متواضعا مقارنة مع التدفق السياحي على مواقع أقل اهمية من البترا من حولنا،وهذا صحيح،لكن لنجعل المليون رقم أساس لانعود عنه،بل نزيد عليه أصفارا مضاعفة.

هل هذا ممكن؟

بالتأكيد، لكن التحدي يتطلب عملا استثنائيا،وجهودا كبيرة لخلق بيئة سياحية جاذبة، تتجاوز القائم حاليا من تسهيلات واستثمارات متواضعة.

البترا ضلع في مثلت ذهبي حقا، فهي إلى جانب العقبة ووادي رم تشكل ثالوثا سياحيا مذهلا ومنفردا في ميزاته المتنوعة،يملك القدرة على جذب ملايين السياح سنويا.

البترا نقشت اسمها مبكرا بين المواقع العالمية الأكثر شهرة وجمالا، ووادي رم صار مقصدا عالميا زاد من شهرته اتخاذه موقعا لتصوير أعمال سينمائية شهيرة ومحجا للمتأملين في صورة السماء من فوقنا.أما العقبة، فمع التسهيلات التي وفرها الطيران منخفض التكاليف، أصبحت ملاذا لآلاف السياح الباحثين عن دفء الشواطئ والرمال في الشتاء.ومن يزور العقبة حاليا يشهد على أسواق وشواطئ تعج بحركة سياحية كثيفة وبواخر تنقل المئات يوميا.

الاستجابة الوطنية؛الرسمية والشعبية لتحدي السياحة ماتزال أقل بكثير من المطلوب.لايكفي ان نضمن الزخم لموسم واحد أو لمليون واحد،علينا أن نخطط لمواسم طويلة ودائمة من الانتعاش، ونبدي اهتماما أكبر بتطوير وتنويع المنتج السياحي لنضمن أعدادا أكبر من السياح وإقامة أطول وإنفاقا أكثر.

كنت وما أزال أعتقد أن هناك حاجة لعقد منتدى للمختصين في السياحة بتلك المناطق بجنوب الأردن لمناقشة سبل تطوير قطاع السياحة فيها وتحويلها إلى إقليم سياحي يحمل صفة عالمية بحق، ويخلق صناعة واسعة توفر آلاف فرص العمل لأبناء المنطقة.

بعبارة أخرى على المعنيين أن يجلسوا ويفكروا بسؤال ما بعد المليون.

(الغد)

البترا .. سؤال ما بعد المليون

البترا .. سؤال ما بعد المليون

لاتهمني جنسية السائحة التي قطعت التذكرة المليون في البترا،أميركية أو صينية،ولايعنيني كثيرا إن كانت صديقة لوزيرة السياحة أم لا-“الجهات المعنية في قطاع السياحة نفت هذه الأقاويل جملة وتفصيلا”- المهم في الأمر أن البترا كسرت حاجز المليون سائح، واستعادت السياحة الأردنية زخمها،وماعدا ذلك نقاش فائض عن الحاجة. أما عن الاحتفال بهذه المناسبة فهو في حقيقته احتفال بالبترا وبالإنجاز الأردني وليس بالسائحة”العروس الأميركية”. ربما لم توفق الجهات الرسمية في توضيح هذا الجانب فاحتفلنا بالسائحة ونسينا البترا،لكن المشهد…

اقرأ المزيد
1 10 11 12 13 14 29