رغم اننا تأخرنا لسنوات عديدة في قياس تركيز الملوثات المنبعثة من عوادم السيارات والتي تهدف الى الحد من التلوث وآثاره السلبية على الصحة العامة، الا اننا نعتبر الاجراءات الاخيرة بفحص المركبات واستخدام اجهزة متخصصة لكل من السيارات العاملة على البنزين والديزل خطوة اساسية للحد من هذا التلوث الذي تعاني منه معظم العواصم والمدن الكبيرة في دول العالم الثالث.
 قضية التلوث الناجم عن عوادم السيارات، يجب ان تؤرقنا، وان تعطى الاولوية، لأن السيارة التي ينبعث منها الدخان الفاسد هي قاتل متنقل، ولا تقل خطورة عن حوادث السير التي توقع آلاف الجرحى في كل عام.
 والذي يبدو من النتائج الاولية لعمليات فحص الغازات المنبعثة من السيارات على عينات عشوائية في عمان ان القضية لا تتعلق بالسيارات العاملة على الديزل وانها السبب المباشر للتلوث، وان كان انبعاث الغاز الاسود منها يظهر للعيان مباشرة لانه ثبت بعد اجراء الفحص ان ثلاثين بالمئة فقط من السيارات العاملة على الديزل ينجم عنها التلوث، فيما ثبت ان خمسين بالمئة من السيارات العاملة على البنزين ينجم عنها التلوث، وبخطر اكبر لان انبعاث الغازات الملوثة من سيارات البنزين لا يرى بالعين مباشرة ولكن باجهزة خاصة توضع على عوادم السيارات.
 السائق ليس له علاقة مباشرة بهذا التلوث، الا اذا اكتشف لون الدخان الاسود، وانه لا يفترض بكل سائق ان يعرف بالميكانيك، ونسبة احتراق البنزين، او الديزل، وان هذا الامر يتعلق بأصحاب محلات الميكانيك والكراجات، وان تأهيل هؤلاء يعتبر الخطوة الاولى على طريق التأكد من سلامة السيارات، وان الغازات المنبعثة منها لا تشكل خطرا على الصحة العامة.
 باعتقادي ان على اصحاب وكالات السيارات في المملكة عقد دورات عملية لاصحاب الكراجات لتدريبهم على انجع السبل لصيانة كل نوع من انواع السيارات والتأكد من عدم وجود آثار سلبية للغازات المنبعثة، كما ان هذه الوكالات وعبر الكراجات التابعة لها مباشرة يمكنها وضع اجهزة لفحص وقياس تركيز الملوثات من عوادم السيارات واجراء الصيانة اللازمة مرة كل ستة اشهر وبأجور معقولة.
 وحتى تكون الامور واضحة فان موضوع التلوث البيئي الناجم عن عوادم السيارات لا يتعلق في بعض الاحيان بالسائق، او الميكانيكي، لكنه يرتبط ارتباطا مباشرا بنوعية البنزين او الديزل الذي يتم انتاجه هنا او في دول اخرى، لان السيارات العاملة على الديزل في المانيا، تعتبر صديقة للبيئة ولا ينجم عنها اية ملوثات، ليس للاستمرار في الصيانة الدورية لهذه السيارات فقط ولكن لنوعية الديزل الذي تستعمله والذي تكون نسبة الكبريت فيه قليلة.
 لا ادل على ذلك من ان سائقي السيارات الذين يستعملون البنزين من دول عربية مجاورة يشعرون بالفارق السلبي او الايجابي مقارنة باستعمالهم البنزين من المحطات الاردنية.
 وحتى تنجح الحملة فاننا نأمل ان يتم تطبيق التعليمات على جميع وسائط النقل الرسمية اولا، بما في ذلك الوزارات والدوائر الحكومية والمؤسسات العامة، وشركات النقل الكبرى وباصات مؤسسة النقل العام، وخاصة تلك الباصات العاملة على الديزل، وكذلك باصات الجامعات وكليات المجتمع والمدارس، وان يكون الهدف من وراء هذه الحملة هو التوعية وحماية المواطن من التلوث، لا التهديد بسحب الرخصة وتغريم السائق، لان الذين يشاهدون آثار التلوث من عوادم السيارات على المباني وسط العاصمة، والتي تحولت الى اللون الرمادي والاسود، يعرفون حجم هذا الضرر الذي يلحق بالانسان، وان الاستمرار في استنشاق الهواء الملوث يعتبر سببا رئيسيا بالاصابة بالسرطان وامراض الرئة.

عوادم السيارات وتلوث الهواء

عوادم السيارات وتلوث الهواء

رغم اننا تأخرنا لسنوات عديدة في قياس تركيز الملوثات المنبعثة من عوادم السيارات والتي تهدف الى الحد من التلوث وآثاره السلبية على الصحة العامة، الا اننا نعتبر الاجراءات الاخيرة بفحص المركبات واستخدام اجهزة متخصصة لكل من السيارات العاملة على البنزين والديزل خطوة اساسية للحد من هذا التلوث الذي تعاني منه معظم العواصم والمدن الكبيرة في دول العالم الثالث. قضية التلوث الناجم عن عوادم السيارات، يجب ان تؤرقنا، وان تعطى الاولوية، لأن السيارة التي ينبعث منها الدخان…

اقرأ المزيد

لسنوات مضت كانت انتخابات الكنيست الإسرائيلي بمثابة حدث يشد اهتمام العالم العربي، خاصة الدول المعنية بعملية السلام، إلى جانب الفلسطينيين. نتيجة الانتخابات وهوية الفريق الفائز كانت تحمل معها دلالات وتداعيات مباشرة على مسار العملية السلمية.

وبلغ الاهتمام العربي في الانتخابات الإسرائيلية حد التدخل فيها، عن طريق اظهار الدعم لتيار حزبي دون غيره، أو توجيه الناخبين العرب في إسرائيل للتصويت باتجاه يخدم ما كان يوصف بالمصلحة العربية والفلسطينية.
حتى في أوساط الإعلام العربي كان هناك نقاش جدي في أحيان كثيرة حول أفضل الخيارات المتاحة بين القوى المتنافسة في الساحة الإسرائيلية.

استندت كل تلك المقاربات والمواقف، إلى ما كان يعتقد عن سلام ممكن مع إسرائيل لم يكن يمنعه سوى فوز اليسار لإتمامه بالمستوى المأمول. ظاهرة رابين على وجه التحديد هي التي غذت التوقعات والأوهام العربية باحتمالات السلام العادل والدائم على مستوى القضية الفلسطينية.

إسرائيل تتجه اليوم إلى انتخابات ثالثة للكنيست في أقل من عام، وقد تذهب لجولة رابعة إذا لم يتمكن فريق سياسي من ضمان الأغلبية لتشكيل حكومة جديدة.

لكن بالرغم من حمى الانتخابات التي تضرب إسرائيل، لاتكاد تجد لها صدى في أوساط الرأي العام العربي ولا الحكومات أيضا. ليس ثمة حزب أو ائتلاف في إسرائيل يمكن الرهان عليه لتغيير الوضع القائم.

الانطباع العام المستقر في العالم العربي أن إسرائيل برمتها تتحرك من اليمين إلى اليمين المتطرف، ولا أمل يرتجى بسلام في ظل أي حكومة مهما كانت تشكيلاتها.

سنوات نتنياهو الطويلة حطمت فرص السلام تماما، والاتجاه المتزايد نحو اليمين في إسرائيل لم يترك مجالا لتيارات أخرى تضاءلت حصتها في الكنيست، وفقدت مكانتها عند الرأي العام الذي بات أكثر تطرفا من ذي قبل.

إسرائيل اليوم هي كتلة من اليمين واليمين المتطرف، وباستثناء أصوات قليلة ومشتتة، لا نلحظ في الأفق حضورا لقوى وازنة تحمل رؤية ناضجة لسلام يقوم على حل الدولتين.

ربما يكون لموقف الإدارة الأميركية الحالية دور كبير في تجييش اليمين المتطرف وحشده لصالح أكثر البرامج السياسية تطرفا ووحشية في إسرائيل. صفقة القرن التي طرحتها إدارة ترامب أحيت التيارات العقائدية والصهيونية واستقطبت المتطرفين والمستوطنين ومنحت سرديتهم التي كانت لوقت قريب خيارا منبوذا، شرعية سياسية أميركية، وجعلت منها رواية معتمدة لصراع يمتد لقرن من الزمان.

ذلك ما جعل خصوم نتنياهو المفترض بهم الاختلاف مع طروحاته، يتسابقون لإعلان تأييدهم لصفقة القرن، وتبنيها، والمسارعة لإعلان التزامهم بتنفيذها حال فوزهم في الانتخابات.

كان اعتقاد الكثيرين في الساحة العربية أن السباق نحو اليمين والتطرف في إسرائيل هو مجرد نشاط انتخابي لا يمكث فيما بعد، لكن تجربة السنوات الماضية تؤكد بالدليل القاطع أن ما تطرحه الأحزاب الإسرائيلية في الانتخابات، يتحول لبرنامج حكومي معتمد وسياسة ثابتة.

ووسط هذه المنافسة الشرسة على الحكم في إسرائيل لم يعد لدى اليمين ما يخشى خسارته، كل شيء مطروح في حلبة الصراع الصهيوني، حتى معاهدتي السلام مع الأردن ومصر لم تعدا أمرا مقدسا، وها هو نتنياهو مستعد للتضحية بهما كما قال من أجل الحلم الصهيوني.

(الغد)

فهد الخيطان

انتخابات إسرائيلية بلا أوهام عربية

انتخابات إسرائيلية بلا أوهام عربية

لسنوات مضت كانت انتخابات الكنيست الإسرائيلي بمثابة حدث يشد اهتمام العالم العربي، خاصة الدول المعنية بعملية السلام، إلى جانب الفلسطينيين. نتيجة الانتخابات وهوية الفريق الفائز كانت تحمل معها دلالات وتداعيات مباشرة على مسار العملية السلمية. وبلغ الاهتمام العربي في الانتخابات الإسرائيلية حد التدخل فيها، عن طريق اظهار الدعم لتيار حزبي دون غيره، أو توجيه الناخبين العرب في إسرائيل للتصويت باتجاه يخدم ما كان يوصف بالمصلحة العربية والفلسطينية.حتى في أوساط الإعلام العربي كان هناك نقاش جدي…

اقرأ المزيد

فتحت زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لعمان الباب لاستعادة العلاقات الأردنية القطرية على المستوى الثنائي بعد أن استعادت من قبل المستوى الدبلوماسي اللائق بها.
بمعنى آخر، عودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية التي كانت عليها قبل أزمة قطر مع بعض جيرانها الخليجيين.
وهذا ليس أمرا نادر الحدوث في العلاقات بين الدول، على الدوام هناك خلافات وتباينات في المواقف، لكن ذلك لا يعني بالضرورة القطيعة. الأردن أسّس تاريخيا لهذا المفهوم في العلاقات العربية، فانتهج دبلوماسية متوازنة قائمة على الوصل لا القطع، ليجنب بذلك المصالح الثنائية شرور السياسة وخلافاتها.
قطر تعلمت من دروس الأزمة والحصار الكثير، وأدركت الحاجة لانفتاح يتجاوز مساحة السياسة وتناقضاتها. وللإنصاف نجحت في هذا المسعى بامتياز، إذ تمكنت من بناء علاقات وطيدة مع مختلف الأقطاب والدول في العالم على اختلاف مواقفهم. بقي على الدوحة أن تطور مقاربتها في الملفين المصري والسوري لتستعيد حيويتها الدبلوماسية وصورتها السابقة.
الأردن نأى بنفسه عن التخندق الحاد في الأزمة الخليجية, وفي نفس الوقت حافظ على علاقات مميزة مع السعودية والإمارات، واتخذ خطوة تنظيمية في العلاقة مع قطر. لكن مع مرور الوقت وطول أمد الأزمة، قرر انتهاج دبلوماسية التعايش مع الأزمة كما حال الكثير من الدول، لا بل استبعاد هذا المكون من معادلة العلاقة بدون تكلفة سياسية واقتصادية. وأعتقد أن أطراف الأزمة الخليجية تفهمت السلوك الأردني، وقبلت بالمعادلة الواقعية التي تبنتها عمان.
مصالح الأردن متشعبة وممتدة مع جميع الدول الخليجية، ولسنا في وضع يسمح لنا بخسارة هذه المصالح مقابل مكاسب هنا أو هناك. الحل الأنسب كان بناء علاقات متوازنة ترعى هذه المصالح مع الجميع دون زيادة أو نقصان. فقطر كما السعودية والإمارات والكويت مدت يد المساعدة للأردن في أزمته الاقتصادية، وها هو الشيخ تميم يقدم مزيدا من الدعم للأردن بتوجيهاته خلال الزيارة منح الأردنيين عشرة آلاف فرصة عمل جديدة إضافة لعشرة آلاف سابقة والتبرع بدعم نقدي لصندوق العسكريين المتقاعدين، وأنباء عن مشاريع واستثمارات قطرية قادمة في الأردن.
مبدأ القطيعة في العلاقات الدولية في طريقه للتلاشي. على العكس من ذلك، فكلما تفاقمت الخلافات بين الدولة زادت الحاجة للتواصل والحوار لتسوية المشاكل وتعظيم المشترك في المواقف. ولا نبالغ إن قلنا بأن لا خلافات جدية بين الأردن وقطر على المستوى الثنائي. هي حالة الإقليم المضطرب ومشاكله التي ألقت بظلالها الكئيبة على علاقات دول المنطقة بمن فيها الأردن وقطر وسواها من الدول.
الدبلوماسية الأردنية قائمة اليوم على فكرة إدارة المصالح الأردنية ورعايتها وتحشيد الدعم للموقف الداعم للحقوق الوطنية الفلسطينية. وفي هذين المجالين تلتقي المواقف الأردنية والقطرية، ويمكن لهما أن يساهما في كسب مزيد من الدعم لقضية العرب الأولى، وتحقيق مصالح الشعبين على المستوى الثنائي.
الملك عبدالله الثاني من بين الزعماء القلائل الذين سئموا الحديث في المشاكل والاستسلام لها، ويفضل بدلا من ذلك البحث عن حلول تساعد شعبه أولا وشعوب المنطقة على العيش بسلام ورخاء. هذا هو المنطلق الذي يحكم السياسة الأردنية الآن وفي المستقبل.

الغد

فهد الخيطان

الأردن وقطر .. علاقات طبيعية

الأردن وقطر .. علاقات طبيعية

فتحت زيارة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لعمان الباب لاستعادة العلاقات الأردنية القطرية على المستوى الثنائي بعد أن استعادت من قبل المستوى الدبلوماسي اللائق بها.بمعنى آخر، عودة العلاقات بين البلدين إلى حالتها الطبيعية التي كانت عليها قبل أزمة قطر مع بعض جيرانها الخليجيين.وهذا ليس أمرا نادر الحدوث في العلاقات بين الدول، على الدوام هناك خلافات وتباينات في المواقف، لكن ذلك لا يعني بالضرورة القطيعة. الأردن أسّس تاريخيا لهذا المفهوم في العلاقات العربية،…

اقرأ المزيد

العملات الرقمية أو العملات الإلكترونية هي عبارة عن عملات افتراضية يتم تداولها من خلال الإنترنت, وهي تمتاز بسرعة التحويل وقلة التكلفة والخصوصية الكاملة والاهم انها لامركزية, وهي الان تشكل مخاوف كثيرة لدى الدول والاشخاص الا انها ستصبح بالاجماع طريقة تكنولوجية مثيرة ستغير من الاشكال التقليدية للاموال في العالم وسوف تؤثر على جميع اعمال المؤسسات المالية في العالم لانها متاحة للجميع في اي زمان ومكان.

العملات الرقمية هي عملة ليس لها وجود مادي، بمعنى أنها غير ملموسة لاتستطيع رؤيتها مباشرة، فهي ليست ورقاً كالدولار أو الين مثلاً، هي موجودة فقط على الإنترنت، وما يميزها انها تسمح بالمعاملات الفورية وإمكانية نقلها بلا حدود الى اي وجه او مكان. وقد يتسارع الاعتماد عليها بسبب انها مميزاتها العديدة والتي نلخصها بما يلي:

أولاً. التحرر من القيود البنكية التقليدية، فلا يمكن أن يتجمد حسابك، أو تقوم أي جهة مركزية بمصادرة الأموال الموجودة لديك بدون وجود مفتاح الدخول للمحفظة التي تضع بها تلك العملات.

ثانياً. تتميز العملات الرقمية بقيمة تحويل منخفضة جداً.

ثالثاً. عدم الكشف عن هوية المستخدم، بمعنى أنه لا يوجد وسيط ولا احد يعلم شيء.

رابعاً. يمكن للعملات الرقمية التعامل من أي مكان وإلى أي مكان، فهي تعتبر عابرة للحدود الجغرافية.

خامساً. دخول عالم الاستثمار فهي تتيح ذلك من خلال المشاركة في عروض العملات الاولية وهي عبارة عن الاستثمار
في شركة لديها مشروع قائم وبعدها سيكون لك ارباح ناجمة عن ذلك.

سادساً. جني الارباح باسرع من تلك الطرق التقليدية المعروفة حالياً.

وهناك مصارف مركزية عدة حول العالم تعمل على تأسيس وطرح عملات رقمية مشفرة وغير مشفرة, وكذلك فان الكثير من بنوك العالم والمصارف الخاصة والاستثمارية في اوروبا وامريكيا أبدت تأييدها العملات الرقمية التي سيتم تداولها فور اتّساع رقعتها الجغرافية على مستوى المصارف المركزية.

يعود السبب الرئيسي لإعجاب عالم المال والأعمال بالعملات الرقمية، الصادرة عن المصارف المركزية، إلى قدرتها على خفض التكاليف وتعزيز فاعلية تطبيق السياسات المالية وعرض آلية دفع خالية من المخاطر. والدول الصناعية هي المستفيدة من العملات الرقمية حتى تقلص التداول النقدي التقليدي وهي طريقة بديلة وسريعة تواكب تكنولوجيا المال وتطوراته.

أما سياسياً فان دولاً معادية للولايات المتحدة تستغل تكنولوجيا العملات الرقمية المشفرة لمصالحها الخاصة بضمان احتياطي من الذهب, وقد تستفيد دولاً تحت المقاطعة والعقوبات من الالتفاف وكسر حواجز العقوبات على تداولاتها المالية والمصرفية مع الخارج بفضل هذه العملة الرقمية.

وعلى الرغم من تفعيل اميركا استراتيجية تأجيج التوتّرات السياسية حول العالم فان الأسواق المالية الدولية والمستثمرون الدوليون مثل المانيا والصين وغيرها لم تهتم بهكذا استراتيجية ويعتقدون انها صنعت خصيصا لعمل تغيّرات اقتصادية وجيوسياسية في العالم هدفها الوصول لنظام مالي دولي جديد, ولكن ومع كل هذه التوترات نجحت الكثير من البورصات تحقيق ارباح ممتازة, وكان للمصارف المركزية دورا في تحفيز المستثمرين ونزع المخاوف من
خططهم المستقبلية.

ولكن يوجد مخاوف ومخاطر لهذة العملات تؤكد وتحذر منها الكثير من الدول لانها تلغي فكرة المركزية ومراقبة حركة الأموال والأسهم والعقارات وغيره وأصبح من الصعب السيطرة على حركة الأموال ومعرفة وجهتها, واصبحت فرصة ثمينة للمتهربين ضريبياُ أو لغسل الأموال أو للعمليات غير الانسانية مثل الاتجار باعضاء البشر والمخدرات وغيرها, وعليه فان العملات الرقمية تمتلك القوة الكافية لتقويض سلطة الدولة وتحكمها بالأسواق.

واخيراً ربما لا نستطيع استخدام العملات الرقمية في معاملاتنا اليومية بمرونة مثل العملات الورقية أو بطاقات الائتمان, ولكن يبقى التحدي الأكبر هو الجمهور فإذا زادت ثقتهم بالعملات الرقمية فإنها ستنتشر بشكل أوسع، ولربما تصبح بديلاً عن العملات الورقية.

اليوم نحن نعلم ان الأمريكيون لهم سلطة واسعة على الكيانات الاقتصادية، وكما راينا مؤخراً عندما أجبرت البنوك الأوروبية على الامتثال للعقوبات ضد إيران.

لكن عندما يتعلق الأمر بالاقتصاد العالمي والذي يسمى السري فالمشكلة ليست العملة وإنما كيفية التقليل من الآثار الضارة عنها، فإذا كانت العملة الرقمية الأوسع نطاقا خاضعة للتنظيم في الولايات المتحدة، فستكون واشنطن قادرة على معرفة أثارها ويمكن حظر استخدامها في اي مجال تريد, لكن إذا كانت العملة تابعة للصين، فسيكون نفوذ أمريكا محدودًا للغاية وهذا احد الابواب الهامة التي قد تؤدي الى اعلان اميركا حرباً على الصين في المستقبل القريب.

د.خلف ياسين الزيود

العملات الرقمية وتحدياتها في العالم

العملات الرقمية وتحدياتها في العالم

العملات الرقمية أو العملات الإلكترونية هي عبارة عن عملات افتراضية يتم تداولها من خلال الإنترنت, وهي تمتاز بسرعة التحويل وقلة التكلفة والخصوصية الكاملة والاهم انها لامركزية, وهي الان تشكل مخاوف كثيرة لدى الدول والاشخاص الا انها ستصبح بالاجماع طريقة تكنولوجية مثيرة ستغير من الاشكال التقليدية للاموال في العالم وسوف تؤثر على جميع اعمال المؤسسات المالية في العالم لانها متاحة للجميع في اي زمان ومكان. العملات الرقمية هي عملة ليس لها وجود مادي، بمعنى أنها غير…

اقرأ المزيد

ماهر ابو طير

بدأت السلطات التركية بإلغاء إقامات مئات الأردنيين، ومعهم آلاف العرب، منذ مطلع العام الجاري، وموجة الإلغاء تتزايد، وسوف تشمل ملايين العرب، بمن فيهم الأردنيون.

القصة هنا لا ترتبط بمن يمتلكون شققا، او لديهم اقامات استثمارية، او يدرسون في الجامعات التركية، فهؤلاء اقاماتهم سارية بشكل طبيعي، ومصنفة على أسس مختلفة، فيما إلغاء الإقامات يشمل كل من يحمل إقامة سياحية مدتها عام واحد، كان يتم تجديدها بشكل طبيعي، طوال السنوات الماضية، حتى لو لم تتحول من إقامة سياحية إلى إقامة استثمارية، او للعلاج، او للدراسة، وحتى لو لم تؤد إلى شراء شقة والتقدم للجنسية التركية.

في السابع عشر من شهر كانون ثاني من العام الماضي، أي قبل عام تقريبا كتبت هنا مقالا بعنوان “هروب عائلي من الأردن إلى تركيا” وأثار المقال ضجة كبيرة، كونه عالج ظاهرة هجرة عشرات آلاف الأردنيين إلى تركيا، سواء من يمتلكون رؤوس أموال ونقلوها إلى تركيا، من اجل الاستثمار، وحصلوا على اقامات استثمارية، او أولئك الذين اعتمدوا على تساهل الاتراك في قصة الإقامة السياحية الصالحة لمدة عام، والتي كان يتم تجديدها سنويا.

هذا وضع انطبق على ملايين العرب، الذين يعيشون في تركيا بإقامة سياحية، ويعملون، ومعهم عائلاتهم، ولا تعترض عليهم تركيا ابدا، وتركتهم لسنوات دون اعتراض.

الذي استجد اليوم ان الاتراك ومنذ نهاية العام الماضي، سربوا معلومات حول قرار جديد يقوم على أساس عدم تجديد الإقامة السياحية، مادام صاحبها لم يحولها إلى إقامة استثمارية، او للدراسة في الجامعة، او غير ذلك، وهناك عشرات آلاف الأردنيين الذين يعيشون بإقامات سياحية، ويعملون، بل ونقلوا أولادهم إلى المدارس التركية، حيث بدأت تركيا فعليا بإلغاء إقامات كثيرين من هؤلاء، وفقا لما وردني، وتم إمهالهم عشرة أيام لمغادرة تركيا، والعودة إلى الأردن، حالهم حال كل الجنسيات الأخرى التي كانت تعيش منذ سنوات طويلة بإقامات سياحية، دون ان تمانع تركيا في تجديد هذه الاقامات.

في المعلومات ان تركيا استثنت من قرار عدم تجديد الإقامة السياحية جنسيات محددة، السوريين، وبعض الجنسيات العربية التي تم تصنيف دولهم بكونها تعاني من ظروف امنية او احتلالات، او فوضى دموية، كما استثني الفلسطينيون من القرار.

معنى الكلام ان عشرات آلاف الأردنيين، من حملة الإقامة السياحية، سيعودون إلى الأردن قريبا، ولن يبقى في تركيا سوى الأردنيين الذين يحملون إقامات استثمارية، او ضمن تصنيفات غير السياحية، وهذا الموضوع أثار ضجة كبيرة، دفعت أردنيين لمراجعة السفارة الأردنية في أنقرة التي لم تفعل لهم شيئا، لأن الأمر في أحد جوانبه يبدو سياديا، ولا قدرة لأي سفارة على الاعتراض لدى السلطات التركية.

في المعلومات ان أردنيين في تركيا، حاولوا عبر جهات متعددة وتحديدا جمعية الصداقة الأردنية التركية في أنقرة ، التدخل لدى الاتراك عبر دائرة الهجرة من اجل استثناء الأردنيين من هذا القرار، الا ان لا مؤشرات نهائية، خصوصا، ان تجاوب الاتراك بحاجة إلى تدخل أردني رسمي على مستوى عال، يقنع الأتراك بعدم الغاء اقامات عشرات آلاف الأردنيين.
اللافت للانتباه هنا ان الاتراك شجعوا الملايين على القدوم حين كانوا يجددون الإقامة السياحية سنويا، ولا يعترضون على عمل حاملها، مما ولد موجة استقطاب كبرى، بدأت تأثيراتها الاقتصادية والأمنية تتزايد داخل المجتمع التركي، لاعتبارات مختلفة.

ألغيت إقامات لعائلات كثيرة، تمر الآن بفترات قاسية وصعبة، إذ عليها ان تغادر خلال عشرة أيام، في منتصف العام الدراسي، وستسمعون غدا عن عودة كثيرين، والمشكلة الأكبر ان هناك عددا من الأردنيين الذين هاجروا إلى تركيا بسبب قضايا مالية ضدهم في الأردن، واعتمدوا على الإقامة السياحية، وهؤلاء أيضا سيصير مطلوبا مغادرتهم.
لن يبقى من الأردنيين في تركيا، الا من لديه رأسمال، او استثمار، او من يدرس في جامعة، او من يأتيها سائحا لعدة أيام دون تأشيرة ويغادر مثله مثل أي سائح آخر.

انتظروا العائدين من تركيا، هذه هي الخلاصة.

(الغد)

لماذا تلغي تركيا إقامات الأردنيين؟!

لماذا تلغي تركيا إقامات الأردنيين؟!

ماهر ابو طير بدأت السلطات التركية بإلغاء إقامات مئات الأردنيين، ومعهم آلاف العرب، منذ مطلع العام الجاري، وموجة الإلغاء تتزايد، وسوف تشمل ملايين العرب، بمن فيهم الأردنيون. القصة هنا لا ترتبط بمن يمتلكون شققا، او لديهم اقامات استثمارية، او يدرسون في الجامعات التركية، فهؤلاء اقاماتهم سارية بشكل طبيعي، ومصنفة على أسس مختلفة، فيما إلغاء الإقامات يشمل كل من يحمل إقامة سياحية مدتها عام واحد، كان يتم تجديدها بشكل طبيعي، طوال السنوات الماضية، حتى لو لم…

اقرأ المزيد

فهد الخيطان

محاولات البعض تحميل الأردن مسؤولية إفشال صفقة القرن مؤذية وغير منصفة، لا بل يمكن وصفها بالمحاولة الخبيثة. الأردن قال موقفه من صفقة القرن حتى قبل أن تتضح معالمها، وليس ثمة أي التباس في هذا الشأن.

ويوم قرر البيت الأبيض تنظيم حفل إشهار الصفقة بحضور نتنياهو، قاطع الأردن رغم الضغوط، ورفض قطعيا اعتماد العبارة السحرية في بيانه الرسمي التي وردت في معظم التصريحات الصادرة عن حكومات عربية، ومفادها تثمين ومباركة الجهود الأميركية واعتبار الخطة الأميركية أساسا مرجعيا لمفاوضات فلسطينية إسرائيلية.

وليس منصفا القول إن الموقف الأردني تعوزه وسائل التسويق والشرح، فعلى امتداد الساحة الاعلامية في الخارج وقبل ذلك في الداخل، صارت ثوابت الأردن مضربا للمثل، تنهال عليه عبارات الإشادة والتقدير على شجاعته وأصالته الوطنية والقومية.

لكن الأردن لم يدع يوما أنه القادر على إسقاط صفقة القرن وإفشالها، وكثيرا ما ذكر ساسة أردنيون بضرورة عدم تحميل الأردن أكثر من طاقته. من يضغطون على الأردن للزج به في معركة غير متكافئة، يهدفون إلى توريطه وكسر ظهره، ولن يستفيد من ذلك سوى أعداء الشعبين الأردني والفلسطيني وفي مقدمتهم الاحتلال الصهيوني.

كل ما نفعله من احتجاجات ومسيرات وما نصدره من بيانات ومواقف وتحليلات ضد صفقة القرن لن تغير من مواقع الحال. المعركة الحقيقية ضد صفقة القرن هناك في فلسطين.

اليمين الإسرائيلي يقف متحفزا للبدء في تطبيق بنود الصفقة من جانب واحد، وباشرت لجنة أميركية إسرائيلية مشتركة أعمالها في رسم حدود الضم والتهويد في الضفة الغربية وغور الأردن. وسنشهد في الأيام التالية لانتخابات الكنيست تنفيذا لتلك الخطوات على الأرض. نتنياهو يصارع للبقاء ولاسبيل أمامه سوى تقديم المزيد من المكاسب للمستوطنين، وها هو غانتس يدخل في سباق معه لإرضاء اليمين وعلى نفس المنوال.

لا يمكن لشعب ومؤسسات حزبية ووطنية منقسمة كما هو الحال في فلسطين أن تربح المعركة ضد المخطط الصهيوني. الانقسام الفلسطيني يحول دون قدرة الفلسطينيين على المواجهة، ويمهد الطريق أمام إسرائيل لتنفيذ مخططاتها بالصفقة أو بدونها. وأي كلام من طرف السلطة أو حماس عن مواجهة للصفقة مجرد دجل وكذب إذا لم يقترن وعلى الفور، بخطوات ملموسة لرأب الصدع الفلسطيني وإنهاء الانقسام، وتشكيل مؤسسات شعبية موحدة لخوض المواجهة بكل الوسائل المتاحة.

المؤسف أننا لا نرى أي بوادر بهذا الاتجاه، لا بل إن حملات التلاوم والتخوين مستمرة بين الطرفين. صحيح أن التحرك الذي تقوم به السلطة على الساحة الدولية مهم وضروري، لكن واشنطن وتل أبيب لا تكترثان بالمجتمع الدولي، وهما بصدد تكريس شرعية بديلة للأمم المتحدة عنوانها إرضاء إسرائيل وتلبية مصالحها كأساس ومرجعية في العلاقات الدولية.

وحدة الشعب الفلسطيني على الأرض هي مفتاح النصر في المعركة المصيرية، وخلاف ذلك كلام عابر لا قيمة له. وإذا كان هنالك من شيء مفيد يمكن أن تقوم به القوى السياسية الأردنية لصد الهجمة الصهيونية وإبطال مفعول الصفقة، فهو في الضغط على الفصائل الفلسطينية لتوحيد مواقفها ودفن الانقسام المدمر، وبعد ذلك ستجدون الجميع في صفكم وأولهم الأردن.

(الغد)

لا تورطوا الأردن عالجوا الانقسام الفلسطيني

لا تورطوا الأردن عالجوا الانقسام الفلسطيني

فهد الخيطان محاولات البعض تحميل الأردن مسؤولية إفشال صفقة القرن مؤذية وغير منصفة، لا بل يمكن وصفها بالمحاولة الخبيثة. الأردن قال موقفه من صفقة القرن حتى قبل أن تتضح معالمها، وليس ثمة أي التباس في هذا الشأن. ويوم قرر البيت الأبيض تنظيم حفل إشهار الصفقة بحضور نتنياهو، قاطع الأردن رغم الضغوط، ورفض قطعيا اعتماد العبارة السحرية في بيانه الرسمي التي وردت في معظم التصريحات الصادرة عن حكومات عربية، ومفادها تثمين ومباركة الجهود الأميركية واعتبار الخطة…

اقرأ المزيد

عصام قضماني

تقول الحكومة إننا نسير بالاتجاه الصحيح، فهل نسير في الاتجاه الصحيح فعلاً؟.

لدينا الآن أرقام ومؤشرات جاهزة تغطي سنة 2019 وبإنتظار نتائج الربع الأول كي تعطينا المقارنة حكما صحيحا عن الوضع المالي والإقتصادي.

بداية , من الظلم مقارنة نتائج سنة بأخرى سابقة وصفت بالسيئة لكن ماذا لو أن المقارنة تمت مع سنة هي الأسوأ كما تقول كل إستطلاعات الرأي وقبلها النتائج المالية..

بهذا المقياس نجد أن سنة 2019 ختمت بعجز في الموازنة تجاوز المستهدف بلغ عجز الموازنة 1.059 مليار دينار أي أنه بلغ ضعف العجز المستهدف والمقدر في موازنة 3019 بنحو 646 مليون دينار بعد المنح.

ينطبق ذلك أيضاً على نسبة النمو الاقتصادي، حيث أشارت التوقعات بارتفاع وتيرة نمو الاقتصاد الأردني إلى 2.2% خلال 2019 بينما أن نمو لناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة للربع الثالث بلغ 1.9% والتوقّعات أيضا كانت أشارت الى ارتفاع صافي الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 2.5% من الناتج المحلي لكن ما حصل هو إنخفاضها بنحو 13% خلال الشهور التسعة الأولى من العام الماضى إلى 473.1 مليون دينار من 667.3 مليون دولار عام 2018.

وهذا المقياس ينطبق أيضاً على المديونية التي إرتفعت بنهاية العام 2019 الى 30.076 مليار دينار ونسبتها إلى الناتج المحلي الإجمالي 96.6% مقارنة مع 94.4% بنهاية 2018..

رئيس الحكومة ليس وحيدا في هذا الإتجاه فقد إتفق معه 31% من المستثمرين في الإستطلاع الأخير لمؤشر ثقة المستثمر الذي يجريه منتدى الإستراتيجيات الأردني وبقي 60 يرون أن الأمور تسير بالاتجاه الخاطئ لأسباب منها الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وعدم استقرار السياسات وتعقيد الأنظمة والقوانين وارتفاع الضرائب والأسعار.

المعيار الأهم برأي كاتب هذا العمود هو أن درجة الاكتفاء الذاتي تتطلب أن يغطى كل الإنفاق الجاري من الإيرادات المحلية، وليس من المنح الخارجية والقروض التي تستخدم لتمويل النفقات الرأسمالية، وقد درجت العادة أن تستخدم في تغطية نفقات جارية.

تشير الأرقام إلى أن درجة الاكتفاء الذاتي في موازنة عام 2020 أي تغطية الإيرادات المحلية للنفقات الجارية ستبلغ 92.5% من النفقات الجارية، ما يعني أن الحكومة ستقترض في عام 2020 حوالي 629 مليون دينار لتغطية النفقات الجارية فقط.

رئيس الحكومة يؤكد أننا نسير بالاتجاه الصحيح، وهو يراهن على بدء تأثير الإجراءات والقرارات الاقتصادية التي إتخذتها الحكومة خلال هذه السنة 2020 والاتجاه الصحيح هنا سيكون بمقياس النتائج. الرأي


هل نسير في الاتجاه الصحيح؟

هل نسير في الاتجاه الصحيح؟

عصام قضماني تقول الحكومة إننا نسير بالاتجاه الصحيح، فهل نسير في الاتجاه الصحيح فعلاً؟. لدينا الآن أرقام ومؤشرات جاهزة تغطي سنة 2019 وبإنتظار نتائج الربع الأول كي تعطينا المقارنة حكما صحيحا عن الوضع المالي والإقتصادي. بداية , من الظلم مقارنة نتائج سنة بأخرى سابقة وصفت بالسيئة لكن ماذا لو أن المقارنة تمت مع سنة هي الأسوأ كما تقول كل إستطلاعات الرأي وقبلها النتائج المالية.. بهذا المقياس نجد أن سنة 2019 ختمت بعجز في الموازنة تجاوز…

اقرأ المزيد

لا فرق بين تأجيل الانتخابات أو تبكيرها، إن كانت ستلتئم وفقاً لقانون الانتخاب الحالي كما تشير لذلك كافة الدلائل والمؤشرات الحكومية … انتخابات وفقاً للقانون ساري المفعول ستكون بمثابة «تمديد» للمجلس الحالي، حتى وإن تبدلت بعض الأسماء والوجوه … في مثل هذه الحالة، يبدو «التمديد» للمجلس وإرجاء الانتخابات خياراً أقل كلفة وأقل تبديداً للوقت والمال والجهد.
كاتب هذه السطور، من أنصار تبكير الانتخابات، على أن يسبقها إقرار قانون انتخابي جديد، يكفل الاتيان بطبقة سياسية جديدة، ويضمن الانتقال خطوة نوعية باتجاه برلمان قائم على التعددية السياسية والحزبية … برلمان كهذا، سيكون مؤهلاً لأخذنا إلى مسار «الحكومات البرلمانية» التي وعدنا بها منذ أزيد من خمس سنوات، وكلما تكاثرت وعودنا بهذا الصدد، كلما ابتعدنا على الهدف.
المرحلة الاستراتيجية الجديدة التي يمر بها الأردن، حيث تشتد التحديات الداخلية والخارجية على حد سواء، بحاجة لحكومة ذات قاعدة شعبية – تمثيلية (كتافها عريضة)، وهي بحاجة لبرلمان قوي، يتخطى برلمانات الصوت الواحد وتجربة «نواب الخدمات» … المرحلة تقتضي توسيع قاعدة اتخاذ القرار وصنع السياسة الخارجية، فلا تبقى الحكومات «خارج السمع» في كل ما يتصل بالملفات السياسية الكبرى، ولا يبقى البرلمان آخر من يعلم وآخر من يُستشار وآخر من يقرر.
ليس أمامنا في مواجهة ما يجبهنا من تحديات، سيما تلك التي تستبطنها «صفقة القرن»، سوى تعزيز وتمتين الجبهة الداخلية، وهذه ليست شعارات ترفع، ولا أغاني وأناشيد تبث عبر الأثير … هي مهمة تحتاج إلى فعل سياسي منهجي منظم، ناجم عن إرادة سياسية صلبة، منبثقة من قناعة عميقة بطاقات الشعب وإمكانياته التي لا تنضب.
ليس لدينا «ترف» استمرار العمل بأدواتنا ومناهجنا القديمة … مطلوب استعادة ثقة المواطن بمؤسسات الدولة، من حكومة وبرلمان وأحزاب وغيرها … مطلوب أن نبعث برسالة قوية للناخب الأردني، سيما من جيل الشباب، بأن «صوته» مهم، وأنه كفيل بأن يحدث فرقاً … هذا لن يتم بإعادة انتاج القديم، أو إبقاء القديم على قدمه … الأردن بحاجة لتسجيل اختراقات على هذا الصعيد، وقضية الإصلاح باتت ضرورة وطنية ملحة، وليست ترفاً فائضاً عن الحاجة كما يُخيّل للبعض منّا.
لقد صمدنا في العام 1989 أمام الأنواء والعواصف … لقد خرجنا من الحصار المضروب علينا من الخارج، بالانفراج الداخلي … صمد الأردنيون في وجه العزلة وقطع المساعدات والعقوبات المفروضة، ولعدة سنوات وليس لعدة أشهر … وعلينا أن نكون جاهزين لإعادة انتاج التجربة من جديد، علينا أن نخطط لأسوأ السيناريوهات، وأن نبقي على تفاؤلنا بإمكانية تفاديها، وأن نعمل من أجل ذلك.
قضية تقديم الانتخابات أو تأخيرها، يجب أن ينظر لها من هذه الزاوية الاستراتيجية … الانتخابات المقبلة ستلتئم في بيئة استراتيجية جديدة، ولا يجب أن نصرف الكثير من الوقت والجهد في الحديث عن «تعديل خامس» أو التساؤل حول مصير الحكومة، ومن الذي سيشكل حكومة الانتخابات أو ما سيليها … دعوا الأردنيين يختارون حكومتهم، في انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، ووفقاً لقواعد جديدة للعبة.
لن يجرؤ العالم على التمادي في الضغط علينا طالما أن قراراتنا نابعة عن سلطات شعبية منتخبة، وتعبر عن إرادة شعبية حقيقية، وتتبلور بعملية انتخابية مستوفية لكل معايير النزاهة والشفافية المتعارف عليها عالمياً … بخلاف ذلك، سنبقي الباب مفتوحاً لكل من يريد أن يجرب حظه، ويختبر قدرتنا على الصمود والثبات.

عريب الرنتاوي

تبكير الانتخابات أم تأجيلها؟

تبكير الانتخابات أم تأجيلها؟

لا فرق بين تأجيل الانتخابات أو تبكيرها، إن كانت ستلتئم وفقاً لقانون الانتخاب الحالي كما تشير لذلك كافة الدلائل والمؤشرات الحكومية … انتخابات وفقاً للقانون ساري المفعول ستكون بمثابة «تمديد» للمجلس الحالي، حتى وإن تبدلت بعض الأسماء والوجوه … في مثل هذه الحالة، يبدو «التمديد» للمجلس وإرجاء الانتخابات خياراً أقل كلفة وأقل تبديداً للوقت والمال والجهد.كاتب هذه السطور، من أنصار تبكير الانتخابات، على أن يسبقها إقرار قانون انتخابي جديد، يكفل الاتيان بطبقة سياسية جديدة، ويضمن الانتقال خطوة نوعية باتجاه برلمان قائم…

اقرأ المزيد

لا تُحصى المرات التي ظُلِمت فيها بلادنا العظيمة الأردن. والمدهش انه ظلم غبي ساذج، ينهار ويتهاوى أمام الأرقام والحقائق والمعلومات المتاحة للجميع.
لقد أُشِيع زوار وحقدا -و ما يزال يُشاع- انّ الأردن كيانٌ مصطنع اوجده الإنجليز واليهود. وانه صُمّم ليلعب دورا وظيفيا وليكون منطقة عازلة ومصدا بين العرب واليهود (buffer zone).
الحقائق المتاحة للكافة، هي أنّ اليهود يعتبرون وجودهم في الأردن سابقٌ على وجودهم في فلسطين !!
وأن الأردن هو أرض اسرائيل الشرقية وان لنهر الأردن ضفتين، كلتاهما لإسرائيل.
جاء في كتاب «رحلة إلى الماضي» لأرنون سوفير أستاذ الجغرافيا في جامعة حيفا: «كانت إمارة شرق الأردن جزءا من أرض إسرائيل، وفي سنة 1922 سُلِخت وأُخرجت من نطاق الوطن القومي اليهودي. ونهر الأردن الذي كان فاصلا  بين أرض إسرائيل الغربية وأرض إسرائيل الشرقية، أصبح حدوداً غربية بعد أن رسمتها السلطة البريطانية».
والحقائق المتاحة تبين ان اليهود قاوموا على المستويات كافة، اعلان إمارة شرق الاردن عام 1921.
فقد ثارت ثائرة الحركة الصهيونية بزعامة الإرهابي زئيف جابوتنسكي، عندما أَخرج الأمير عبدالله بن الحسين وزعماء القبائل الوطنيون الأردنيون، الأردن من وعد بلفور عام 1922.
اعتبرت «حركة المقاومة اليهودية»، التي تألفت من منظمات الهاغاناة والأراغون وشتيرن «المحاربون في سبيل حرية إسرائيل»، كلّ يهودي على أرض فلسطين، عضواً في «حركة مقاومة فصل شرقي الأردن عن الوطن اليهودي ومنحه الاستقلال». كما جاء في اسبوعية
The Jewish Standard 29 March 1946.
وثارت ثائرة الحركة الصهيونية عندما منحت بريطانيا الاستقلال لإمارة شرقي الأردن، التي أُعلنت المملكة الأردنية الهاشمية يوم 25 أيار عام 1946.
فعن اي منطقة عازلة يتحدث المزورون الحاقدون، واليهود يعتبرون بلادنا العظيمة الأردن، أرضهم الشرقية المحتلة من قِبَل الأعداء !!
وعازلة بين اسرائيل ومَنْ؟
لقد تهاوت او تضعضعت معظم الأنظمة العربية، وظل «الكيان الأردني المصطنع» صامدا يذود عن فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويقول ملكه ذو الحكمة والحنكة والبصيرة، كلا مكعبة: لاستهداف القدس وللوطن البديل وللتوطين!!

محمد داودية

الأردن والهاشميون.. الحقائق والظلم والأكاذيب (1-3)

الأردن والهاشميون.. الحقائق والظلم والأكاذيب (1-3)

لا تُحصى المرات التي ظُلِمت فيها بلادنا العظيمة الأردن. والمدهش انه ظلم غبي ساذج، ينهار ويتهاوى أمام الأرقام والحقائق والمعلومات المتاحة للجميع.لقد أُشِيع زوار وحقدا -و ما يزال يُشاع- انّ الأردن كيانٌ مصطنع اوجده الإنجليز واليهود. وانه صُمّم ليلعب دورا وظيفيا وليكون منطقة عازلة ومصدا بين العرب واليهود (buffer zone).الحقائق المتاحة للكافة، هي أنّ اليهود يعتبرون وجودهم في الأردن سابقٌ على وجودهم في فلسطين !!وأن الأردن هو أرض اسرائيل الشرقية وان لنهر الأردن ضفتين، كلتاهما لإسرائيل.جاء في كتاب «رحلة إلى الماضي» لأرنون سوفير أستاذ…

اقرأ المزيد

* تعكس الصحافة بتنوع اتجاهاتها صورة عن الرأي العام تجاه أي قضية للتعريف بها، ايجابياتها وسلبياتها، وتهدف هذه المقالة إلى التعريف بالمواقف الإعلامية تجاه (صفقة ترامب- أو صفقة القرن) ومدى قبولها أو رفضها، عالمياً، كرسالة موجهة إلى (الإدارة الأمريكية)… وذلك من خلال عدة مشاهد.
* ما هية الصفقة؟
من أجل الترويج لها، فقد اختارت الإدارة الأمريكية عناوين للصفقة لتكون جاذبة! فأطلقت عليها: صفقة القرن: السلام من أجل الازدهار، رؤية لتحسين حياة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وجاءت ب (181) صفحة بالانجليزية وبجزأين: الأول إطار العمل السياسي، ويمكن القول أنه جاء موجزاً، بينما جاء الثاني، إطار العمل الاقتصادي، أكثر عمقاً وتركيزاً.
* المشهد الأمريكي – البريطاني:
– وصفت (واشنطن بوست) الخطة بمنحة لإسرائيل لحقها في ضمّ المناطق التي تريدها، المستوطنات وغور نهر الأردن مع السيطرة الكاملة عليها، أما الفلسطينيون فيمكن أن يحصلوا على (حكم ذاتي) بعد فترة اختبار (كفاءة وأهلية) لمدة ثلاث سنوات، وستكون دولة غير محددة الحدود.
– أما (نيويورك تايمز) فأشارت إلى (خريطة إرخبيلية) تشمل مناطق غير متواصلة أو متصلة لتكون (دولة فلسطين منزوعة السلاح تماماً وبسيادة إسرائيلية وباستقلال ذاتي).
 أما الصحافة البريطانية فتعرضت للخطة التي تحابي الاسرائيلين:
– فصحيفة التايمز تصف الخطة بأنها غير واقعية، فتركز على إسرائيل ومصالحها، بينما تقدم للفلسطينيين الأموال مقابل التخلي عن مطلب الدولة، فهي خطة شفهية.
– وتتفق (الغارديان) مع (التايمز) بأنها تحقيق للأماني الإسرائيلية البعيدة المدى.
– وتذهب (الديلي تلغراف) إلى القول بأن الخطة (تحطم عقوداً من الإجماع الدولي حول كيفية حل النزاع القائم وتعيد رسم الخريطة لصالح إسرائيل، وبالتأكيد لن يقبل بها الفلسطينيون، فهذه الخطة أشبه ب (غيتو فلسطيني)!.
* المشهد الأوروبي:
– عبرت الصحافة الفرنسية والسويسرية عن الموقف الأوروبي، فوصفت (ليبراسيون) الفرنسية الخطة بأنها (تسحق عقوداً من المعايير الدولية، وتمهد لاسرائيل الطريق لتضم ما تريد من الأراضي الفلسطينية للدولة العبرية).
– فيما أكدت (لوفيغارو) الفرنسية، أن الخطة تعتبر (تحوّلا جذرياً يعصف بالمنطقة ويدخلها (ثقباً أسوداً) أو ما يعني (النفق المظلم)… وتصفها (بالصفافة) التي تقدم حبل المشنقة للشعب الفلسطيني، وتؤدي إلى فصل جديد من التوتر في علاقة الغرب بالعالم الإسلامي…
– إما الصحافة السويسرية، وأهمها (شبالينخر) فوصفتها (بموآمرة القرن) بانحيازها التام لإسرائيل وترك الفتات للفلسطينيين، فهي أشبه بصفقة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية بغياب الفلسطينيين، مما يجعلها ذات طابع أحادي.
* المشهد الإسرائيلي:
– جاءت معظم الصحف الإسرائيلية اليمينية مؤيدة للخطة بدرجات متفاوتة، مع أنها تعتبر ما يحصل عليه الفلسطينيون يمثل (تنازلاً صعباً).
– وثمة صحف، (هاارتس) على سبيل المثال، فقد توقعت لها الفشل أو إلى سلة المهملات، وقد كتبت بنيَّةٍ واضحة لجعل الفلسطينيين يرفضونها، بينما استبعدت (يديعوت احرونوت) أن الخطة تؤدي إلى تقدم في اتجاه الحل…. ولا مكسب للفلسطينيين سوى وقف الاستيطان خلال تنفيذ الخطة، وهو ليس في صالح إسرائيل!.
* الصحف العربية:
– يدرك القراء العرب، أن الصحافة العربية بغالبيتها، تعكس وجهة نظر النظام العربي، فثمة آراء متفاوتة، ودرجات متفاوتة من الاهتمام، حسب توجه النظام في كل بلد.
– ويمكن القول أن (اتحاد الصحفيين العرب) يعبر عن وجهة النظر العربية: هي مظلمة القرن لاستلاب فلسطين التاريخية، بقدسها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية.

عزت جرادات

صفقة القرن في مشاهد إعلامية

صفقة القرن في مشاهد إعلامية

* تعكس الصحافة بتنوع اتجاهاتها صورة عن الرأي العام تجاه أي قضية للتعريف بها، ايجابياتها وسلبياتها، وتهدف هذه المقالة إلى التعريف بالمواقف الإعلامية تجاه (صفقة ترامب- أو صفقة القرن) ومدى قبولها أو رفضها، عالمياً، كرسالة موجهة إلى (الإدارة الأمريكية)… وذلك من خلال عدة مشاهد.* ما هية الصفقة؟من أجل الترويج لها، فقد اختارت الإدارة الأمريكية عناوين للصفقة لتكون جاذبة! فأطلقت عليها: صفقة القرن: السلام من أجل الازدهار، رؤية لتحسين حياة الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وجاءت ب (181)…

اقرأ المزيد
1 9 10 11 12 13 29