الأردن والهاشميون.. الحقائق والظلم والأكاذيب (1-3)

لا تُحصى المرات التي ظُلِمت فيها بلادنا العظيمة الأردن. والمدهش انه ظلم غبي ساذج، ينهار ويتهاوى أمام الأرقام والحقائق والمعلومات المتاحة للجميع.
لقد أُشِيع زوار وحقدا -و ما يزال يُشاع- انّ الأردن كيانٌ مصطنع اوجده الإنجليز واليهود. وانه صُمّم ليلعب دورا وظيفيا وليكون منطقة عازلة ومصدا بين العرب واليهود (buffer zone).
الحقائق المتاحة للكافة، هي أنّ اليهود يعتبرون وجودهم في الأردن سابقٌ على وجودهم في فلسطين !!
وأن الأردن هو أرض اسرائيل الشرقية وان لنهر الأردن ضفتين، كلتاهما لإسرائيل.
جاء في كتاب «رحلة إلى الماضي» لأرنون سوفير أستاذ الجغرافيا في جامعة حيفا: «كانت إمارة شرق الأردن جزءا من أرض إسرائيل، وفي سنة 1922 سُلِخت وأُخرجت من نطاق الوطن القومي اليهودي. ونهر الأردن الذي كان فاصلا  بين أرض إسرائيل الغربية وأرض إسرائيل الشرقية، أصبح حدوداً غربية بعد أن رسمتها السلطة البريطانية».
والحقائق المتاحة تبين ان اليهود قاوموا على المستويات كافة، اعلان إمارة شرق الاردن عام 1921.
فقد ثارت ثائرة الحركة الصهيونية بزعامة الإرهابي زئيف جابوتنسكي، عندما أَخرج الأمير عبدالله بن الحسين وزعماء القبائل الوطنيون الأردنيون، الأردن من وعد بلفور عام 1922.
اعتبرت «حركة المقاومة اليهودية»، التي تألفت من منظمات الهاغاناة والأراغون وشتيرن «المحاربون في سبيل حرية إسرائيل»، كلّ يهودي على أرض فلسطين، عضواً في «حركة مقاومة فصل شرقي الأردن عن الوطن اليهودي ومنحه الاستقلال». كما جاء في اسبوعية
The Jewish Standard 29 March 1946.
وثارت ثائرة الحركة الصهيونية عندما منحت بريطانيا الاستقلال لإمارة شرقي الأردن، التي أُعلنت المملكة الأردنية الهاشمية يوم 25 أيار عام 1946.
فعن اي منطقة عازلة يتحدث المزورون الحاقدون، واليهود يعتبرون بلادنا العظيمة الأردن، أرضهم الشرقية المحتلة من قِبَل الأعداء !!
وعازلة بين اسرائيل ومَنْ؟
لقد تهاوت او تضعضعت معظم الأنظمة العربية، وظل «الكيان الأردني المصطنع» صامدا يذود عن فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويقول ملكه ذو الحكمة والحنكة والبصيرة، كلا مكعبة: لاستهداف القدس وللوطن البديل وللتوطين!!

محمد داودية