نحو استراتيجية للإعلام

بهدف وضع استراتيجية عمل للاعلام تقوم الدولة الاردنية بتنظيم لقاءات وعقد ندوات بهدف اجراء المسوحات الميدانية اللازمة في البناء الاستراتيجي للاعلام الوطني الخاص منه والعام، وهي بذلك انما تريد ان تعمل على تعزيز الثقة بين المواطن وصناعة القرار وبين المواطن والمؤسسات الرسمية وبين المواطن والخطاب الرسمي وتقديم النموذج الاردني بما يستحق من تقديم من على ارضية نستطيع ان نقدم فيها اقتصادنا الوطني صناعيا وتجاريا وزراعيا وكما في المنحى الخدماتي على صعيد الخدمات السياحية والخدمات الصحية والخدمات التعليمية وضمن وجبات اعلامية تسهم في تقدم النموذج الاردني وبما يمكنه جذب مزيد من الاستثمارات والشراكات لدعم عجلة اقتصادنا الوطني.

وهذا بلا شك عمل كبير بحاجة الى ايجاد رؤية مستشرفة نيرة ورسالة موضوعية واقعية وسياسات تبنى على اسس علمية تؤخذ وفق معادلة تراكم الانجاز على ان يتم اعادة توظيف الادوات المتوفرة في القطاع العام والخاص ضمن البرنامج المعد لهذه الغاية وكما يتم تشكيل منصات توجيه مركزية تعمل على اطلاق الرسالة الاعلامية عبر مسارات العمل المقروءة والمشاهدة والمسموعة وعبر وسائل المرئية الثابتة والامواج الصوتية وشبكات التواصل اضافة الى تلك التقليدية النمطية منها.

وبهذا نكون قد حددنا الرؤية وبينا الرسالة وتم توظيف السياسات والاليات تجاه الاهداف المرحلة والغايات الاستراتيجية، التي لابد ان تكون حاضرة في اذهان القائمين على وضع استراتيجية العمل، لاعتبارات مهمة نراعي عبرها الظرف الموضوعي المتغير بمتغير العوامل المحيطة والوسائل المستخدمة فلكل رسالة منصة والية ووسيلة وسياسية تجعلك اكثر تاثيرا في الحدث اذا ما تم اختيار منصات الاطلاق المناسبة والمسار الناقل المناسب وهذا بحاجة الى مخطط شمولي يقوم على وضع خطة العمل اولا وهيكلية ادارية تستند للوصف الوظيفي المعد يتم فيها تعميد الطاقات المركزية الرئسية لمطبخ القرار الاعلامي وتوظيف واتباع نهج اللامركزية في توجيه الوسائل الناقلة لتعزيز مناخات الابداع والابتكار الشكلي والضمني ضمن اطار الرسالة المستهدفة.

وكما ان المخطط الشمولي بحاجة ايضا الى ايجاد منظومة عمل واحدة وبرنامج عمل موحد حتى يحمل نهج العمل نسقا متجانسا وادوات منسجمة من الرسالة المراد ارسالها، كما ان المخطط الشمولي بحاجة الى ادارة لاخراج الرسالة تعمل على كيفية اختيار (العنوان والمنشيت ) واختيار المسار الانسب لتقديم الرسالة وكيفية ظهور الرسالة بطريقة سلبية او بواسطة مبادرة ايجابية او خلال السلاسة البسيطة، وعليه يتم اختيار الوعاء الناقل المناسب، وكما ان المخطط الشمولي بحاجة الى ايجاد ادارة للرقابة تعمل على رصد حجم دوائر التاثير وتقوم على تطويرها ضمن مناهج التغذية الراجعة في العمل.

وهذا عمل بحاجة الى اختصاص وعلوم معرفية خاصة في القيادة والتميز كونها ليست اكاديمية صرفة يمكن ان تقوم عليها العلوم العامة، وليست قانونية بسيطة او تقنية تقليدية يمكن استنباطها بالطريقة البسيطة المعتادة لكنها علوم معرفية معقدة احد قنواتها المعرفية الامن المعلوماتي والامن السبراني، وهذا بحاجة الى اصحاب اختصاص واصحاب دراية واصحاب علوم معرفية قادرين عمل وضع استراتيجية موضوعية وليس فقط لاصحاب راي يضعون تصورات بشكل طيباوي، ويعملون ضمن النسق لتقديم روشتة حل عبر مسكن آني يخفف الالم ولا يعالج المرض، بل ان الاعلام بات بحاجة الى علاجات تعالج المرض بالوقوف على الاسباب، على ان تعمل وفق قاعدة.لماذا؟ فان نهج التواصل برمته بات بحاجة الى ضبط ايقاع لاسيما وان منحى التواصل المباشر (الوجاهي ) بحاجة ايضا لذات القاعدة من العمل التي تستند الى قاعدة لماذا؟ اليس كذلك.

د.حازم قشوع
(الدستور)