من يضطهد غيره لا يكون حرًا !!

يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش: «إن انعدام المساواة بين الجنسين أمر معيب في القرن الحادي والعشرين، لأنه ليس فقط غير مقبول، بل لأنه غبي أيضا».
ويقول غوتيريش: «إن التمييز ضد النساء والفتيات لا يزال يمثل مشكلة رئيسية في أنحاء العالم». مقارنا إياه بالعبودية والاستعمار في السابق.
بالنسبة لنا نحن العرب، فإن التمييز ضد أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا، يجعل إمكانية التحرير والتنمية والتقدم والحضور في العصر والحياة، ضربًا من المستحيل.
وتعالوا الى الحقائق المرة.
يقول موشيه آرنس وزير الحرب الاسرائيلي السابق، إن العالم العربي بقي عالقا في القرن السابع عشر، بسبب:
1. الحكم الديكتاتوري.
2. قمع النساء.
3. تراجع العلم.
يعتبر آرنس قمع النساء العربيات، أحد ثلاثة أسباب تجعل الكيان الصهيوني مطمئنا إلى أمنه واستقراره.
فتخلف الأمة العربية، الناجم عن ذلك الثالوث السرطاني، يكرس عدم الخشية من نهوضها. وعدم الخوف من قدرتها على هزيمة مشروعه الصهيوني التوسعي.
ونحن إذ نضطهد نساء الأمة وبناتها، فإنما نؤبد الذل والهزيمة والتخلف. ونسهم في تعزيز قدرة عدونا على تأبيد الاحتلال والتوسع. وتأبيد هزيمتنا. وخواء قدرتنا على النهوض.
اعتقدنا مخطئين أننا خرجنا من وهدة جريمة وأد بناتنا الجماعية، التي وصمت وصبغت جاهلية الجدود.
ويبلغ الانفصام ذراه عندما نتغنى ببطولات النساء العربيات ومآثرهن على امتداد تاريخنا وفي نفس الوقت، نمارس التمييز ضدهن واذلالهن وقمعهن.
نتغنى برابعة العدوية وخولة بنت الأزور والخنساء وزنوبيا وشجرة الدر و زها حديد وبنت الشاطيء وجميلة بوحيرد وفدوى طوقان وبنازير بوتو ونوال المتوكل ودلال المغربي وتيريز هلسا وآلاف النساء العربيات.
نتغنى بأمهاتنا وبناتنا، ولكننا نمارس قمعا جماعيا ضد نسائنا، هو أحد أسباب تخلفنا الخطير.
بربكم ألسنا نضطهد شقيقات الكركية الجبارة عليا الضمور ام الذبيحين ؟!
ألسنا نضطهد شقيقة مشخص المجالي التي ما تزال نغني لها:
يا سامي باشا ما نطيع،
ولا نعد رجالنا.
لعيون مشخص والبنات،
ذبح العساكر كارنا.
المرأة العربية جناح المجتمع الثاني الذي لا تحليق إلى العلى والامام بدون خفقه.
ومن يضطهد غيرَه لا يكون حرا.
ومن يعطّل نصفَه لا يكون راشدا.

محمد داودية