دور الدبلوماسية في إدارة الأزمات

نظمت أكاديمية الإمارات الدبلوماسية وبالتعاون مع معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ورشة عمل افتراضية تحت عنوان: دور الدبلوماسية في إدارة الأزمات. وشهدت الورشة مشاركة سمو الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان سفير دولة الامارات العربية المتحدة لدى المملكة العربية السعودية وسعادة المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة السيد عبد الله بن يحيى المعلمي.

وقد شعرت بالغيرة ” ومن حقي ذلك ” كون الورشة لم تكن ثلاثية المشاركة من قبل المعهد الدبلوماسي الأردني، وأوجه اللوم كل اللوم لمعالي الاخ ايمن الصفدي وزير الخارجية وشؤون المغتربين– و الذي لم يعالج الوضع – والمعروف بديناميكيته ونشاطه الدبلوماسي والذي أكن له كل تقدير واحترام، وبخصوص ماوصل اليه المعهد الدبلوماسي الأردني من تهميش وضياع (مقالي المنشور بتاريخ٢٧/٧/ ٢٠١٧ في عمون الغراء بعنوان المعهد الدبلوماسي بين التهميش و الضياع ) حيث كان من انشط المعاهد الدبلوماسية في الشرق الأوسط ، حيث اقترن منذ تأسيسه بإرادتين ملكيتين ساميتين، وباستقلال اداري ومالي تام وبصلاحيات واسعة بمنح درجة الماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية. الى ان جاء أحد وزراء الخارجية “حقيقة لا اذكر اسمه ” وقام بإلغاء الارادتين الملكيتين وسحب استقلاليته والحاقه بوزارة الخارجية كدائرة من دوائر الوزارة، حتى وصل به الحال الى ما وصل اليه بكل الم واسف.

أقدم اعتذاري لكل من معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية وكذلك لأكاديمية الامارات الدبلوماسية لخروجي عن صلب الموضوع الأساسي وهو الدبلوماسية في إدارة الازمات (جائحة كورونا).

ومن خلال متابعتي الحثيثة للنشاط غير المنقطع النظير لكل من معهد الامير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ممثلاً بسعادة المدير العام الدكتور عبدالله السلامة ،و بدعم مباشر من سمو وزير الخارجية الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله ال سعود ، و اكاديمية الامارات الدبلوماسية ممثلاً بالمدير العام و نائب المدير العام سعادة الدكتورة مريم المحمود ، و بدعم مباشر من سمو وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد ، و كان لي تجربة حقيقة عن قرب مع المؤسستين الدبلوماسيتين المتميزتين و المرموقتين في الشرق الأوسط ، جاء هذا النشاط استمرارية للنشاطات المتواصلة في العمل السياسي و الدبلوماسي و المهارات الدبلوماسية والسياسة الدولية و تأهيل الكوادر و الكفاءات الدبلوماسية على مستوى دول مجلس تعاون دول الخليج العربية .

بنفس الوقت جاءت هذه الندوة في إطار استكمال الأكاديمية والمعهد لأجندتهما الخاصة بمجلس التنسيق السعودي الإماراتي بهدف تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين في شتى المجالات.

هذا وقد شارك في هذه الندوة نخبة من طلبة اكاديمية الامارات الدبلوماسية ومعهدالأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية، وكذلك نخبة من موظفي وزارتي خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

هذا وقد تمحورت أجندة الورشة على ثلاثةمحاور رئيسية تضمنت:

الأول:التخطيط وإدارة الأزمات Planning and Crises Managementمتمثلاً بالدور الدبلوماسي والقنصلي في إدارة المواقف الحرجة خلال الأزمات، مثل ازمة جائحة كورونا.

الثاني: دور التعاون الدولي والدبلوماسيةDiplomacy and InternationalCooperation في تخفيف تأثير الأزمات.

الثالث:الدبلوماسية الثنائية ومتعددة الأطراف Bilateral and Multilateral Diplomacy ودورالأمم المتحدة والمنظمات الدولية في مثل هذه الأزمات.

وفي معرض تعليقه على المحاور الثلاث قال سعادة مدير عام معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية الدكتور عبد الله السلامة: ” إن الدور الذي تقوم به الدبلوماسية بأشكالها المختلفة يعد أداة هامة في التخفيف من آثار الأزمة المصاحبة لانتشار ” جائحة “كورونا ” بما في ذلك أهمية التعاون الدولي. وان ما تتطلع اليه إدارة معهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية وإدارة أكاديمية الإمارات الدبلوماسية هو تعظيم الاستفادة من مثل هذه المبادرات، بهدف تعزيز التدريب الدبلوماسي المتخصص في مؤسستينا، وذلك للرفع من مهارات منتسبي وزارتي الخارجية والجهات ذات العلاقة بالتعامل مع مثل هذه الأزمات“.

من جهة أخرى اشارت سعادة نائب مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية الدكتورة مريم إبراهيم المحمود:” إن العلاقة المتجذرة بين اكاديمية الامارات الدبلوماسية ومعهد الأمير سعود الفيصل للدراسات الدبلوماسية ما هي إلا انعكاس لما تمتاز به العلاقات الأخوية والراسخة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، والتي تحظى باهتمام مباشر ومتابعة حثيثة من قيادتي البلدين الشقيقين.حيث انعكست هذه العلاقات المتميزة بين البلدين فيتعاطيهما مع تداعيات جائحة كورونا 19 على كافة المستويات الصحية والاجتماعية والاقتصادية، بل وأبعد من ذلك في مجالات العمل السياسي والدبلوماسي، ففي وقت الذي انكفت فيه معظم دول العالم للتعامل مع هذه الأزمة العالمية على المستوى المحلي، ظهرت الحاجة ملحة لامتلاك خطط استباقية لإدارة الأزمات من الناحية الدبلوماسية، بحيث تعمل الدول وفرقها الدبلوماسية بشكل أكبر على توطيد علاقات التعاون ومد الجسور بين المجتمعات.

هذا وقد دار حوار ونقاش مستفيض بين الأساتذة والدبلوماسيين في كل من المعهد والأكاديمية حول الدور الدبلوماسي والقنصلي في إدارة المواقف الحرجة في أوقات الأزمات، وكيفية تدريب الدبلوماسيين على فن التعامل مع الأزمات والمواقف الصعبة في العمل.وكذلك دور التعاون الدولي في تخفيف تأثير الأزمات ومعوقات التعاون الدولي، ودور الدبلوماسية في تجاوز هذه المعوقات ورفع مستوى التعاون.

وحقيقة فان هذا التعاون الوثيق والمقدر عالياً بين مؤسستين دبلوماسيتين عربيتين مرموقتين يصب في جهود الأمين العام للأمم المتحدة السيد أنطونيو غوتيريس لمكافحة فايروس كورونا، الذي لم يدخر جهداً في مناشدة المجتمع الدولي وكافة دول العالم إن فيروس كورونا يمثل تهديدا مشتركا نواجهه جميعا والدعوة إلى تعاون الجميع في كل مكان.ومشددا على أهمية ألا نترك الخوف ينتشر بينما نكافح في سبيل القضاء على الفايروس. وبتعاون الدول على مستوى ثنائي او متعدد يمكن تغيير مسار هذا الوباء والقضاءعليه. حيث أضافقائلاً: ” بما أن هذه أزمة تؤثر على الجميع، يجب علينا جميعا أداء دورنا “.

وفي هذا المجال لا بد ان اشيد بالدور الأردني في حصر هذا الوباء وبتوجيهات مباشرة من جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله. وقد أصبح الأردن انموذجا ً يحتذى به حول العالم على الصعيد الداخلي وعلى الصعيد الدبلوماسي الخارجي في مجال التعاون في مكافحة فايروس كورونا. وقد تواصل جلالة الملك حفظه الله مع أشقائه الملوك والامراء والزعماء والقادة العرب وكذلك الاصدقاء زعماء العالم وضرورة التعاون الدولي في هذا المجال وعن استعداد الأردن وبالتعاون مع دول العالم بوضع مؤسسات التصنيع الدوائية الأردنية بالتعاون مع مؤسسات التصنيع الدوائية في العالم على إيجاد مصل لمكافحة فايروس كورونا.

د.موفق العجلوني