اليوم: فرح، وحذر، وأمل

الحمد لله أولاً وآخرًا.. فيوم أمس الأول «الخميس» كان يوم فرح للجميع، حيث كان المؤتمر الصحفي لرئيس الوزراء وكأنه حفل تخرّج بعد مرحلة شاقة في تاريخ الأردن، وكانت القرارات التي أعلنها رئيس الوزراء د. عمر الرزاز والفريق الوزاري المشارك بمثابة توزيع شهادات نجاح لكل من ساهم في الوصول إلى هذه المرحلة من جهات حكومية وأمنية وقطاع خاص ومواطنين، وشكرا وعرفانا لكل من أوصلنا للدخول إلى مرحلة «التعافي والمنعة».
ويوم أمس الجمعة، كان يوم قطاف أول ثمار الصبر، فجاء الفرج بفرحة تلاقي المصلين على أبواب المساجد وداخل بيوت الله، تسبقهم دموع الفرح لعودة إقامة الصلوات في « بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه «.. خرج المصلون من صلاة الجمعة وألسنتهم تردد من على الأبواب بكلمات اختصروا بها المشهد : « الحمد لله…وشكرا لكم نشامى الوطن جنود أبو حسين «- موجهين كلامهم لرجال الأمن الذين وقفوا بالأمس ( كما هم على طول أيام الأزمة،وكما هم دائما في السراء والضراء، يمثلون شموخ العزة والكرامة ورمز الأمن والأمان، وتواضع وبرّ الأبناء لآبائهم ولثرى وطنهم) وقفوا بالأمس ينظمون دخول وخروج المصلين.
واليوم – ولله الحمد – ها هي الحياة تعود كما كانت الى قطاعات اقتصادية واجتماعية ورياضية عديدة كانت متعطلة بسبب هذه الجائحة التي عطلت الدنيا بأسرها وليس الأردن فحسب.
نعود اليوم إلى مرحلة متقدمة تشبه كثيرا ما كنا عليه ويحدونا ( الفرح، والحذر، والأمل )… فرح بالمنجز الذي تحقق، واستطاع فيه الأردن – بفضل العناية الإلهية، والحكمة السديدة لقائد المسيرة جلالة الملك عبد الله الثاني، والمتابعة الحثيثة من لدّن سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله، والتنفيذ الحازم والحاسم من الحكومة برئيسها وكافة طواقمها، وفي الصفوف الأولى مركز إدارة الأزمات..و «الجيش الأبيض» من الكوادر الصحية بكل مواقعها، وكافة وزارات وأجهزة الدولة والأجهزة الأمنية من جيش وأمن عام ومخابرات ودرك ودفاع مدني وغيرها ممن سهروا ليل نهار على خدمة وحماية الوطن والمواطنين… ومن أجهزة إعلامية رسمية وأهلية كانت بقدر المسؤولية في مواجهة الجائحة وقامت بدورها التوعوي والإرشادي والإخباري بكل مسؤولية ووطنية.
نعود اليوم بمزيد من ( الحذر ) حتى نحافظ على النجاح الذي تحقق، لنكون بحقّ في مقدمة الدول العربية التي تسيطر تماما على الجائحة وتفتح معظم قطاعاتها الاقتصادية، نعود ونحن أكثر حذرا وحرصا على ألا نتراجع قيد أنملة إلى الوراء – لا قدّر الله – وذلك بمزيد من الإصرار على تطبيق التعليمات والإرشادات الصادرة من أجل صحتنا وصحة أسرنا وأهلنا الذين حرمتنا الجائحة من واجبات صلتهم والبّر بهم في شهر رمضان وفي العيد، لنعود اليوم ونحن أكثر حرصا عليهم بتواصل يراعي التعليمات.
نعود اليوم بـ( الأمل ) بأن يكون غدا أجمل من اليوم ومن الأمس، وبعودة الحياة الاقتصادية الى نشاطها مع عودة معظم القطاعات، من أجل تقليل الخسائر، والدخول الى مرحلة « التعافي والمنعة «، وإيجاد حلول لقطاعات تكتسب الأولوية في هذه المرحلة وتحديدا الزراعة والصناعات الدوائية والطبية، وقطاعات لا بد من خلق بدائل لإعادة إحيائها وفي مقدمتها القطاع السياحي من خلال تنشيط السياحة الداخلية.
مسيرة العطاء تتواصل بالتوازي مع مواجهة وباء لم تضع الحرب معه بعد أوزارها، وهذا يتطلب مواصلة تعاون وتكاتف الجميع وصولا إلى شاطئ الأمان.
حمى الله الأردن ملكًا وجيشًا وشعبًا من كل وباء وبلاء.
 حمى الله البشرية جمعاء.

عوني الداوود