مهننة التعليم : الرؤية  والواقع

Professionalization of Teaching: Vision and Reality    

أ.د.عدنان الجادري 

كلية العلوم التربوية والنفسية                                                             

ونحن في منتصف العقد الثاني من الألفية الثالثة نواجه كغيرنا من شعوب الدول النامية  العديد من التحديات التي فرضتها المتغيرات  والمستجدات على الساحة الدولية، والتي يمكن اختزالها في العولمة والتقانة المتقدمة والانفتاح الإعلامي والانفجار المعرفي والمعلوماتي والتكتلات الاقتصادية والثقافية. وهذه المستجدات بما تتضمنه من إيجابيات وسلبيات لا يمكن لدولنا تجنبها، بل ينبغي التعامل معها والتكيف لها والتركيز على الميادين التي يمكن ان تلعب دوراً هاما في مواجهتها.

ومن أجل مواجهة هذا الواقع لابد من إيلاء اهتمام كبير ومتزايد لقطاع التربية والتعليم لأن يلعب دوراً حاسماَ في مواجهة هذه التحديات وصياغة المستقبل لشعوبنا، لإن المستقبل بكل أبعاده وتحدياته يعتمد على بناء المواطن الصالح والمنتج، من خلال إعداده وتأهيله بكفاءة وفاعلية تمكنه من التفاعل الواعي مع التقدم العلمي والتقني الذي يشهده عالمنا المعاصر والتي تؤثر بشكل مباشر على حياة مجتمعاتنا.

ولهذا ظهرت في السنوات الأخيرة نداءاتٌ وصيحاتٌ من قبل السياسيين والتربويين وصانعي القرارات لإصلاح قطاع التعليم وتطوير إمكاناته البشرية والفنية والمادية، وأن يشمل هذا الإصلاح كل ما يتعلق بالعملية التعليمية التعلمية من مناهج دراسية وطرائق واستراتيجيات تدريسية وبيئة مدرسية وقبل ذلك المعلم بوصفه العنصر الأساسي والفاعل والحلقة الأقوى في العملية التربوية، فالمعلم هو قائدُ العملية التربوية ورائدُها، وأنه من أهم عناصر التعليم التي لايمكن ان تؤدي أغراضَها إذا لم يتوفر المعلمُ الصالح الذي ينفثُ فيها من روحه لتصبح ذات أثر وقيمة. وإنَّ مهنة المعلم هي مهنةٌ جديرةٌ بالتقدير والإجلال فكيف لا يكون ذلك وصدق رسول الله محمد (صلى الله عليه وسلم) عندما يقول إنما بُعِثتُ معلما، لأن المعلم يبني عقولاً مفكرة ومبدعة كما أنه يؤدي مهنة الأنبياء والرسل . فإن الأنبياء والرسل لم يورثوا ديناراً ولا درهماً ولكنهم ورَّثوا العلم، ولذلك فأن للمعلم الجزاء العظيم عند الله عز وجل بأدائه هذه المهنة كما جاء في الذكر الحكيم من سورة المجادلة.

“يرفع اللهُ الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلمَ درجات، والله بما تعملون خبير”.

وقول النبي المصطفى ( محمد ) صلى الله عليه وسلم :

“من سلك طريقاً يلتمسُ فيه عِلماً سهَّل الله له به طريقاً إلى الجنة”.

اختلفت النظرة عبر العصور للأدوار التي يؤديها المعلم، فقديماً كان يُنظر للمعلم على أنه مُلقّنٌ وناقلٌ للمعرفة، وما على الطلاب الذين يُعلمهم إلا حفظ المعارف والمعلومات ، أما في التربية الحديثة فأصبح ينظر للمعلم إضافة لما ذكر بأنه الموجه والمخطط والميسر للعملية التعليمية وعليه تقوم فكرة  التعليم ذاتها، فهو صانعُ أجيال وناشرُ عِلم ورائدُ فكرٍ ومُؤسسُ نهضة ، وإذا كانت الأمم تقاس برجالها فالمعلم هو باني الرجال وصانع المستقبل ، مع أنه إلى يومنا هذا لم يأخذ هذا المعلم حقه الذي يظهر مكانته وأهميته في حياة الأمة .

وأضحى الأهتمام بمعلم المستقبل قضية جدلية لا تخص شريحة المختصين والمهتمين والعاملين في الحقل التربوي فحسب ، وأنما تتعدى ذلك لتصبح قضية تهم كل شرائح المجتمع وبالأخص القادة المسؤولون عن رسم السياسات ووضع التشريعات التي تهدف الى النهوض بالواقع التربوي و التنموي والحضاري .

ولكن من خلال استقراء الواقع التربوي وتحليله في معظم النظم التربويه نلاحظ بأن التعليم لم يأخذ شكل المهنه مضموناً وممارسة ولا يوجد أعترافاً به كمهنة التي تكسب الذين ينتمون اليها صفة المهنية كالمحامي والطبيب والمهندس ….. بل أصبح كل من يمتلك قدراً من المعرفة ولو بشكل محدود يتمكن من ممارسته – كما هو موجود في دولنا العربية – ويمكن أن يؤديه سواءً من خلال أعداده مسبقاً أو بدون أعداد لذلك . وكان لهذه الرؤية آثاراً سلبية على المتعلم ومخرجات العملية التعليمية التعلمية . في حين إن ليس هناك  شك يثير الأختلاف بان التعليم هو مهنة بل ومن أهم المهن وأخطرها وذلك بفعل تأثيرها وآثارها على مستقبل الأجيال والبناء الحضاري للدول .ولهذا أخذت ترتفع صيحات ومناداة من التربويين والسياسيين وذوي الأختصاص بضرورة الاهتمام بالمعلم والتعليم بأعتبارهما الركيزة الأساسية لنجاح النظام التربوي والتوجة نحو مهننة التعليم لغرض أصلاحه وتطويره . لأن اي اصلاح هادف لمستقبل الأمة ينطلق من ما يتركه المعلم من بصمات على سلوكيات المتعلمين وعقولهم وتفكيرهم . وعلى الرغم من أن عملية التعليم قد وصفت بأنها” أم المهن” إلا أنه في واقع دولنا العربية لم يتم الاعتراف بها كمهنة بالرغم من تداولها  اصطلاحياً على المستوى المجتمعي والرسمي. لأن إطلاق هذا المصطلح يفترض أن يعبر في  مضمونه عن ضوابط  وقواعد وأخلاقيات عمل تسنُ له التراخيص لممارسته، بناء على برامج إعداد وتأهيل متخصصة تتيح للمعلم ممارسة التعليم والارتقاء المهني بما ينعكس على تحسين العملية التربوية ويواكب التطورات المعرفية المستمرة. ويُراعى فيها أن يكون التعليم مهنة وليس وظيفة متخصصة،، و تتجسد أهميته في تغيير النظرة السائدة بأن التعليم مجرد وظيفة يؤديها كل من لا وظيفة له ،  وهذ التوجه في إعداد المعلمين أُطلق عليه مسمى ” مهننة التعليم“، وأصبحت قضية الارتقاء بالتعليم من خلال تغييرمفهومه من الوظيفة إلى المهنة يمثل موقع الصدارة في الاصلاح التربوي والتعليمي وهذا ما بينته الكثير من الدراسات العلمية بالرغم من الجدل المستمر بين أصحاب القرار من جهة والتربويين من جهة أخرى .

ومهننة التعليم بشكل مبسط تعني اعتبار التعليم مهنة كغيرها من المهن تتطلب الأعتراف بها  وتوفير لها الشروط والمعايير والضوابط الحاكمة لممارستها في أطار ميثاق عمل اخلاقي وقيمي وبما تنسجم مع سلوكياتها وفلسفتها.

وايضاً هناك ضرورة  لتوضيح مفهوم المهنة بشكل أدق في ضوء تمييزها عن مفهوم الحرفة التي غالباَ يعبر عنها بالاعمال والممارسات التي يتعلمها الفرد من خلال الممارسة أو تقليد الآخرين وبطريقة المحاولة والخطا . ويمكن لأي شخص أن  يؤديها دون الحاجة الى أعداد مسبق ، أما المهنة فتعني الأعمال والممارسات التي تحتاج الى اعداد علمي مسبق يضمن توفير بنية معرفية ومهارية ذات أبعاد نظرية وتطبيقية وتتوفر لها المصادر والمراجع التي يمكن الرجوع لها لتأديتها بشكل ناجح وفعال . وتاسيساً عللى ذلك ليس كل عمل او ممارسة يؤديه الفرد هو مهنة ، لان المهنة تشتمل على معايير لضبط أداءها و ميثاق عمل اخلاقي يحدد سلوكها . ومهننة العمل أخذ يعبر عنها بعملية اجتماعية وتتسم بالديناميكية وتتاثر بعوامل الزمن والثقافة والنظم الأجتماعية السائدة .

و للمهنة سمات رئيسية تتمثل في الآتي :

1 –  لكل مهنة اهداف تستمدها من أهداف مجتمعية وتترجم بشكل وظائف لها مهام ينبغي تحقيقها .

2 – تستند المهنة لممارستها على قاعدة علمية ذات بعدين نظري وتطبيقي .

3-  يقترن تطور المهنة بالتطور المهني المستمر و يكون لكل مهنة سلم للرتب او المستويات المهنية .

4 – للمهنة رابطة أو جمعية مهنية تهتم بقضاياها ومعالجة مشكلاتها وتطوير ممارساتها .

وبناءً على ذلك ، فان التعليم يستمد مهنيته من ما تم ذكره ،  وما لذلك من تأثيرات ايجابية على القيم المجتمعية وأداء العملية التعليمية برمتها . حيث إن جودة البرامج التعليمية في اي نظام تربوي لا يمكن تحقيقها إذا لم يتوفرلها المعلمين الأكفياء والمعدون أعداداً مهنياً خلال مرحلة الدراسة الأولية واثناء العمل لأداء الأعمال والمهام المطلوبة . وهذا التوجه ينسجم مع الأتجاهات العالمية والتطلعات التربوية المعاصرة التي تهدف الى تطويروأصلاح العملية التربوية .

 

 مهننة التعليم : الرؤية  والواقع … أ.د.عدنان الجادري

 مهننة التعليم : الرؤية  والواقع … أ.د.عدنان الجادري

 مهننة التعليم : الرؤية  والواقع Professionalization of Teaching: Vision and Reality     أ.د.عدنان الجادري  كلية العلوم التربوية والنفسية                                                              ونحن في منتصف العقد الثاني من الألفية الثالثة نواجه كغيرنا من شعوب الدول النامية  العديد من التحديات التي فرضتها المتغيرات  والمستجدات على الساحة الدولية، والتي يمكن اختزالها في العولمة والتقانة المتقدمة والانفتاح الإعلامي والانفجار المعرفي والمعلوماتي والتكتلات الاقتصادية والثقافية. وهذه المستجدات بما تتضمنه من إيجابيات وسلبيات لا يمكن لدولنا…

اقرأ المزيد
د. نضال القطامين

برقيات مؤلمة وأول الكلام هو السلام على أرواح الفتية الذين أخذتهم الرحلة من أدنى الأرض ليرتفعوا إلى أعلى السماء، والسلام على قلوب الأمهات المفطورة إثر الفجيعة، على لياليهن الطويلة في انتظار الأحبة على طول النوافذ وعرض الأبواب، على دقات القلوب الخافقة بالإنتظار، على أحلام الصبية وقهقهاتهم قبل أن يلتهم السيل أجسادهم، السلام والطمأنينة على كل من فقد حبيبا وطال انتظار إيابه.

وثاني الكلام هو أنه ينبغي، ونحن في عين هذه العاصفة الهوجاء، ووسط هذا الموج المتلاطم حزنا وأسى، ان نعيد ترتيب الأولويات وأن نؤجل البحث عن أكباش الفداء قليلا حتى إذا أخذنا العزاء بالزهور الذابلة، وقفنا وقفة مسؤولية كاملة، وقدمنا بين يدي الوقفة، الضمائر خالصة للوطن، والقلوب صافية له، ودمعاً عزيزاً على صرخات الصبية في الأودية، وغضب كبير على السيل وعلى الجسر وعلى الليل .

حتى إذا استقام لنا مقام العارفين بالأسباب، ورأينا وفق نظرات صائبة وجه التقصير وحجم الإهمال، كان لنا أن نعيد إنتاج مفهوم الإخلاص والولاء وإيقاظ الضمائر، ووضعنا أيدينا على الجروح النازفة للتضميد، فنترك العيون دامعة ويقظة، ونؤمن طريقا ليس فيها “بيع ربا ولا مهر بغي” لكل الذاهبين والسائرين والمرتحلين.

ننتظر تقريرا كاملا عن الأسباب والنتائج لهذه الكارثة. حتى ذلك الحين، لا بأس ببعض البرقيات بين يدي الفجيعة:

• الرحمة للراحلين، صبية وفتية وشبابا، والدعاء لأهلهم بأن يربط الله على القلوب كي لا يتسع شرخها العميق.

• أن يضع المحققون في أسباب الكارثة، أيديهم على كل شيء، الجسر المنهار، عطاءه ودراساته وتنفيذه والإشراف عليه ووثائق استلامه، وكذلك كل الجسور، غياب نظام الإنذار المبكر للظروف الجوية، غياب التنسيق العمودي المتكامل بين وزارة التربية ومديرياتها والمدارس التابعة لها، البنى المتهالكة في الشوارع والميادين والجسور والأودية.

• أن تأخذ الدولة دروسا كبيرة من هذه الفجيعة، وأن تعقد ندوات وورش عمل تتناول كل ما حصل بالساعة وبالدقيقة، وأن يتم تقييم كل الإجراءات المتخذة من كل الأجهزة المعنية.

• ان تقوم الوزارات والمؤسسات المعنية بالكشف الميداني على الطرق والجسور وعبارات تصريف المياه والسدود، بشكل سريع وشامل، كإجراء ضروري لمواجهة ظروف مماثلة.

• أن نحتسب عند الله، أبناءنا وبناتنا وإخوتنا وأخواتنا: شهداء راحلين للجنان.

العزاء للوطن، في الفجيعة، وللأمهات، وللنشامى من كل الأجهزة؛ أقصد أولئك الذي رموا الخوف وقابلوا بالقلوب الشجاعة عتمة البحر البارد المظلم، ولكل أولئك الذين دمعت عيونهم على الراحلين.

حادث البحر الميت ..د. نضال القطامين

حادث البحر الميت ..د. نضال القطامين

د. نضال القطامين برقيات مؤلمة وأول الكلام هو السلام على أرواح الفتية الذين أخذتهم الرحلة من أدنى الأرض ليرتفعوا إلى أعلى السماء، والسلام على قلوب الأمهات المفطورة إثر الفجيعة، على لياليهن الطويلة في انتظار الأحبة على طول النوافذ وعرض الأبواب، على دقات القلوب الخافقة بالإنتظار، على أحلام الصبية وقهقهاتهم قبل أن يلتهم السيل أجسادهم، السلام والطمأنينة على كل من فقد حبيبا وطال انتظار إيابه. وثاني الكلام هو أنه ينبغي، ونحن في عين هذه العاصفة الهوجاء،…

اقرأ المزيد

أسئلة الفاجعة

فهد الخيطان

الفاجعة ثقيلة ومؤلمة ولن تفارق ذاكرتنا لسنين طويلة. لقد فقدنا أعز وأغلى وأجمل الأحبة؛ أطفالا بعمر الورد، وكذلك مدرسات شابات حملن مسؤولية الأمانة.

وسط فجيعتنا بخسارة عشرين من أبنائنا وبناتنا، لا ننسى أن الجهود الجبارة التي بذلها رجال الدفاع المدني وبمساعدة من مختلف الأجهزة الرسمية والمواطنين، نجحت في إنقاذ حياة 35 مواطنا من موت محقق، في ظروف جوية بالغة الخطورة، ومناطق شديدة الوعورة.

لكن قبل أن تنقضي الليلة الحزينة، كانت أسئلة الفاجعة تطرح نفسها بقوة، هل كان يمكن تجنب هذه المصيبة؟ لماذا سمحنا بتسيير رحلات مدرسية رغم تحذيرات الأرصاد الجوية من أمطار غزيرة وسيول جارفة في المناطق عينها التي قصدتها الرحلة المدرسية؟ هل تحايلت إدارة المدرسة على التعليمات وحولت مسار الرحلة خلافا لتصريح وزارة التربية؟ من يراقب التزام المدارس ببرنامج الرحلة ومسارها؟ هل كان انهيار الطريق بسبب خلل هندسي في البناء أم هي شدة السيول وقوتها جرفت كل ما في طريقها؟ والسؤال الأخلاقي المؤرق، لماذا فقدنا الحس بالمسؤولية ونحن نمارس عملنا، وارتضينا حالة اللامبالاة حيال واجباتنا؟

دعوات المساءلة والمحاسبة انطلقت من كل الجهات وعلى أعلى مستوى في الدولة والحكومة. جلالة الملك كان حزينا ومتألما، لكن غضبه من المقصرين في القيام بواجبهم يوازي حزنه.

رئيس الوزراء عمر الرزاز، وبعد ساعتين فقط على الفاجعة توعد بفتح تحقيق شامل لمحاسبة المقصرين، والمستهترين بحياة الأبرياء. وفي ساعة متأخرة من ليلة أول من أمس كان محافظ العاصمة يتواجد داخل مدرسة فكتوريا لمتابعة التحقيقات بنفسه، واتخاذ الإجراءات اللازمة.

وبموازاة التحقيق الذي فتحته وزارة التربية من المفترض أن تبدأ النيابة العامة تحقيقا قضائيا في الحادثة، وصدر أمر بمنع السفر بحق أصحاب المدرسة والمعنيين في القضية.

أمس حدثني النائب خالد بكار عن منطقة الأغوار الشمالية، عن الإهمال المزمن بمشاريع البنية التحتية في مناطق وادي الأردن، وتكرار حوادث السيول الجارفة وضحايا في كل سنة من أبناء المنطقة الفقراء، وغياب الرقابة والمساءلة رغم تكرار الحوادث. والأسوأ من ذلك غياب وسائل السلامة العامة على الطريق وافتقارها للشواخص التحذيرية، وعدم اكتراث الأجهزة المعنية بالتحذيرات الجوية. فمؤسساتنا ما تزال تعمل كجزر معزولة، ولو لم تكن كذلك لأخذت على محمل الجد تحذيرات دوائر التنبئوات الجوية، وعلقت الرحلات المدرسية هذه الأيام، لا بل وأغلقت الطريق بشكل كامل.

هناك العشرات من الرحلات المدرسية التي تواجدت يوم الخميس في منطقة وادي الأردن ومحيط محافظة مادبا، ولولا لطف الله لشهدنا حوادث مماثلة لفاجعة البحر الميت، فالمناطق المشار إليها مليئة بالوديان وتحيطها مرتفعات جبلية تفرغ ما في جوفها من مياه أمطار صوب الوادي السحيق، وكثيرا ما تتسبب بانهيار الطرق وتسجيل حوادث انزلاق مركبات مميتة، إضافة إلى خسائر في البنية التحتية. كيف فاتنا كل ذلك رغم خبرة السنين مع الأحوال الجوية؟

الفاجعة قاسية وتدمي القلوب، ولا بد من لجنة تحقيق تضم مختصين مستقلين، ونوابا بالإضافة إلى ممثلين لأبناء المنطقة للوقوف على تفاصيل الواقعة وتحديد المسؤولين المقصرين، والإجراءات التي ينبغي اتخاذها لتأمين الطريق حتى لا تتكرر المأساة. وقبل هذا وذاك إعلان صريح من وزارة التربية والتعليم بتعليق الرحلات المدرسية في فصل الشتاء.

الغد

أسئلة الفاجعة ..فهد الخيطان

أسئلة الفاجعة ..فهد الخيطان

أسئلة الفاجعة فهد الخيطان الفاجعة ثقيلة ومؤلمة ولن تفارق ذاكرتنا لسنين طويلة. لقد فقدنا أعز وأغلى وأجمل الأحبة؛ أطفالا بعمر الورد، وكذلك مدرسات شابات حملن مسؤولية الأمانة. وسط فجيعتنا بخسارة عشرين من أبنائنا وبناتنا، لا ننسى أن الجهود الجبارة التي بذلها رجال الدفاع المدني وبمساعدة من مختلف الأجهزة الرسمية والمواطنين، نجحت في إنقاذ حياة 35 مواطنا من موت محقق، في ظروف جوية بالغة الخطورة، ومناطق شديدة الوعورة. لكن قبل أن تنقضي الليلة الحزينة، كانت أسئلة…

اقرأ المزيد

تعرّض مجموعة من طلبة المدارس لحادث أليم كنتيجة لسيول جارفة في منطقة البحر الميت ما خلّف 18 شهيداً و 37 جريحاً، وهذه فعلاً كارثة لا بل فاجعة وطنية يجب أن لا تمر دون محاسبة كل مقصّر وإيقاع أقسى العقوبات بحقّهم، فهذا النوع من المغامرات غير المحسوبة والتي تؤدي للقضاء على حياة طلبة بعمر الورد يجب أن يُوقف مسلسلها في كل القطاعات من خلال تطبيق القانون والإلتزام بالأنظمة والتعليمات دون مواربة:

1. عزاؤنا للوطن بإستشهاد هذه الثلة من مواكب الشهداء الشباب، وعزاؤنا للأهل الأعزاء والذين نشاطرهم المصاب، فالرحمة لأرواح شهداء الرحلات غير الملتزمة بالتعليمات، وأمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل.

2. المصيبة وقعت كنتيجة لتغيير مسار رحلة الطلبة من الأزرق للبحر الميت –وإن كان يدخل في ذلك مسألة القضاء والقدر-، وفي ذلك مخالفة صريحة من منظمي الرحلة بالمدرسة وإدارتها ومشرفي الرحلة، بالرغم من كل التحذيرات برداءة الأحوال الجوية في منطقة البحر الميت في أول شتوة في هذا الموسم!

3. موافقة وزارة التربية والتعليم من خلال مديرية التربية على الرحلة كانت مشروطة بتطبيق تعليمات الرحلات المدرسية بعدم الإقتراب من السيول والمناطق الخطرة، إلّا أن هنالك مخالفات صريحة بعدم الإلتزام من قبل منظمي ومشرفي الرحلة ليحدث ما كان

4. هنالك مسؤوليات قانونية وأخلاقية وأدبية ومهنية وإدارية كتبعات لهذه الحادثة، ويجب أن لا تمر مرور الكرام، فسيادة القانون هي الفيصل في المساءلة لكل جهة بدءاً من مانحي الترخيص للرحلة ومنظميها ومشرفيها ومروراً بالمسؤولين عن مشاكل البنى التحتية في المنطقة وإنهيار المنشآت والجدران الإستنادية والمنشآت الترابية وغيرها ووصولاً لكل شخص مسؤول ساهم في هذه الفاجعة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

5. هنالك دروس مستفادة من هذه الكارثة لمحاسبة كل مقصّر وفق القوانين المرعية، وضرورة أن يتم فتح تحقيق موسّع ليشمل كل الأطراف ومساءلتهم، وضرورة تطبيق التعليمات والأنظمة والقوانين بحذافيرها دون لف أو دوران! فمطلوب فوراً محاسبة كل مقصّر.

6. جهود كبيرة ومضنية وتشاركية وفزعة وطن مشكورة وفي ميزان وطنيتهم بذلتها الأجهزة المعنية وبمتابعة مباشرة من جلالة الملك وزيارة ميدانية من قبل دولة رئيس الوزراء، وهذه الأجهزة تحديداً في القوات المسلحة والدفاع المدني والدرك والأمن العام وسلاح الجو والأجهزة الأمنية ووزارات الداخلية والصحة والبلديات والأشغال العامة والمركز الوطني للأزمات وشركة البوتاس ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون وبترا والأرصاد الجوية، إذ شارك ما يقارب من ألفي مشارك بعمليات الإنقاذ والإسعاف والطوارىء وغيرها

بصراحة: خسرنا شباباً بعمر الورد هم مستقبل هذا الوطن، ونواسي آباءهم المكلومين وأمهاتهم الثكالى، وندعو بالشفاء للمصابين، لكننا نتطلع لتكون هذه الحادثة الأليمة درساً لكل المقصّرين من خلال إيقاع أقسى العقوبات وتطبيق القانون عليهم، فلقد حان الوقت ليحاسب المقصرون ويكافأ المخلصون.

صباح الوطن الجميل

كارثة ويوم أردني حزين بإمتياز / أ.د. محمد طالب عبيدات

كارثة ويوم أردني حزين بإمتياز / أ.د. محمد طالب عبيدات

تعرّض مجموعة من طلبة المدارس لحادث أليم كنتيجة لسيول جارفة في منطقة البحر الميت ما خلّف 18 شهيداً و 37 جريحاً، وهذه فعلاً كارثة لا بل فاجعة وطنية يجب أن لا تمر دون محاسبة كل مقصّر وإيقاع أقسى العقوبات بحقّهم، فهذا النوع من المغامرات غير المحسوبة والتي تؤدي للقضاء على حياة طلبة بعمر الورد يجب أن يُوقف مسلسلها في كل القطاعات من خلال تطبيق القانون والإلتزام بالأنظمة والتعليمات دون مواربة: 1. عزاؤنا للوطن بإستشهاد هذه…

اقرأ المزيد
فايز الطراونة

حين نقرأ القرار التاريخي لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم بإنهاء وإلغاء الملحق (ب) و (ج) من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية المتعلقين بأراضي منطقة الباقورة (860 دونما) ومنطقة الغمر (حوالي 4200 دونم) – والذي أعطى إسرائيل حق الاستعمال والانتفاع (Land Use) وليس الاستئجار (Land Lease) ولمدة (25) عاماً قابلة للتجديد ما لم يخطر أحد الطرفين الطرف الآخر بنيته إنهاء العمل بهذين الملحقين قبل سنة من انتهائه- علينا أن نأخذ هذا القرار من جوانب عدة أهمها:

1- أن جلالة الملك في حالة انتباه وإصغاء لما يريده شعبه الأردني وهو الذي نذر نفسه لتنفيذ ما يصبو إليه هذا الشعب الطيب، وقد كان حفظه الله يتابع نبض الناس بشأن تجديد الملحقين من عدمه منذ مدة طويلة وانتهى إلى قرار يتماشى مع رغبة شعبه.
2- أن قرار جلالة الملك كان منسجماً مع معاهدة السلام دون خرقها حين مارس الأردن ما أعطته له المعاهدة نفسها -والتي صادقت عليها إسرائيل- بخيار التجديد أو عدمه. إذا القرار هو تطبيق للمعاهدة وليس اختراقاً لها، في حين أن إسرائيل هي التي اخترقت نصوص المعاهدة في مناسبات عدة منها محاولة اغتيال خالد مشعل في شارع رئيسي في عمان، وممارستها العبثية المتكررة في الحرم القدسي الشريف دون احترام الوضع الخاص للمملكة الأردنية الهاشمية هناك كما نصت المادة (9) من المعاهدة، والوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية المعترف بها دولياً.
3- جلالة سيدنا ملك أردني يمثل سيادة الأردن، وعروبي قومي لأنه وارث راية الثورة العربية الكبرى، نهضة العرب، وعميد آل البيت الأطهار بهاشميته وارثه الديني والتاريخي. فالملك إذا يحمل بهذه المكانة المتميزة مسؤوليات جسامًا لكل ما هو أردني وعربي وإسلامي. فهو بقراره هذا انتخى للسيادة الكاملة على التراب الأردني الطهور، وانتخى للأشقاء الفلسطينيين من التعنت الإسرائيلي وغطرستها وهيمنتها على كل حق فلسطيني في الاستقلال وإقامة دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني ومصادرة الأراضي الفلسطينية لإقامة المستوطنات غير المشروعة وسرقة المياه الفلسطينية ..الخ من الممارسات التي تخالف القوانين الدولية والإنسانية وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن والمعاهدات الدولية وروحية السلام التي تدعيها إسرائيل، وانتخى للأقصى من العبثية والانتهاك.

فلنا أن نتخيل السيناريو التالي: لو أن إسرائيل نفذت قرارات الشرعية الدولية، والمبادرة العربية، وأقيمت الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران (1967) وعاصمتها القدس الشرقية، وأعطي اللاجئون الفلسطينيون حقهم المشروع، وأعيدت الجولان العربية المحتلة إلى وطنها السوري، واحترمت حرمة الأقصى وكنيسة القيامة، فإن الأردن كان ليجدد الملحقين مدار البحث -إلا أن الغطرسة الإسرائيلية واجهت قراراً أردنياً صلباً، فنجح الملك وفشل نتنياهو.

4- كانت إسرائيل قد أقامت مزرعة الغمر بعد أن زحفت بغير حق إلى داخل الحدود الأردنية في الفترة بين عامي 1967-1970، وضمت بعض المناطق التي اعتبرها الأردن أراضي أردنية محتلة على الشريط الحدودي بين العقبة وملاحات البحر الميت وبما يعادل (250) كم2. ولما أقررنا خط الانتداب عام (1922) كحد بين الأردن وإسرائيل وليس خط وقف إطلاق النار المبرم في اتفاقية رودس عام (1949) عادت كل الأراضي التي سيطرت عليها إسرائيل شرق خط الانتداب إلى الأردن. أقرت إسرائيل خط الانتداب ولكنها بقيت تحاول الاحتفاظ بمزرعة الغمر التي تبعد عن الحدود المقررة بحوالي 5 كم. طرحوا فكرة مبادلة أراضٍ (Land Swap) فرفضها جلالة المغفور له، كما رفض فكرة استئجار المزرعة.

ثم طرحت فكرة استعمال الأراضي بحيث تُعطى إسرائيل الحق باستعمال مزرعة الغمر بإجراءات خاصة مقابل استعمال الأردن بحيرة طبريا لتخزين 25 م م3 من فيضانات مياه نهر اليرموك في فصل الشتاء ويستردها الأردن في فصل الصيف لغايات الري في وادي الأردن.. علماً بأن الأردن لم يكن يملك سدوداً تجميعية أو تخزينية أو تحويلية على نهر الأردن.

فكان قرار الأردن صائباً آنذاك لأن المصلحة مشتركة، وكان قرار الإلغاء بعد (25) عاماً صائباً أيضاً لأن الحاجة الأردنية انتفت خلال الفترة وخاصة بإنشاء سد الوحدة (الذي نأمل أن يتعاون الأشقاء في سوريا معنا لإملائه لأنه مشترك).
فكان من الضروري العودة إلى الوضع الطبيعي وممارسة السيادة الكاملة على تلك البقعة من الوطن الغالي.

لا يحق لإسرائيل، أو للإسرائيليين أن تتوعد الأردن، أو أن تحرض حلفاءها على معاقبة الأردن على قراره، لأن الأردن طبق أولاً المعاهدة كما هي، ثم أرسل الأردني ثانياً رسالة إلى الإسرائيليين وحلفائهم بأن إسرائيل التي قتلت عملية السلام تتحمل تبعات هذا القرار التاريخي.

فايز الطراونة يكتب .. نجـاح الملـك وفشـل نتنياهـو

فايز الطراونة يكتب .. نجـاح الملـك وفشـل نتنياهـو

فايز الطراونة حين نقرأ القرار التاريخي لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم بإنهاء وإلغاء الملحق (ب) و (ج) من معاهدة السلام الأردنية الإسرائيلية المتعلقين بأراضي منطقة الباقورة (860 دونما) ومنطقة الغمر (حوالي 4200 دونم) – والذي أعطى إسرائيل حق الاستعمال والانتفاع (Land Use) وليس الاستئجار (Land Lease) ولمدة (25) عاماً قابلة للتجديد ما لم يخطر أحد الطرفين الطرف الآخر بنيته إنهاء العمل بهذين الملحقين قبل سنة من انتهائه- علينا أن نأخذ هذا القرار من…

اقرأ المزيد

في هذا المنعرج من الدروب، وفي خضم هذه الترديات والمخاطر التي تعيشها منطقتنا والعديد من مناطق العالم، وفي هذا الزمن الكريه الذي يُظِلُّ الكثير من الكيانات السياسية، عادة ماتبرز هنا أو هناك دول ترفض الخنوع وتطرد جيوش الخضوع، وتذهب بكل اقتدار نحو التمسك بكرامتها واعتزازها بذاتها وسيادتها، مستلهمة ذاك التاريخ الممتد حتى مرتفعات السداد والأصالة والتوجه نحو المرابع المتقدمة من القمم الشاهدة على الأصوليّة والاقتدار

عندما تداعت الأحداث الرديئة علينا، سقطت حزمة من الأوطان تحت طائلة القهر والانهزام والانحدار، والتفّت حول عنقها أطْوال كبيرة من الحبال التي غالباً ما تشهد لفظ الانفاس الأخيرة. في هذه المرحلة برزت دولتنا الأردنية تحمل كل أنواع معدات الدفاع عن المكتسبات ومقارعة المعتدين على الأرض وعلى العرض، ليس عند علامات حدودها، بل وذهبت تدافع عن كرامة العروبة والإسلام، وتعدت ذلك الى المشاركة في الدفاع عن الإنسانيّة، حاديها ذلك الموروث غير المسبوق الممتد من غار حراء إلى غار ثور إلى بطاح المدينة المنورة وإلى رحاب بيت الله الحرام

الأردن لم يغادر دائرة الوعي لمفهوم ‘السيادة’ لحظة من لحظات حياته. وقد كتب الله له منذ ولادته أن يكون شريفاً مكافحاً صادقاً مع نفسه ومع قومه وامته، لذلك قدّم مئات الشهداء دفاعاً عن البلاد المقدّسة، وضحى بكل مصلحة فردية في سبيل تحقيق مصلحة جَمْعية، والقى وراء ظهره بكل المكتسبات والفوائد الخاصة وسار في درب الكفاح، فارسل بكثير من فلذات كبده في ساحات الوغي

وبالرغم من كل ما تعرّض له، فقد ظل الأردن، يملك من القوّة التي مكّنته من الإصرار على أولوياته وعلى ابجديات العروبة والإسلام والايمان بحق البشرية في العيش الكريم. وبالرغم، أيضاً، من شح الموارد وقلة ما في اليد، فقد ظلت يده تطعم الجائع، وظلت يمناه تغيث الملهوف، وتعين الكلَّ، وتستر عوارت الناس المحتاجين

لذلك، فإن هذه الصرخة المدوّية التي رافقت إعلان سيدنا قراره بإنهاء ملحقي الباقورة والغمر، قد جاءت تفسيراً عمليّاً لمعنى السيادة الكاملة على الأرض وعلى دواخل الحدود؛ برّها وبحرها وجوِّها. لقد فهمنا السيادة على أصولها، وعلى أنه قبل ذلك، لم يترك سيدنا محفلاً إقليميّاً أم عالمياً، عربياً أم إسلامياً، إلا وجعل محور حديثة حول الحقوق العربية والإسلامية المهدورة والمسلوبة، مطالباً أن يكون على رأس الفرقة الذاهبة إلى ساحات المنازلة لتحصيل هذه الحقوق وإعادتها إلى أصحابها. وهنا لا ننسى أن سيدنا قد تربى في كنف رجل مثّل كل معاني الرجولة، وقارع الطغاة بما يملك وبما يؤمن بأنه يملك، صَدَق الله فصدقه الله وَعْدَه

الباقورة باكورة الأولويات ولو أنها جاءت على رأسها، ألا أنها مثّلت مضاء الإرادة. والغمر قد غمرت كل نفس أردنية بالعزّة والرجولة والكرامة والاقتدار والفخر

شكراً سيدنا وقد علمتنا كيف يكون الوارث لسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم، لم يمنعك لا ضيق ولا حاجة في سبيل تحقيق الهدف

حفظك الله إذ حفظت لنا كرامتنا وسيادتنا ورجولتنا وعزّنا، وبارك الله فيك وفي أجدادك وفي نسلك أنه السميع المجيب.

الباقورة والغمر .. قولان في السيادة! / أ.د. عمر الحضرمي

الباقورة والغمر .. قولان في السيادة! / أ.د. عمر الحضرمي

في هذا المنعرج من الدروب، وفي خضم هذه الترديات والمخاطر التي تعيشها منطقتنا والعديد من مناطق العالم، وفي هذا الزمن الكريه الذي يُظِلُّ الكثير من الكيانات السياسية، عادة ماتبرز هنا أو هناك دول ترفض الخنوع وتطرد جيوش الخضوع، وتذهب بكل اقتدار نحو التمسك بكرامتها واعتزازها بذاتها وسيادتها، مستلهمة ذاك التاريخ الممتد حتى مرتفعات السداد والأصالة والتوجه نحو المرابع المتقدمة من القمم الشاهدة على الأصوليّة والاقتدار.  عندما تداعت الأحداث الرديئة علينا، سقطت حزمة من الأوطان تحت…

اقرأ المزيد

إنهاء العمل بالنظامين الخاصين بأراضي الباقورة والغمر، هو في أحد جوانبه تصويب لخطأ ارتكبه المفاوض الأردني عند توقيع معاهدة السلام قبل 24 عاما.

يقول ساسة وخبراء شاركوا في المفاوضات، إن المناخ الدولي والعربي لم يكن ليسمح للأردن بهامش مناورة واسع مع إسرائيل. صفقة’أوسلو’ المفاجئة أضعفت موقف الأردن، وحالة العزلة المفروضة على الأردن أميركيا وعربيا بعد حرب الخليج الأولى، تطلبت تحركا دبلوماسيا سريعا لفك الحصار عن الأردن.

لكن’وادي عربة’ كانت مكسبا كبيرا لإسرائيل، وبقليل من التحمل والصبر في المفاوضات كان يمكن تجنب ملحقي الباقورة والغمر، أو استبعاد مبدأ الترتيبات الخاصة التي منحت المستثمرين الإسرائيليين استثناءات محددة. فقد كان بالإمكان النص صراحة في الملحقين على فترة واحدة’25’ سنة لاستثمار الأراضي غير قابلة للتجديد. لكن المفاوض الأردني تعامل مع النظامين الخاصين بالمعاهدة كما لو أنهما عقدا إيجار ينطبق عليهما ماينطبق على علاقة المؤجر بالمستأجر من حقوق في التجديد، مرفقة بعبارة غامضة عن مشاورات غير محددة زمنية وحق ضمني باللجوء إلى التحكيم الدولي في حال اختلف الطرفان.

حكومة إسرائيل وفي تعليقها على قرار الأردن عدم تجديد الملحقين، أقرت بالسيادة الأردنية الكاملة على الباقورة والغمر وفق ما نصت المعاهدة. والأردن بقراره هذا التزم بنص المعاهدة أيضا، ولا يعقل من الناحية المنطقية أن تعترض إسرائيل على قرار أردني يمثل التزاما صريحا بجوهر المعاهدة، وإلا فقدت سردياتها’المزعومة’ عن التزامها بالسلام مع الأردن وحرصها على المعاهدة.

بيد أن فهم إسرائيل للسلام مع جيرانها، ينطوي على مفهوم مخادع عنوانه مكاسب دائمة للكيان المحتل، بدون أن يرتب ذلك التزامات عليها.

الباقورة والغمر مهمتان لإسرائيل من الناحية الاقتصادية والزراعية،وفي تاريخها الاحتلالي لم تتعود إسرائيل عن التخلي عن أراض احتلتها، إلا إذا كان ذلك يخدم مصالحها على المدى البعيد.

ما كانت تخطط له حكومة إسرائيل هو تجديد اتفاق الباقورة والغمر لتكريس أمر واقع، تنتفي معه السيادة الأردنية الكاملة بعد خمسين عاما على المنطقتين.

قرار جلالة الملك باغت إسرائيل؛ فمن ردود الفعل الأولية، يبدو أن ساسة إسرائيل كانوا على قناعة بأن الأردن سيمرر فترة الإخطار، بما يسمح بتجديد التعاقد تلقائيا.

ولأنها أصبحت تدرك بأن الأردن لن يقبل بأقل مما أعلنه الملك بوضوح، بدأت ماكينتها الإعلامية تشير إلى أدوات الضغط التي بحوزتها لإرغام الأردن على التراجع عن قراره أو القبول بترتيبات تكرس الوضع القائم.

بدأنا نسمع عن حصة الأردن بالمياه والتلويح بقطعها، وتعطيل مشروع قناة البحرين، المعطل أصلا بقرار إسرائيلي. ومن غير المستبعد أن تستخدم إسرائيل ورقة الوصاية على المقدسات خلال مرحلة المشاورات المتوقعة في الفترة المقبلة.

لكن كل ما تفكر فيه إسرائيل من أوراق ضغط هي قضايا منصوص عليها في معاهدة وادي عربة، وسيغدو سلوكها في حال أقدمت على ذلك خرقا لنصوص المعاهدة التي تدعي التمسك بها.
موقف الأردن في هذه الحالة لن يكون ضعيفا أبدا، بل على العكس إسرائيل هي من تضع نفسها في موقف محرج.

المعاهدة التزام بين طرفين، والأردن تصرف على هذا النحو فكيف ستتصرف إسرائيل؟

الغد

قرار يصوب خطأ تاريخيا .. ماذا عن إسرائيل؟ / فهد الخيطان

قرار يصوب خطأ تاريخيا .. ماذا عن إسرائيل؟ / فهد الخيطان

إنهاء العمل بالنظامين الخاصين بأراضي الباقورة والغمر، هو في أحد جوانبه تصويب لخطأ ارتكبه المفاوض الأردني عند توقيع معاهدة السلام قبل 24 عاما. يقول ساسة وخبراء شاركوا في المفاوضات، إن المناخ الدولي والعربي لم يكن ليسمح للأردن بهامش مناورة واسع مع إسرائيل. صفقة’أوسلو’ المفاجئة أضعفت موقف الأردن، وحالة العزلة المفروضة على الأردن أميركيا وعربيا بعد حرب الخليج الأولى، تطلبت تحركا دبلوماسيا سريعا لفك الحصار عن الأردن. لكن’وادي عربة’ كانت مكسبا كبيرا لإسرائيل، وبقليل من التحمل…

اقرأ المزيد

تحولت المجتمعات العربيّة إلى إلكترونيّة في غمضة عين، فخلال سنوات عدة امتلك الفرد العربي تكنولوجيا إتصاليّة ذات تقنيّة فائقة، عزّز من رُسوخها مواقع التواصل التي تداخلت مع مختلف ظروف الحياة، فتحوّلت الأسواق العربيّة إلى محطّةٍ استهلاكيّةٍ هامّة أضحى العربيُّ بها أسيراً وباحثاً عن آخر المنتجات وليس باحثاً في صُنعها وأسيراً في معامل إختراعها .

يعيش الشباب العربيّ اليوم في معضلة التعامل الإلكترونيّ الذي في أغلبه هو لغايات ترفيهيّة تواصليّة ليست لغايات تطوير الذات والريادة كما يفعل الفرد الغربي، وما هذهِ إلا مؤشرٌ خطير من حيث تغلغل الثقافة الإستهلاكيّة ووقوعهم تحت تأثير الإعلان الذي هبط بهم إلى أسفل؛ بخطف ذهنيّتهم وسلوكهم الذي أصبح رهن السوق والعروض.

ويظهر جلياً التجوال الإلكترونيّ والواقعيّ بين ما هو جديد من الصناعات، واصبحنا فريسةٌ للشركات الإلكترونيّة والأخرى المالكة لشبكات التواصل التي تنظر على أنه يدٌ تستهلك لا تعمل، وعقلٌ نازحٌ عن مسقط رأسه وهو التفكير، مع الإشارة إلى أن الحروب والكوارث بالغالب هي سبب النزوح داخل الدولة، أما اللجوء فهو إلى دولةٍ أخرى، وهُنا فالنزوح هو الأشد والأخطر وهو الانتقال إلى مكانٍ آخر مِن جمجمة الرأس وفي مسار مختلف عن عالم اليوم.

واليوم في ظل الحديث عن سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك والتويتر واليوتيوب ولينكد إن والإنستغرام وغيرها، والتطوّر الهائل في صناعة الهواتف الذكيّة، زاد التهديد الذي تؤديه الفجوة بين المستخدم العربيّ كإنسانٍ عليه أن يعمل عقله ويُكرّس فكره وجهده في الإنتاج والتصنيع وتطوير الذات وتحسين العمل، وبين حالة الغرق بين أخاديد الإلكترونيّات واستخدام التواصل الاجتماعي المفرط الذي أخذ بالفرد نحو ضياع الوقت والدخول في صراعات الكراهيّة ونشر أو متابعة الأخبار المغلوطة والوقوع ضحية الشائعات وتشتيت الإنتباه وزيادة الإحساس بالوحدة والإكتئاب وإدمان الجلوس أمام الإنترنت، والإكتفاء بمتابعة الحياة عبر الشاشة وتراجع التفاعل مع الناس.

واليوم أيضاً لا نُنكر تأثُّر إنتاجيّة الموظفين في العمل؛ لإنشغالهم أثناء العمل باستخدام أدوات ومواقع عدة، الشيء الذي أنتج بلا وعي نزوحاً فكرياً شديد الوطأة، ألغى العصف الفكريّ لدى الشباب الذين تحوّلت حياتهم من شاشة العقل والعمل التي نتوق إليها إلى شاشة إلكترونيّة مليئة بالخدمات المثيرة وتعج بالبشر، فاختفى التواصل الفكريّ في ظلِّ ضرورات الحياة واللحاق بالعالم المتقدّم بالإبتكار والإختراع والإبداع.

ولأسباب اجتماعيّة يتسم بها العرب في أعرافهم وحب تواصلهم، نجد أنه ورغم مرور أكثر من عشر سنوات على ولادة مواقع التواصل، إلا أننا وحتى اللحظة نتعامل مع مواقع التواصل وكل خدمة جديدة فيها على أساس الصدمة والإنبهار والتعلّق؛ فالمستهلك ليس كالمنتج، لأن فاقد الإنتاج آفاقه موصّدة ومن الطبيعي هُنا أن يكون الاستخدام السلبي لهذه المواقع، لذا نرى شريحةً كبيرةً من المواطنين العرب وعبر الصفحات الخاصة والعامة يبثّون سموم الطائفيّة والإقليميّة والخطاب الدينيّ والكراهيّة والتخوين والتفريق والإتهام والإستعلاء وهو أسوأ محتوى عبر شبكة الإنترنت بحسب عدة دراسات.

وإدارات مواقع التواصل الاجتماعي تعلم حجم التفاعل عبر مواقعها في مختلف مناطق العالم، وباتالي فهم يرون الكثير من النقاط الزرقاء في البلاد العربيّة، هذه النقاط التي تشير إلى حجمِ تفاعلٍ كبير يؤكد لنا ولهم أن لدى أغلب أفراد هذه الشعوب الكثير من الوقت والفراغ؛ بسبب عدم وجود ميادين عمليّة سواء عقليّة أم واقعية، وهذا له علاقة بالشخص ذاته وأيضاً بالدولة العربيّة التي لا تستثمر بالإنسان، وبالتالي بات وقته محلّاً للتوحّد اللافائدة منه مع الإلكترونيّات.

التواصل الإلكترونيّ والنزوح الفكريّ / زياد الشخانبة

التواصل الإلكترونيّ والنزوح الفكريّ / زياد الشخانبة

تحولت المجتمعات العربيّة إلى إلكترونيّة في غمضة عين، فخلال سنوات عدة امتلك الفرد العربي تكنولوجيا إتصاليّة ذات تقنيّة فائقة، عزّز من رُسوخها مواقع التواصل التي تداخلت مع مختلف ظروف الحياة، فتحوّلت الأسواق العربيّة إلى محطّةٍ استهلاكيّةٍ هامّة أضحى العربيُّ بها أسيراً وباحثاً عن آخر المنتجات وليس باحثاً في صُنعها وأسيراً في معامل إختراعها . يعيش الشباب العربيّ اليوم في معضلة التعامل الإلكترونيّ الذي في أغلبه هو لغايات ترفيهيّة تواصليّة ليست لغايات تطوير الذات والريادة كما…

اقرأ المزيد

تساءل رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي عن عدم قيام المسؤولين السابقين بواجبهم بشرح وتفسير ما حدث وما هي تبعات وعوائق عدم المضي بالاتفاقية مع صندوق النقد الدولي.

وقال خلال محاضرة في مدينة الفحيص إنه لا يمكن تطوير الحياة السياسية بالبيانات والعرائض وتجميع التواقيع على قضايا خلافية لا يوافق عليها الأردنيون.

وأضاف إن أي إساءة للمقام السامي ليست شخصية بل هي إساءة لكل أردني وكل أردنية قبل أن تكون مسيئة لأفراد من العائلة المالكة.

وأشار إلى أننا قادرون على إعادة إنتاج كفاءة الدولة ومؤسساتها وبسيادة القانون، ومواصلة نهج الإصلاح الرفاعي: أي إساءة للمقام السامي لیست شخصیة بل لكل الأردنیین

وقال “مرت علينا ظروف أصعب بكثير وواجهنا أشكال وألوان المؤامرات والاستهدافات وانتصر عليها الأردنيون بالتفافهم حول قيادتهم”.

ورأى أن “مصحلتنا العليا أثناء الأزمة السورية تمثلت بمنع الإرهاب من الاقتراب من حدودنا وبوحدة سوريا وسلامة مؤسسات الدولة السورية، وبإذن الله سيكون فتح النقطة الحدودية “جابر-نصيب” بداية لعودة الأمور إلى طبيعتها بيننا وبين الشقيقة سوريا”.

وأكد انه لا يجوز أن يغلب الصوت المسنود بالأموال والمدعوم من شركات “صناعة الاعتقاد”، على أصوات الأغلبية الوطنية ذات الرأي والموقف.

وأضاف انه ليس كل ما يأتينا من الخارج مكتوباً أو مرئياً أو مسموعاً يستحق أن نقف عنده خاصة وأننا نعرف تاريخ بعض هؤلاء الأشخاص.

وقال “نحن نلام لأننا حين نسمع هذه التسجيلات أو يصلنا رسائل نقوم بنشرها بدل وضعها في مكانها الصحيح وهو سلة المهملات، وهذا ما كان كل واحد منا سيفعله لو أن الأمر تعلق به شخصيا فما بالكم اذا كان الأمر يمس الوطن وهو أكبر منا جميعا”.

واعتبر ان مهمة التاريخ وكشف أسراره لها أهلها وعلماؤها وليست للهواة ولا هي مجرد ذاكرة انتقائية عند بعض الأفراد. وأوضح انه رغم كل الصعوبات والتحديات لم تغب عيننا عن فلسطين ولا عن القدس، ولا عن حقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد انه لا يوجد شيء اسمه “مؤسسات الظل” إنما مؤسسات تنفيذية، تعمل بمعرفة الحكومة ولخدمة الأهداف الوطنية.

وأشار إلى ان الإصلاح السياسي لا يكون دون أحزاب سياسية برامجية قوية وفاعلة وقادرة على الوصول

إلى البرلمان.

وقال رئيس الوزراء الأسبق إن التواصل الاجتماعي منصات للحوار والنقاش والتعبير عن الرأي وليس بديلاً عن المؤسسات ولا عن الهيئات البرلمانية والحزبية والإعلامية، مضيفا أنه لا يجوز أن يكون التواصل الاجتماعي حائلاً دون انخراط الناس في العمل العام والجماعي ورأى أن توقيع العرائض ليس ممارسة سياسية بقدر ما هو تعبير عن خليط غير متجانس وحالة لا يقبل بها أغلب الأردنيين.

وشدد على أن صندوق النقد ليس له أي تأثير على مجلس الأمة سيد نفسه والركن التشريعي المصون.

وأوضح أن برنامج التخاصية بدأ عام 1993م وتم القيام بجزء كبير من إجراءاته خلال عقد التسعينيات وفق آليات وبرامج معروفة وموثقة. عشرات الرؤساء والوزراء والموظفين التنفيذيين قاموا بتنفيذ البرنامج والإشراف عليه خلال ربع قرن، أستغرب استنكافهم عن شرحه والدفاع عنه تاركين الساحة فارغة أمام التشكيك.

ورأى أن العمل السياسي خارج إطار الأحزاب السياسية، سيبقى عملاً هلامياً غير منظم وغير قادر على الاستمرار. والحراكات الشعبية والمطالبية أجدر بأن تنظم نفسها في إطار حزبي وتسعى لثقة الناس عبر طرح البرامج التي تناسبهم

ولفت إلى ان مؤسسات الدولة الدستورية والسيادية والاجتماعية حامية وضامنة لأمن الأردن واستقراره ولا يجوز التطاول عليها.

وتساءل “لماذا لا يتم الحديث كيف وصل التقاعد والرواتب في الحكومة الأردنية إلى 6 مليار من الـ 9 مليار الموازنة العامة كاملة”.

وشدد على ان الفاسدين الحقيقيين كانت لهم مصلحة بتوجيه الناس نحو اغتيال الشخصية واتهام

المسؤولين بدون قرائن”، ومتسائلا أيضا “لماذا تأخر الحديث عن البرنامج الذي وقعت الحكومة عليه مع صندوق النقد منذ عام 2012م وحتى اليوم؟”

أي إساءة للمقام السامي ليست شخصية بل لكل الأردنيين / سمير الرفاعي

أي إساءة للمقام السامي ليست شخصية بل لكل الأردنيين / سمير الرفاعي

تساءل رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي عن عدم قيام المسؤولين السابقين بواجبهم بشرح وتفسير ما حدث وما هي تبعات وعوائق عدم المضي بالاتفاقية مع صندوق النقد الدولي. وقال خلال محاضرة في مدينة الفحيص إنه لا يمكن تطوير الحياة السياسية بالبيانات والعرائض وتجميع التواقيع على قضايا خلافية لا يوافق عليها الأردنيون. وأضاف إن أي إساءة للمقام السامي ليست شخصية بل هي إساءة لكل أردني وكل أردنية قبل أن تكون مسيئة لأفراد من العائلة المالكة. وأشار إلى…

اقرأ المزيد

منذ یومین تقریبا والحملة متواصلة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تقصف دون رحمة سمعة جامعة عریقة ساھمت في تخریج الالاف من الطلبة الاردنیین والعرب الذین ساھموا بنھضة بلدانھم، والمتابع لما یُشاع ُ یشم منھ رائحة الجھل وجلد الذات وتدمیر سمعة مؤسسات لا لشي وإنما لعصبیة أو في محاولة للھروب من استحقاق قانوني قد یعرض شخص للمسائلة لعدم دقتھ في نقل المعلومة. علینا ان نعترف ان القانون یجب ان یكون ھو السید وان لا نتوانى في دعم سیادة القانون فإن كانت ھناك أخطاء فیجب المعاقبة دون رحمة أو تھاون فیمن یتجاوزالقانون، أما اذا كان الموضوع تصفیة حسابات فلا بد أن یأخذ القانون مجراه والضرب بید من حدید على ید كل من تسول لھ نفسھ تدمیر سمعة مؤسسات الوطن دون مبرر. لقد تابعت باھتمام منشور لاحد الاشخاص یدعو فیھ وسائل الاعلام في الاردن الحضورالى محكمة شمال عمان یوم الاثنین القادم لمتابعة ادلاءه بشھادة حول قضیة تسریب أسئلة مادة الجراحة مستوى سنة خامسة في كلیة الطب الجامعة الاردنیة، ومحتوى المنشور یشیر الى تورط مدرسة في كلیة الطب متھمة بتسریب اسئلة مادة جراحة التجمیل وھي جزء من مادة شاملة وھي “الجراحة ” یدخل فیھا أكثر من موضوع، على العموم انا على اطلاع بھذا الامر كون أبني طالب في الكلیة ، وقد أثیرت القضیة في حینھا على جروب فیسبوك لطلبة السنة الخامسة، عبروا عن استغرابھم حصول عدد من الطلبة في النتیجة النھائیة على علامة كاملة كون المادة صعبة، في حینھ شكلت عمادة الكلیة لجنة تحقیق توصلت الى عدم صحة ما یشاع وكل ما ھنالك ان الطلبة ھم اصلا من أوائل الدفعة ومعدلھم “4/4 “وھذا یعني 100 %وانا أعلم ان إدارة الكلیة “الطب” كانت قد طردت عضو ھیئة تدریس لمجرد وجود شبھة محاولة مساعدة طالبھ عبر الھاتف واسمھ معروف بالنسبة لي واعرفھ شخصیاً، الطالب الخلیجي الذي أورده الشاھد ھو من الطلبة الاوائل في الكلیة، ما یحصل عادة من قبل بعض الطلبة دون تعمیم ان یكون ھناك من یحاول تحقیق عائد مادي دون أن یھمھ الوسیلة فیحاول بطرق شتى اقناع بعض الطلبة من دول الخلیج ان بمقدوره الحصول على الاسئلة او التوسط لدى استاذ جامعي فیبدأ باستخدام كافة الطرق لاقناع ھؤلاء فیحصل على اسئلة سابقة وھي بالمناسبة موجودة في المكتبات ومن خلال اسالیب احتیالیة یوھم الطالب بانھا أسئلة الامتحان وقد یتصادف تكرار ھذه الاسئلة. القضیة المشار الیھا تم التحقیق فیھا على مستوى الجامعة وثبت عدم تسریب اسئلة،وثبت ان الاسئلة لسنوات سابقة وتم محاكمة كل المتورطین فیھا على ما اعتقد لدى المحكمة ونالوا جزاؤھم……انتھت القضیة الى ھذا الحد الشيء الذي لا یستطیع أحد فھمھ ھو الزج باسماء اشخاص اختلفنا أم اتفقنا علیھم شيء مقیت ولا ضرورة لھ انما یؤشر الى حجم الازمة الاجتماعیة والاخلاقیة التي نمر بھا في ھذه الظروف المعقدة، التي ساھمت وسائل التواصل الاجتماعي بشكل أو بآخر في تعمیقھا. اعادة فتح الموضوع بھذه الطریقة الفضائحیة لھ مغزى أبعد من عملیة تسریب اسئلة بل ھو إضرار بسمعة التعلیم في الاردن بشكل عام….ویجب ان لا تكون الجامعة الام ضحیة لعملیة تشویھ ممنھجة وتصفیة حسابات شخصیة.

الدكتور قاسم العمرو يكتب: أُم الجامعات تتعرض لحملة تشويه ممنھجة

الدكتور قاسم العمرو يكتب: أُم الجامعات تتعرض لحملة تشويه ممنھجة

منذ یومین تقریبا والحملة متواصلة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تقصف دون رحمة سمعة جامعة عریقة ساھمت في تخریج الالاف من الطلبة الاردنیین والعرب الذین ساھموا بنھضة بلدانھم، والمتابع لما یُشاع ُ یشم منھ رائحة الجھل وجلد الذات وتدمیر سمعة مؤسسات لا لشي وإنما لعصبیة أو في محاولة للھروب من استحقاق قانوني قد یعرض شخص للمسائلة لعدم دقتھ في نقل المعلومة. علینا ان نعترف ان القانون یجب ان یكون ھو السید وان لا نتوانى في…

اقرأ المزيد
1 25 26 27 28 29