ينتشر مبدأ المذهب الميكافيلي بين الناس هذه الأيام كإنتشار النار بالهشيم، حيث الغاية تبرر الوسيلة في خضم السباق مع الزمن تاريخياً بين السلطة والمال ولغة المصالح، إذ تطغى الرأسمالية على كل شيء، كما أن كثيرين عندهم المهم الوصول للنتيجة مهما كلّف الثمن:

 

  1. 1. الأصل في أن يضبط إيقاع غايات الإنسان بالحياة ما أذنه الله تعالى في الشريعة للعباد وليس ما يبغاه الإنسان أنّى كان!

 

  1. 2. بتنا مع الأسف نلحظ عند الكثير بعض الأفكار الميكافيلية على الأرض ومنها: من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك، لا يجدي أن يكون الإنسان شريفاً دائماً، حبي لنفسي دون حبي لبلادي! مع الأسف!

 

  1. 3. خطورة المذهب الميكافيلي أن الناس تصبح مادية وتترك المبادئ والقيم والأخلاقيات وتنتفي عنها الصفات الإيجابية وغيرها، والسبب أحياناً وضع النماذج غير المخلصة في المواقع العامة ًمما يجعل رداً عكسياً لدى المخلصين!

 

  1. 4. نتائج المذهب الميكافيلي خطيرة جداً على كل شيء وتؤول لوضع الأشخاص غير المناسبين في الأماكن غير المناسبة، مما يؤدي للخراب ووقف الإنتاجية وإحباط عند الشرفاء الذين يمتلكون روحية العطاء.

 

  1. 5. المتسلقون وأصحاب الأجندات وعازفو الأوتار هم دعاة المذهب الميكافيلي، ولهذا نتيجته تكون أن يتربّع على مواقع صنع القرار أناس فارغون من المضمون وليس لديهم شيء ليقدّموه للوطن.

 

  1. 6. لغة المصالح والأنا والأنانية والشخصنة وغيرها هي العدو الأول للوطن والمجتمع، والأصل تغليب المصالح العامة على الخاصة.

 

  1. 7. المطلوب وقف الإنتهازيين والميكافيليين عند حدّهم والتنبّه لهم، قبل أن يستشروا في مجتمعنا الطيّب وقبل أن تستفخل الأمور! لأن قلبي على وطني!

 

بصراحة: الممارسات على الأرض تستوجب من كثيرين على أن يسود المذهب الميكافيلي لديهم، وهذا بالطبع مرفوض البتّة لأن الأصل تطبيق منظومة القيم والمبادئ وأن يكون لكل مجتهد نصيب لا أن تستشري مبادئ الغاية تبرر الوسيلة دون الإلتفات لمصالح الوطن الأشم!

 

صباح الأخلاقيات والقيم والمبادئ والإبتعاد عن الميكافيلية.

الميكافيلية / أ.د. محمد طالب عبيدات

الميكافيلية / أ.د. محمد طالب عبيدات

ينتشر مبدأ المذهب الميكافيلي بين الناس هذه الأيام كإنتشار النار بالهشيم، حيث الغاية تبرر الوسيلة في خضم السباق مع الزمن تاريخياً بين السلطة والمال ولغة المصالح، إذ تطغى الرأسمالية على كل شيء، كما أن كثيرين عندهم المهم الوصول للنتيجة مهما كلّف الثمن:   1. الأصل في أن يضبط إيقاع غايات الإنسان بالحياة ما أذنه الله تعالى في الشريعة للعباد وليس ما يبغاه الإنسان أنّى كان!   2. بتنا مع الأسف نلحظ عند الكثير بعض الأفكار…

اقرأ المزيد

مرّت، يوم أمس السبت، الذكرى التاسعة والستين لمؤتمر أريحا 1949 الذي نادى بوحدة الضفة الفلسطينية مع الأردن ،حيث عقد المؤتمر في ظروف معقدة من المآسي والنكبات العربية، من إعلان قيام الكيان الإسرائيلي واحتلال الساحل الفلسطيني وفتور حدة الحرب التي دارت بين الجيوش العربية وجيش الإحتلال الإسرائيلي وخروج بريطانيا من لعبة الإنتداب على الأراضي الفلسطينية ودخول الولايات المتحدة لاعبا جديدا وقويا في الشرق الأوسط ،وخلافات القيادات العربية حول من يقود العالم العربي الجديد، ولكن الفلسطينيين ممثلون بنخبهم وقياداتهم الإجتماعية، أدركوا مبكرا أن الإعتماد على القيادات العربية لهزيمة إسرائيل مستحيلة، فاستدركوا أمرهم بالمناداة للوحدة مع الأردن وأصبحت فلسطين المجتزءة تابعة للتاج الأردني فعليا.

اجتمع الفلسطينيون في أريحا لعقد مؤتمرهم بزعامة محمد علي الجعبري رئيس بلدية الخليل، وبمشاركة شخصيات وازنة من العائلات البارزة كآل النشاشيبي ونسيبه والمصري و طوقان والدجاني والفاروقي والعلمي والغصين عبدالهادي وكثير غيرهم، ونادوا بالملك عبدالله الأول ملكا على الضفتين، وذلك للحفاظ على ما تبقى من أرض فلسطين التي احتلتها الدولة الجديدة، وبقية الأراضي التي تقاطعتها مصر وسوريا وهي غزة في الجنوب الغربي وأراضي الحمّة في الشمال الشرقي، وانقلبوا على مشروع دولة عموم فلسطين في غزة، حيث انضم اليهم رئيس حكومة عموم فلسطين أحمد باشا حلمي وحسين الخالدي وعوني عبدالهادي والعديد من الشخصيات المناوئة للشيخ أمين الحسيني.

لقد كان مؤتمر أريحا هو نقطة الوصل شرقي النهر بعد مؤتمر عمان 1948 الذي ترأسه سليمان التاجي الفاروقي وضم زعامات عديدة كسعدالدين العلمي ونويهض عجاج ونور الدين الغصين، طالبوا خلاله ضم الملك عبدالله لكافة الأراضي الفلسطينية التي حررها الجيش الأردني خصوصا مدينة القدس التي طرد الجيش الأردني منها كل السكان اليهود وتم ترحيلهم الى ما غرب المدينة المقدسة، وما هي إلا ساعات إلا والجواب يأتي من عمان بموافقة الملك عبدالله الأول على مقررات المؤتمر الذي بايعه ملكا على فلسطين وحدة لا تتجزأ ، وإجراء إنتخابات برلمانية للضفتين مناصفة، وحاز المؤتمرون على المناصب القيادية في الحكومة الأردنية، وظل الأمر حتى تم احتلال الضفة الغربية وسيناء والجولان من قبل العدو الصديق.

للأسف لم يعد أحد يهتم بأحداث التاريخ، فاليوم الجميع مشغول بالنزاعات والاصطفافات ورغيف الخبز ومناهضة سياسات الحكومات التي فشلت بتغيير العالم العربي نحو الأفضل، بل لم تحافظ على الأقل على ما كان من بنية للدولة في عصر نهاية القرن العشرين، لهذا لم يعد لفلسطين أي إهمية في قلوب كثير من الشعوب العربية التي لم ترّث عن آبائها تلك الحماسة والعنفوان لعقيدة وحدة المصير العربي، ولهذا نرى كيف تمرّ ذكريات مهمة دون أن يقرأ عنها أحد، بقدر ما يقرأون من نفايات سياسية وفكرية يعاد تدويرها عبر منصات الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي.

عند قراءة التاريخ العربي عموما تبرز دائما المنعطفات المظلمة، وليس هناك من خلاصة يمكن التسليم بها، عكس كل بلاد العالم، ولهذا لا يزال القوم يختصمون فيما جرى منذ سبعين عاما حيث الهزيمة الكبرى للقومية العربية لصالح مولود جديد جاءهم من وراء البحار ليشكل دولة أصبحت هي الأقوى في الشرق الأوسط عسكريا، ولكنها مهزومة داخليا لأنها تعلم أنها ذئب وسط قطيع من الخراف التي إعتادت على وجوده بينهم ، وعاشرت النزاع

فلسطين تحت التاج الأردني / فايز الفايز

فلسطين تحت التاج الأردني / فايز الفايز

مرّت، يوم أمس السبت، الذكرى التاسعة والستين لمؤتمر أريحا 1949 الذي نادى بوحدة الضفة الفلسطينية مع الأردن ،حيث عقد المؤتمر في ظروف معقدة من المآسي والنكبات العربية، من إعلان قيام الكيان الإسرائيلي واحتلال الساحل الفلسطيني وفتور حدة الحرب التي دارت بين الجيوش العربية وجيش الإحتلال الإسرائيلي وخروج بريطانيا من لعبة الإنتداب على الأراضي الفلسطينية ودخول الولايات المتحدة لاعبا جديدا وقويا في الشرق الأوسط ،وخلافات القيادات العربية حول من يقود العالم العربي الجديد، ولكن الفلسطينيين ممثلون…

اقرأ المزيد

أُجزم أن رئيسَ الوزراء لا يرغب بأن يُذكّره أحدٌ بماضي عائلته السّياسي، فقد بات الرجل يُعرف تبعاً لأبواب التصنيف السّياسي الأردني بأنّه أحد أهمّ مُنظّري التّيار المدني الذي ينتمي لمرحلة ما بَعد المقاومة؛ وهو بهذا منحازٌ لجيل خَرج للتو من رحم الحداثة السائلة التي أرجعت الكرَةَ للفرد ولمنطقيّته وحريّته، فأسقطت من حوله كلّ شروط التاريخ ومُربعاته، إنّه الرئيس الوحيد الذي لا يجلس على كرسي الرئاسة متدثّراً بثوب الشّيخة أو بتاريخ العائلة، إنه حتى لا يذكّر مجالسيه بشَهادته الهارفردية، ولا حتى يُحب أن يَرطن بلهجته العمّانية في حديثة للشّاشات والشّباب والمثقفين و المسؤولين، إنه رئيس وزراء مؤمن بقُدرة الشاب الأردني وبكل المُمكنات التي يلزم أن يتسلّح بها من حِرفة وأداة تفكير وذائقة تحلّل وتُركب وتقدّم وجهة نظر، غير أن كُثراً انتقدوا نُعومة دولته أمام ديالكتيك أردني متجذّر في السياسة الأردنية، ديالكتيك كان أنّ نما وصار بحجم ديناصور وصار من الصعب اجتِثاثه.

وفي مغبة الدعاء للرئيس في معركته العسيرة تلك صار لزاماً أن نشير إلى أن دولة الرئيس يستضيف إلى طاولته كلّ من رغب في التحاور والمحاورة حسب قوله؛ فضيوفه لهم صِبغات متباينة سواء من الجيل الليبرالي الجديد أو من ذلك المنعتق من منابر اليسار المتشدد واليمين المتخفّف، فالرجل شرع في سنّ نهج ثمين فأخذ يصيخ السّمع للجميع ناسفاً بذاك برتوكولات معهودة لطالما أطالت مسافة التحاور ولم تقصّرها عند رؤوساء وزراء سابقين كانوا قد ركنوا إلى صحفيين و أصدقاء طامعين وتقارير غير مختمرة وليس، ومع هذا يبدر سؤال مفاده هل مكتب دولة الرئيس مَن يختار الأسماء ويحدد مكان اللقاء وموعده؟ وهنا نسأل أيضا لماذا لا يكون اللّقاء عفويا من قبل دولة الرئيس؛ فيختار حيّ الطفايلة مثلا وخيم المعتصمين وليس المركز الثقافي الملكي! ولماذا لا يقوم الرئيس بإعداد لقاءات مع حراكيين ومعتقلين ومتضررين بدلا من لقاء نُخب وانصاف نُخب ومثقفين طامحين، فهؤلاء قادرون على مداهنة الرئيس ومجاملته، ولماذا أيضاً لا يخرج الرئيس من شَرنقة العاصمة التي ولد فيها وترعرع لصالح ذيبان ووادي الهيدان الذي يحبّ ان يصطاف فيه؟ 

ولماذا لا يبتعد عنه كل الطامحين بالدخول في حكومته الذين وكلوا أنفسهم الحديث باسم المسحُوقين، وكأن لديهم حلول سِحرية لمُعضلة الشباب الاقتصادية وللتحدي الأمني و الفكري الذي يتهددهم؟ فالجلوس مع البسطاء الذن يخلون من الطموح الوزاري سيمكن دولة الرئيس من سماع كلامٍ واقعي وبريء غير معسول.

الشّباب الذي التقاه الرئيس حتى اللّحظة متنوع ومن عدة تيارات، ما أتاح للرئيس مواجهة من ذلك النوع السميك والمندغم مع فئة مجتمعية فاعلة لها تطلعها الجديد نحو المستقبل، كما لها لُغتها التي تختلف عن لغة المُنظرين والبرجوازيين وبائعي الاستطلاعات، بيد أنّ المعضلة الشبابية يا دولة الرئيس لا تكمن فقط في المناهج الدراسية وقضايا الجنوسة والمرأة والبحث عن الفرصة في الرماد والوديان الجرداء، بقدر ما هو القلق الذي يحمله شباب متعلم باتت المعضلة الاقتصادية تسفح بطموحه وتمنع أحلامه من أن تطارح فكرة السفر والدراسة وكسب المعرفة الجديدة، لقد طوى هؤلاء الفتية شهاداتِهم ومضوا نحو خيم الاعتصام و الدواوير والكتابة على صفحات الفيسبوك التي تنشر خبر الفساد بسرعة البرق وهو شأن جديد أخذ يزيد من استعار نار الحزن والبؤس في نفوسهم التي تفكر بالهجرة أكثر من التمعّن في صحن الوطن، فالمطارات المهشّمة والأعشاش التي يشعر أبناؤها بالخوف لن تمكنهم من الطيران للمستقبل بل للهروب منه نحو منحدر مجهول، فهذا الجيل ولكي يكون قادرا على اجتراح الحلول وابتداع الفرص عليه أن يثق بمؤسسته التي أولى خطوات ترسيس هذه الثّقة تكمن في الجلوس إليهم دون تكلّف، بيد أنّ هذا لا يحدث حتى اللحظة ودولته يستمع للبرجوزازيين والمخمليين العمانيين ولا يتقدم نحو وادي موسى وسحاب وسلحوب والجفر والطّرة، فثمة شباب أدرك العولَمة الجديدة، ولم تعد الحضرية باباً من أبواب الدّهشة بالنسبة له. فلكي يطير الشباب بطائرة المستقبل عليهم ان يثقوا بقائدها، وعليه أن ينزل إلى مواقعهم وساحات اعتصامهم وخيمهم. فجلسة تحاور واحدة تستند للدليل والتحاور والتعاقل من شأنها تهدئة النفوس وإعمال ذهنية الحوار بدل الاعتقال والحبس والتقييد الذي يواجهه شباب خائف مما يسمع وقلق مما يرى

رئيس وزراء مؤمن بقُدرة الشاب الأردني / د. نزار قبيلات

رئيس وزراء مؤمن بقُدرة الشاب الأردني / د. نزار قبيلات

أُجزم أن رئيسَ الوزراء لا يرغب بأن يُذكّره أحدٌ بماضي عائلته السّياسي، فقد بات الرجل يُعرف تبعاً لأبواب التصنيف السّياسي الأردني بأنّه أحد أهمّ مُنظّري التّيار المدني الذي ينتمي لمرحلة ما بَعد المقاومة؛ وهو بهذا منحازٌ لجيل خَرج للتو من رحم الحداثة السائلة التي أرجعت الكرَةَ للفرد ولمنطقيّته وحريّته، فأسقطت من حوله كلّ شروط التاريخ ومُربعاته، إنّه الرئيس الوحيد الذي لا يجلس على كرسي الرئاسة متدثّراً بثوب الشّيخة أو بتاريخ العائلة، إنه حتى لا يذكّر…

اقرأ المزيد

في المحاضرة التي قدمها د. وجيه قانصوه وعقدتها منظمة النهضة والديمقراطية بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة كان السؤال الأساسي (والأزلي أيضا) عن العلاقة بين الفلسفة والنهضة؛ هل الفلسفة تؤشر إلى النهضة، بمعنى أنها منتج حضاري واجتماعي يؤشر إلى مستوى الوفرة والتقدم لدى أمة من الأمم، مثلها مثل العمارة والموسيقى والشعر، .. أم هي مدخل أساسي وضروري للنهضة؛ بمعنى أن النهضة لا تعمل إلا بمشروع فلسفي يطلقها، لكن كيف تتشكل فلسفة النهضة من غير نهضة؟

الحال أن الفلسفة بمعنى السؤال والبحث عن الإجابة والحكمة هي عمليات قائمة ومستمرة في كل الأمم والمجتمعات (تقريبا) فالأفراد والجماعات تملك على الدوام أسئلتها وفي ذلك تنشئ فلسفتها، وهي (الفلسفة) كما الدين والشعر والموسيقى والعمارة والفنون والآداب تعكس وعي الذات، وتقيس على نحو دقيق مستوى التقدم كما الأزمة التي تعيشها أمة من الأمم، كما أنها لا تنشئ النهضة والتقدم على نحو تلقائي، بل إنها يمكن أن تكرس التخلف والفساد والاستبداد، وتمنحها القوة والتماسك والحجج المنطقية والمعرفية، وبالطبع فقد نظرت هنا إلى الجانب العملي والتطبيقي للفلسفة بما هي أداتنا المعرفية لإنتاج المعنى لحياتنا، ولتنظيم علاقاتنا الداخلية والخارجية، وليس الفلسفة بمعناها التأملي وجهدها المستقل بذاته ولذاته لأجل إدراك حقائق الأشياء! وهنا فقط يغلب عليها أنها تتشكل في بيئة متقدمة اقتصاديا واجتماعيا وعلميا!

لكن أيضا وفي هذا الإطار المحدد للفلسفة فإن شعوبا ومجتمعات تبدو من وجهة نظرنا “بدائية” ولا تسود فيها قراءة وكتابة كانت قادرة على إنتاج أسئلة وتأملات عميقة في الحياة، كما أنشأت (وهذه حالة واضحة ومجمع عليها) خبرات ومعارف متقدمة في الحياة والبيئة والطبيعة، أنظر على سبيل المثال خبرات ومعارف الأفراد والجماعات في الصحارى والشواطئ والغابات بالطرق والآثار والبحار والأنهار والطبيعية والنباتات والكائنات الحية على نحو يتفوق على ما لدى العلماء والباحثين والجامعات ومراكز الدراسات المتقدمة.

يقول كلود ليفي شتراوس، أستاذ علم الإنسان (الانثروبولوجي) ورائد النظرية البنيوية بعد دراسة طويلة للجماعات التي لا تكتب، أو تلك التي ما تزال تعيش كما كانت الحياة قبل الكتابة، أنها شعوب قادرة على التفكير تفكيرا منزّها عن الهوى؛ أي أن أفرادها يتحركون من خلال الحاجة أو الرغبة في فهم العالم المحيط بهم؛ وليس تفكيرا نفعيا. وهم يتقدمون من خلال وسائل عقلية، بالضبط كما يفعل فيلسوف أو عالم. يستطيعون ذلك، ويطمحون إليه أيضا، ولديهم معرفة دقيقة ببيئتهم ومواردهم. كما أن معارفهم عن الصحارى والنباتات والحيوانات والمناخ والأنهار والبحار متقدمة جدا، وتفوق في كثير من الأحيان ما توصل إليه العلماء والباحثون المتخصصون.

لقد كانت الفلسفة هي بداية الفعل المعرفي للإنسان، وعنها انبثقت جميع المعارف والعلوم والأفكار والاتجاهات المعرفية والتكنولوجية، فالفلسفة هي جذر شجرة العلم والمعرفة، إنها السؤال أو مبتدأ المعرفة ومحاولة إدراك حقائق الوجود والحياة والأشياء والموت، وفي تاريخ الأفكار فقد جاء الدين منظومة الحقائق والإجابات والسلوك التي عجزت الفلسفة عن الوفاء بها، ثم وفي العلاقة بين الفلسفة والدين نشأ التنظيم الاجتماعي، القرى والمدن والحكم والاقتصاد والإدارة والحروب والصراعات (الحروب منتج حضاري متقدم ولا تكون إلا في ظل التقدم!) .. ثم نشأت الكتابة لتنظيم المجتمعات والموارد والتعبير عن الأفكار والمشاعر المتشكلة في التنظيم والارتقاء، ثم كانت العلوم والتكنولوجيا وصارت جذع شجرة المعرفة أو عمودها الفقري، وفي ما أنشأته من تقدم وازدهار نشأت الفنون والآداب والعمارة والموسيقى تعبيرا عن الاستيعاب المعرفي للحياة ولتطويرها نحو التمييز بين القبيح والحسن، وفي تراكم التجارب ومراجعتها كان التاريخ، ثم الفلسفة من جديد!

الغد

الفلسفة والنهضة / ابراهيم غرايبة

الفلسفة والنهضة / ابراهيم غرايبة

في المحاضرة التي قدمها د. وجيه قانصوه وعقدتها منظمة النهضة والديمقراطية بمناسبة اليوم العالمي للفلسفة كان السؤال الأساسي (والأزلي أيضا) عن العلاقة بين الفلسفة والنهضة؛ هل الفلسفة تؤشر إلى النهضة، بمعنى أنها منتج حضاري واجتماعي يؤشر إلى مستوى الوفرة والتقدم لدى أمة من الأمم، مثلها مثل العمارة والموسيقى والشعر، .. أم هي مدخل أساسي وضروري للنهضة؛ بمعنى أن النهضة لا تعمل إلا بمشروع فلسفي يطلقها، لكن كيف تتشكل فلسفة النهضة من غير نهضة؟ الحال أن…

اقرأ المزيد

منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، تطمح أوساط واسعة في إسرائيل إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، ذلك أن المطالبة بدولة فلسطينية سوف تضعف كثيرا طالما ظل جزءا الجسد السياسي الفلسطيني منفصلين عن بعضهما.

غير أن جولة التصعيد الأخيرة في القطاع أدت إلى تعرية السياسة الإسرائيلية وبالذات سياسة (نتنياهو) تجاه القطاع المحاصر منذ 12 عاما. فالفهم الإسرائيلي للتعامل مع “القطاع” يتدحرج بين تقدم عبر الوساطة المصرية في مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحماس، وبين تصعيد إسرائيلي دموي. ولقد أثارت نتائج الجولة الأخيرة، رغم قصرها على مدار يومين فقط، سخط العديدين في إسرائيل، حيث اعتبرتها انتصارا لحماس، ترتب عليها استقالة وزير الحرب (أفيغدور ليبرمان) احتجاجا على وقف إطلاق النار، متهما حكومة (نتنياهو) بالخضوع لحماس، في حين قال 74% من الإسرائيليين إنهم غير راضين عن أداء (نتنياهو) خلال الجولة التصعيدية الأخيرة في “القطاع”، وذلك في استطلاع للرأي أجرته “شركة الأخبار الإسرائيلية” (القناة الثانية سابقًا).

في بداية الشهر الحالي، أصدر “معهد دراسات الأمن القومي” في إسرائيل تقريرا تحدث عن ثلاثة سيناريوهات لتعامل إسرائيل مع القطاع: الأول، يقترح حرباً واسعة لإنهاء حكم حماس. والثاني، يعتمد تكتيك “الإضعاف المتدرج” للحركة والتفكيك البطيء لسيطرتها ونفوذها. والثالث، يقوم على الاعتراف بالحركة والتعامل مع سلطتها بوصفها واقعاً شرعيا. هذا المعهد، الأهم في إسرائيل، خلص إلى أن “حكومة نتنياهو اعتمدت سيناريو رابعا بين الثاني والثالث: الاعتراف بسلطة الأمر الواقع في غزة، والتعامل معها وفقاً لضوابط ومحاذير محددة، تزامناً مع المضي في سياسة الإضعاف المتدرج لنفوذ الحركة وقدراتها”. وفعلا، يفضل (نتنياهو) سياسة إنهاك حماس، ولا يمانع من “تنسيق أمني” يحقق “عودة الهدوء مقابل الغذاء والكهرباء”. وفي هذا، كتب (ميرون رابوبورت) يقول: “بالنسبة لنتنياهو، يشكل الحفاظ على حكم حماس في غزة رصيداً استراتيجياً من الدرجة الأولى. وفي رأيه، ستكون أي عملية يُرجح أن تؤدي إلى إقامة دولة مستقلة في غزة، منفصلة عن الضفة، نعمة حقيقية. فإذا أصبحت غزة “إمارة” خاصة بها، مثلما يقول الناس في اليمين، فإن ذلك سيوجه ضربة قاضية إلى ادعاءات محمود عباس، أو أي وريث محتمل له، بأنه يمثل الشعب الفلسطيني كله في المفاوضات لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة مستقلة”. ويضيف: “يفسر هذا التفكير اهتمام نتنياهو المفاجئ بـ”إعادة تأهيل” غزة كما يفسر السبب في تراجع نتنياهو مرة أخرى عن احتلال غزة”.

الآن، أصبح واضحا أن (نتنياهو) لا يريد إعادة احتلال غزة، فهو غير معني بتحمل مسؤولية مليوني فلسطيني إضافيين، وتبعيات (سياسية/ إعلامية) إضافية لوضع إسرائيل في ظل تعاظم استمرار المقاطعة الدولية ونشاط الحركة العالمية لمقاطعة “إسرائيل” (BDS)، وما سيترتب من دماء على هكذا مغامرة، صحيح أنها قد تنهي حكم “حماس” – لكنها بالمقابل ستعيد القطاع إلى حضن السلطة الفلسطينية وتعزز مكانتها وهو الأمر الذي لا يرغب به (نتنياهو). وقد أوعز الأخير إلى وزراء حكومته التزام الصمت إزاء الوضع الأمني مع غزة، واحترام قرار المجلس الوزاري المصغر “الكابينت” بوقف إطلاق النار وبالخصوص في أعقاب تصريحات متطرفة مزايدة أطلقها وزراء في حكومته بشأن غزة.

من جهته، يعتقد المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس” (عاموس هرئيل) أن “فخ غزة، الذي يلاحق نتنياهو منذ فترة طويلة وتسبب الآن بتفكيك مبكر لائتلافه، من شأنه أن يزيد خطورة الوضع. الفخ الذي وقع فيه نتنياهو يزداد خطورة لأن ضبط النفس الذي كان يسمح به لنفسه، بصعوبة، عندما كانت حكومته مستقرة نسبيا، بات أصعب للتطبيق في فترة المنافسة في الانتخابات، بينما يطوقه منافسوه، من اليمين واليسار، ويوجهون إليه انتقادات. وتسوية كاملة مع حماس سيصفها معارضوه أنها استسلام آخر للإرهاب. واستمرار الوضع القائم يعني هجمات صاروخية، بحجج متنوعة، مرة كل بضعة أسابيع، وفيما صورة الهلع والغضب في بلدات غلاف غزة تلاحقه طوال المعركة الانتخابية، بينما نتنياهو يتحفظ من حرب مع حماس، خشية أن تطول، وتسبب خسائر بشرية ولن تحقق أهدافها المعلنة”.

(نتنياهو) في مأزق: ففي ضوء شواهد متزايدة، من المهم جداً بالنسبة له أن يبقي على حماس في السلطة في غزة. ومن ناحية أخرى، طالما ظلت حماس تحكم غزة، لن يكون قادراً على منح إحساس بالأمن لمستعمرات/ “مستوطنات” غلاف غزة، لذا سيبقى التعامل مع غزة يتدحرج بين هدنة وتصعيد. وعليه، فإن ما يطلق عليه سيناريو “إدارة الأزمة” القائم حالياً، مناسب (لنتنياهو) أكثر من أي بديل آخر، والأمر كذلك بالنسبة لحماس. وفي هذا السياق، وفي مقال مشترك، كتب (كيم ليفي) و(اودي ديكل) يقولان: “عمليا، إسرائيل وحماس في شرك مشابه، من جهة هما غير معنيتين بجولة قتالية تجبي منهما أثمانا وتعيدهما إلى نقطة البدء، ولكنهما لا تريدان أيضا السماح للطرف الآخر بتحقيق انجازات واتخاذ صورة من يدير مفاوضات مع العدو”. 

مدونة اسعد عبد الرحمن

هل لدى (نتنياهو) خطة تجاه قطاع غزة الحمساوي؟ / د. أسعد عبد الرحمن

هل لدى (نتنياهو) خطة تجاه قطاع غزة الحمساوي؟ / د. أسعد عبد الرحمن

منذ أواخر تسعينيات القرن الماضي، تطمح أوساط واسعة في إسرائيل إلى فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية، ذلك أن المطالبة بدولة فلسطينية سوف تضعف كثيرا طالما ظل جزءا الجسد السياسي الفلسطيني منفصلين عن بعضهما. غير أن جولة التصعيد الأخيرة في القطاع أدت إلى تعرية السياسة الإسرائيلية وبالذات سياسة (نتنياهو) تجاه القطاع المحاصر منذ 12 عاما. فالفهم الإسرائيلي للتعامل مع “القطاع” يتدحرج بين تقدم عبر الوساطة المصرية في مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحماس، وبين تصعيد إسرائيلي…

اقرأ المزيد

يُعتبر التعليم العالي المحور الأساس لتأكيد ضرورة انتهاج سياسات هادفة تتوافق والمصلحة الوطنية الأردنية وحاجات سوق العمل، وتوفير فرص توظيف دافعة للاقتصاد الوطني؛ وهو ما يعني أن التعليم العالي سيكون «رأس مال الدولة الأردنية القادم»، وهو مؤشر حقيقي لعملية التنمية الشاملة، ويعبر عن توجهات الدولة الأردنية المستقبلية، فهو محط اهتمام ورعاية من جلالة الملك عبداالله الثاني(حفظه االله ورعاه)، لذلك يتوجب على كافة المسؤولين عن رسم السياسات البدء في المراجعة الجادة لكافة البرامج بما يتوافق مع هذا التوجه.

لقد أدركت جامعة عمان العربية مبكراً حاجة سوق العمل الماسة إلى منظومة من الموارد البشرية ذات الجودة التنافسية العالية والكفؤة؛ من هنا انطلقت أهداف الجامعة وبتوجيه مباشر من رئيسها الأستاذ الدكتور ماهر سليم، بأن تكون البرامج التعليمية المطروحة تتوافق مع الرؤية المستقبلية لصناعة التعليم في الأردنية، وكان خير مثال على ذلك الحرص الشديد من رئاسة الجامعة على تطبيق معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي في كافة الوحدات الأكاديمية والإدارية، والتي تسعى من خلالها إلى تدعيم متطلبات الاقتصاد المعرفي في النظام التعليمي الأردني، ومواكبة عصر التقنية والمعلوماتية والشفافية والمساءلة الذي يشهده العالم حالياً.

حيث أكد الدكتور ماهر سليم الانجازات التي حققتها الجامعة ولعل من أبرزها التصنيف المتقدم للجامعة على مستوى التصنيف الاردني، والمركز المتقدم على مستوى التصنيف العالمي QS حيث حققت الجامعة المرتبة بين 80 -85

أما بالنسبة للكليات فقد عملت كلية العلوم التربوية والنفسية بجامعة عمان العربية من خلال العمل الدؤوب والمبرمج لعميدتها الفذة الدكتورة هيام التاج؛ على دعم برامج قسم التربية الخاصة الذي سيرفد سوق العمل التعليمي والاجتماعي بحاجاته من الموارد البشرية المدربة للتعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة بكافة فئاتهم في المجتمع الأردني، وأكدت الكلية على أهمية (تمهين التعليم) من خلال عمليات التوعية الهادفة للطلبة بضرورة الأخذ بعين الاعتبار التخصصات المطلوبة والمهن المتوافرة في سوق العمل أثناء دراستهم، كما ركزت على رفع القدرة والكفاءة في العمليات التربوية مستهدفةً تدريب الطلبة، وإعادة تأهيلهم، وتطوير ممارساتهم ومهاراتهم، والتركيز على دراستهم للتخصصات التطبيقية المطروحة، بحيث يكون لدى الطلبة استعداد للمشاركـــة الإيجابيــة في تنميـــــة مجتمعهم، وفق أسس علمية تتواءم مع حاجـات الدولة الأردنية وسوق العمل الإقليمي.

الرأي

جامعة عمان العربية تُجود عملها كلية العلوم التربوية مثالاً يُحتذى / د. رامي الشقران

جامعة عمان العربية تُجود عملها كلية العلوم التربوية مثالاً يُحتذى / د. رامي الشقران

يُعتبر التعليم العالي المحور الأساس لتأكيد ضرورة انتهاج سياسات هادفة تتوافق والمصلحة الوطنية الأردنية وحاجات سوق العمل، وتوفير فرص توظيف دافعة للاقتصاد الوطني؛ وهو ما يعني أن التعليم العالي سيكون «رأس مال الدولة الأردنية القادم»، وهو مؤشر حقيقي لعملية التنمية الشاملة، ويعبر عن توجهات الدولة الأردنية المستقبلية، فهو محط اهتمام ورعاية من جلالة الملك عبداالله الثاني(حفظه االله ورعاه)، لذلك يتوجب على كافة المسؤولين عن رسم السياسات البدء في المراجعة الجادة لكافة البرامج بما يتوافق مع…

اقرأ المزيد

حملت زيارة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للجامعة الهاشمية كثيرا من الرسائل التي ينبغي أن تلتقطها الحكومة والشعب، ومن أهم الرسائل التي على الحكومة أن تلتقطها هي أن تستثمر طاقات الشباب وإبداعاتهم في حل كثير من مشكلات الوطن.

ككل الدول عندنا مشكلات معروفة، كالبطالة، والفقر المائي، ومشكلات الزراعة، والتسرب من المدارس، والعنف المدرسي والجامعي، وارتفاع فاتورة الطاقة، والازدحام المروري، وغيرها من مشكلات تعاني منها كثير من الشعوب مثلنا

أن تواجه الحكومة مشكلة ما فهذا أمر طبيعي، أما أن تقف مكتوفة الأيدي أمامها، لترحّلها لحكومة مقبلة، فهذا أمر غير طبيعي وغير مقبول. وحل المشكلات يكمن بإشارة الملك أن تتجه الحكومة للشباب من الطلاب، وللأكاديميين، وللحاضنات الإبداعية، وللباحثين، والمتخصصين، لتعرض عليهم المشكلات المحددة، وتطلب منهم أن يتعاونوا في حلها.

ليس المهم أن نجلس مع الشباب ونسمع منهم فقط، بل المهم أن نجعلهم شركاء في حل الأزمات والمشكلات التي يمرّ بها الوطن، وليتم تكريم كل صاحب فكرة أو حل، سواء كان شخصا أو مؤسسة؛ لنعزز من ثقافة الشكر والإبداع في نفس الوقت.

كم عدد الرسائل والأبحاث ومشاريع التخرج المركونة على أرفف مكتبات الجامعات، والتي يمكن أن تحل كثيرا من مشكلاتنا أو تساهم في تخفيفها على الأقل، ولكننا لا نجد حراكا بهذا الاتجاه.

العلم هو الحل، وبالعلم يكون الخلاص، وإذا رافقه الإخلاص والإتقان، وحسن التوكل على الله، ستحل مشكلاتنا بإذن الله، فليست الجامعات أماكن للتلقين فقط، بل فيها يتفجر الإبداع من الطلبة والمعلمين، ومن غير المقبول ألا تتاح لهؤلاء فرصة خدمة وطنهم، وتحسين أوضاعه.

أتمنى على كل صاحب مسؤولية أو قرار يواجه مشكلات ما، أن يتوجّه إلى جامعاتنا، وطلاب الدراسات العليا، والأساتذة أهل الاختصاص، ليتم تدارس المشكلة بشكل أكاديمي علمي منطقي، يخرج ببحث أو رسالة علمية، تبيّن المشكلة والحلول المقترحة والمناسبة لها. كما أتمنى أن تصبح هذه التشاركية نهجا عند الحكومة وصناع القرار، كي لا نظل نعدد المشكلات فنراها تزيد عاما بعد عام، والسلام.

دور الجامعات في حلّ المشكلات / د. حسان ابو عرقوب

دور الجامعات في حلّ المشكلات / د. حسان ابو عرقوب

حملت زيارة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين للجامعة الهاشمية كثيرا من الرسائل التي ينبغي أن تلتقطها الحكومة والشعب، ومن أهم الرسائل التي على الحكومة أن تلتقطها هي أن تستثمر طاقات الشباب وإبداعاتهم في حل كثير من مشكلات الوطن. ككل الدول عندنا مشكلات معروفة، كالبطالة، والفقر المائي، ومشكلات الزراعة، والتسرب من المدارس، والعنف المدرسي والجامعي، وارتفاع فاتورة الطاقة، والازدحام المروري، وغيرها من مشكلات تعاني منها كثير من الشعوب مثلنا.  أن تواجه الحكومة مشكلة ما فهذا…

اقرأ المزيد

بعد ان رفعنا الضرائب ورفعنا معها الفائده ووضعنا موازنات تقشفية نكون قد اخترنا طريقاً للاتجاه نحو مزيد من التباطؤ في الاقتصاد ، وتقييد الاستثمار المحلي .

بعد الذي فعلناه السؤال الآن كيف الطريق لانعاش الاقتصاد وتحقيق النمو الاقتصادي والتوسع في الانتاج ، وتوفير فرص العمل ، وزيادة ايرادات الخزينة اللازمة لغرض تحسين الخدمات للمواطنين مقابل ما يدفعونه من ضرائب ، ولغرض التغلب على عجز الموازنة ايضاً ؟

اذا نحينا العوامل الخارجية جانباً بالامل بأن لا تشتط اسعار البترول ، والأمل بانتعاش الاستقرار في العراق وسوريا وبدء الاعمار فيهما ، والحصول على منح ومساعدات اضافية فوق المساعدات الامريكية (1,25 مليار دولار). وفكرنا عميقاً وعلى اساس فرضيات واقعيه ، فما هي الخيارات التي تتبقى لدينا لانعاش الاقتصاد ؟

ربما اصبح خيارنا الاول هو جذب الاستثمار الاجنبي . وهو ما يجب ان يكون موضع الاهتمام والتخطيط والمتابعة فوراً ودونما أي ابطاء . وسبيلنا الى ذلك هو تقديم الحوافز الاستثنائية جداً لجذب استثمارات لمشاريع وطنية كبرى وبنظام BOT ومشتقاتها .

المشاريع الكبرى تحتاجها قطاعات الاسكان على امتداد المحافظات ، والنقل وبخاصة شبكة سكك حديدية وطنيه ، والمياه وبخاصة السدود لحصد كل نقطة مياه متاحه ، وصناعة الاسمدة والتعدين ، والطاقة المتجدده .

الدول والجهات المرشحة كمصادر لتنفيذ مثل هذه الاستثمارات الكبرى هي بشكل اساسي دول مثل الصين وكوريا الجنوبيه ، بالاضافة الى الصناديق السيادية وصناديق الاستثمار في دول الخليج الشقيقه .

على صعيد آخر لابد من تركيز الاهتمام والتحفيز الذي يمكن ان تقدمه الحكومة على قطاعات السياحة والزراعة والصناعات التصديرية سواء لانها من بين القطاعات الأعلى نمواً او لأنها الاكثر ادراراً للنقد الاجنبي .

لكن ذلك لن يتحقق دون مطبخ اقتصادي مميز ، وهو ما لا نمتلكه حتى الآن . ولعلنا نتذكر التجربة المتواضعة لمجلس السياسات الاقتصادية مع خطته لتحفيز النمو الاقتصادي ، ونتذكر معها التجربة المتواضعة لصندوق استثمار اموال الضمان الذي يدير محفظة استثماريه بحوالي 10 مليار دينار اردني دون نجاح كاف.

نمو الاقتصاد بعد سياسات انكماشية / د. عاكف الزعبي

نمو الاقتصاد بعد سياسات انكماشية / د. عاكف الزعبي

بعد ان رفعنا الضرائب ورفعنا معها الفائده ووضعنا موازنات تقشفية نكون قد اخترنا طريقاً للاتجاه نحو مزيد من التباطؤ في الاقتصاد ، وتقييد الاستثمار المحلي . بعد الذي فعلناه السؤال الآن كيف الطريق لانعاش الاقتصاد وتحقيق النمو الاقتصادي والتوسع في الانتاج ، وتوفير فرص العمل ، وزيادة ايرادات الخزينة اللازمة لغرض تحسين الخدمات للمواطنين مقابل ما يدفعونه من ضرائب ، ولغرض التغلب على عجز الموازنة ايضاً ؟ اذا نحينا العوامل الخارجية جانباً بالامل بأن لا…

اقرأ المزيد

لا أردنيين بين ضحايا زلزال..”، “الأردنيون في .. بخير”، ومثلها عناوين مشابهة تطالعنا بها وسائل الإعلام كلما وقع تفجير أو زلزال أو إعصار أو سقوط طائرة في بلاد الدنيا الواسعة. وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية تجد نفسها دائما مضطرة لتقديم إيضاحات صحفية ردا على استفسارات إعلامية.

عندما كنا في الصحف نرغب بجذب اهتمام القراء لتغطياتنا لكوارث أو أحداث طارئة في دول أخرى، نتوجه بسؤال للجهات المعنية في الحكومة عما إذا كان هناك أردنيون من بين المتضررين، وسواء كان الجواب بالنفي أو بتأكيد وجود مصابين، فإننا نضمن في الحالتين”أردنة” الخبر ولفت أنظار القراء.

أمس أصدرت وزارة الخارجية تصريحا أكدت فيه عدم وجود ضحايا أردنيين في زلزال ضرب محافظة كرمانشاه الواقعة في غرب إيران. لا أعلم على وجه الدقة عدد الأردنيين في إيران، لكن على ماسمعت من دبلوماسيين لايزيد عددهم عن مئة شخص إن لم أكن مخطئا، ويتواجد معظهم في العاصمة

يفوق عدد سكان إيران الثمانين مليون نسمة، وتبدو فرصة إصابة أردني احتمالا غير قابل للقياس أو التوقع، وسط هذا العدد المهول من البشر.

لكن بالرغم من أن تعداد الأردنيين في الداخل والمهجر أقل من عشرة ملايين نسمة، إلا أنهم ينتشرون على خريطة واسعة من الدول. أواخر العام الماضي ضرب زلزال جزيرة فرنسية بالمحيط الهادي. لم يكن ليخطر ببال أحدنا وجود أردنيين على هذه الجزيرة، لكن اتضح لاحقا وجود العشرات منهم بين المحاصرين، مما استدعى تدخلا رسميا أردنيا لتأمين سلامتهم.

أوائل هذا العام تعرض المارة في أحد شوارع المدن الكندية لعملية دهس مدبرة، كان من بين ضحاياها أردني تواجد هناك في زيارة عائلية. ولايمكننا أن ننسى بالطبع العملية الإرهابية قبل عامين التي استهدفت مطعما في اسطنبول راح ضحيتها عدد من الأردنيين بين شهيد وجريح.

كثيرا ما نسمع عن وجود أردنيين في بلدان لا يعرف بوجودها غيرهم. لعقود طويلة مضت لم تكن دول القارة الأفريقية غير العربية وجهة لسفر الأردنيين، لكننا اليوم نعرف عشرات الحالات لشبان ينشطون في مجال التجارة بدهاليز القارة السمراء. وفي دول شرق آسيا صار للأردنيين حضور ملموس خاصة في الصين التي أصبحت محجا للتجار وكذلك كوريا الجنوبية ، إضافة للسياحة الأردنية النشطة لدول مثل تايلند وماليزيا وجزر أندونيسيا السياحية.

وخلال موجة العمليات الإرهابية التي ضربت دولا غربية في السنوات الأخيرة، كان السؤال الدائم عن الأردنيين في وسائل الإعلام نظرا لتواجد أعداد غير قليلة في بلدان مثل بريطانيا وفرنسا وأسبانيا.

تركز الوجود الأردني الكثيف تاريخيا في دول الخليج العربي التي تمثل سوقا رئيسيا لعمل مئات الآلاف، وبالدرجة الثانية الولايات المتحدة، ملاذ الهجرة الدائمة، وفي العقدين الأخيرين برزت كندا على خريطة الاهتمام الأردني، وتقدر مصادر مطلعة عدد الأردنيين الذين يحملون جنسية كندية بنحو خمسة آلاف أردني.

العمل والتجارة والسياحة هي العوامل الرئيسية خلف انتشار الأردنيين في أصقاع الأرض، ما يفرض السؤال عنهم عند وقوع المصائب.

الغد

أردنيون في كل مكان! / فهد الخيطان

أردنيون في كل مكان! / فهد الخيطان

“لا أردنيين بين ضحايا زلزال..”، “الأردنيون في .. بخير”، ومثلها عناوين مشابهة تطالعنا بها وسائل الإعلام كلما وقع تفجير أو زلزال أو إعصار أو سقوط طائرة في بلاد الدنيا الواسعة. وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية تجد نفسها دائما مضطرة لتقديم إيضاحات صحفية ردا على استفسارات إعلامية. عندما كنا في الصحف نرغب بجذب اهتمام القراء لتغطياتنا لكوارث أو أحداث طارئة في دول أخرى، نتوجه بسؤال للجهات المعنية في الحكومة عما إذا كان هناك أردنيون من بين المتضررين،…

اقرأ المزيد

عام 945م دخل البويهيون الفرس الشيعه الى بغداد عاصمة الدولة العربية الاسلامية بهدف تشييع مذهب الدولة العباسية التي كانت سنية في المذهب شيعية في السياسه . لكنهم سيطروا على الخلافة وجردوا الخليفة من كل سلطاته وتسلموا مقاليد الحكم . وبقوا يحكمون الدولة 110 سنوات الى ان سقطت دولتهم في العام 1055م .

في العام 1055م وبعد البويهيين مباشرة إحتل السلاجقة الاتراك السُنّة بغداد وكان الخليفة العباسي استنجد بهم ضد البويهيين . فحكموا الدولة وبقوا فيها كما فعل البويهيون من قبلهم ودام بقاؤهم نحو 200 سنه حتى سقوط بغداد بيد المغول عام 1258م .

الاتراك العثمانيون بعد ان جاوروا العرب في الاناضول احتلوا بلاد العرب (بعد عهود الفاطميين والايوبيين والمماليك) عام 1517 وظلوا فيها 400 سنه حتى هزمت دولتهم في العام 1914 .

بعد هزيمة بني عثمان عام 1914 ، احتفظت ايران التي كانت في نزاع دائم مع العثمانيين منذ العام 1514 ، احتفظت بالاهواز العربية التي كانت هدية بريطانيا اليها عام 1920 ، ثم احتلت عام 1971 ثلاث جزر من الامارات العربيه ، وافلتت منها البحرين باستفتاء رعته الامم المتحده عام1973 . وكان للحسين رحمه الله دور هام في اقناع شاه ايران باجراء الاستفتاء .

وبدورها تركيا بعد زوال الدولة العثمانية ضمت اليها لوائي اسكندرون وانطاكيا عام 1939 وكان ذلك هدية لها من بريطانيا وفرنسا لقاء وقوفها على الحياد في الحرب العالمية الثانيه . ولا تزال تحتله حتى اليوم .

آن لنا أن نستفيق . من يدخل بلادنا تحت اي حجة او شعار لا يخرج منها . ودولنا جاذبة للاطماع طالما انها فارغة لا تحمل مشروعاً قومياً ولا حتى وطنياً في اي من دولها المتبعثره

تركيا وايران تريد كل منهما ملء الفراغ العربي الماثل على حدودهما . فلا تغرنكم الشعارات الاسلاميه ، وسفن العودة الى غزه ، ولا شعارات الفزعة لفلسطين والقدس ، ولا هتافات ” الموت لامريكا ” .

هكذا هي حال الدول المالكة لمشروعها الوطني ، تمد نفوذها ، وتحدد مجالها الحيوي ، وتطمع في الفراغ المجاور لها ، وتسعى اليه خشية ان يملأه غيرها . تحركها اطماعها ومصالحها الخاصة فقط ولا شيىء غير ذلك . فتتحرك بمزاعمها وحججها لتحقيق تلك الاطماع والمصالح .

يثير الاسى ويبعث على الحزن ان حزبيين عرباً قوميين يرحبون اليوم بتدخل النظام الايراني في شؤون العرب ودولهم ، وحزبيين عرباً من تيار الاسلام السياسي يرحبون بتدخلات النظام التركي كذلك

اسناد الجوار العربي لا يكون بالهيمنة على الدول العربية وانما بالانفتاح عليها ومدّ جسور التعاون والتكامل معها وبناء التكتلات السياسية والاقتصادية والثقافية المشتركه .

أطماع جيران العرب عظة الحاضر من الماضي / د.عاكف الزعبي

أطماع جيران العرب عظة الحاضر من الماضي / د.عاكف الزعبي

عام 945م دخل البويهيون الفرس الشيعه الى بغداد عاصمة الدولة العربية الاسلامية بهدف تشييع مذهب الدولة العباسية التي كانت سنية في المذهب شيعية في السياسه . لكنهم سيطروا على الخلافة وجردوا الخليفة من كل سلطاته وتسلموا مقاليد الحكم . وبقوا يحكمون الدولة 110 سنوات الى ان سقطت دولتهم في العام 1055م . في العام 1055م وبعد البويهيين مباشرة إحتل السلاجقة الاتراك السُنّة بغداد وكان الخليفة العباسي استنجد بهم ضد البويهيين . فحكموا الدولة وبقوا فيها…

اقرأ المزيد
1 23 24 25 26 27 29