التكافل الإجتماعي في عيون عمال المياومة

التكافل الإجتماعي في عيون عمال المياومة

بقلم: أ.د. يونس مقدادي

شاهدنا كيف تأثر العالم بقطاعاته المختلفة بالظروف الصحية التي سادته ونحن جزءاً منه، وشاهدنا وقراءنا الكثير عن حجم الضرر المادي والمعنوي الذي لحق بتلك القطاعات ومنتسيبيها العاملين على حدٍ سواء، وسمعنا الكثير عن المعاناة التي بدأت تظهر في عيون وألسنة المتضررين من هذه الجائحة المشؤومة كما وصفت، بل زادت حدة التذمر والتشاؤم لديهم في ظل الحظر الذي تم بموجب قانون الدفاع والرامي إلى حماية وضمان سلامة المواطنين من أنتشار هذا الوباء، وفي الغالب كانت الفئة المتضررة هم من العاملين على نظام المياومة مما ترتب عليه فقدانهم لعملهم وأصبح الأمر أكثر سوءٍ معيشياً ونفسياً ولا يدري هؤلاء إلى متى ستبقى هذه الجائحة وتبعاتها وجلوسهم بالبيوت بإنتظار رحمة الله والعودة للعمل لتأمين متطلبات الحياة لأسرهم والعيش والكريم.

أن فئة عمال المياومة تبتهل إلى الله عز وجل بالدعاء لزوال هذه الغُمة والعودة للعمل بأقرب وقت لحاجتهم الماسة للعمل في مختلف القطاعات بإعتبار هذه الفئة الأكثر طلباً من وجهة نظر أصحاب العمل والمهن الحرة مقابل أجر متفق عليه يدفع بنظام المياومة.

وإنطلاقاً من مبادئ التكافل الإجتماعي والقيم الأنسانية والدينية وحب الوطن وتكريساً لمفهوم لحمة التراحم بين الناس وحب الخير وتقديم العون والمساعدة لتجاوز هذه الظروف الصعبة وأثارها المعيشية على المجتمع،  فقد شاهدنا أصحاب القلوب البيضاء التي بادرت وعلى الفور وعلى رأسهم سيد البلاد صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وولي عهده سمو الأمير الحسين بن عبدالله حفظهم الله وتوجيهات الحكومة وأصحاب الخير المتبرعين وهم كُثر في هذا البلد الطيب بالعمل وفوراً لسد إحتياجات هذه الفئة وغيرها، مما دفع الكثير منا  بتقديم المساعدة ولو بالقليل والسؤال عن أحوالهم سراً وعلانية تجسيداً للتكافل الإجتماعي بين الناس.

أن هذه التجربة في إدارة الأزمات والتي تفوقت بها الدولة الأردنية عن غيرها من الدول المتقدمة والغنية تتطلب منا التفكير جلياً بإنشاء صناديق خاصة ضمن مسميات معينة تعمل ضمن تشريعات وأليات وضوابط معينة تمكن شريحة عمال المياومة غير الخاضعين لقانون الضمان الإجتماعي أوغيره للأستفادة منها في الحالات الطارئة والأزمات والظروف القهرية. حمى الله الوطن وقيادته الحكيمة وشعبنا الطيب المعطاء من كل مكروه. خليكم بالبيت.