إنجاز وطني في ظروف صعبة

يتعمق في وطننا ويترسخ مبدأ ومفهوم اننا دولة قانون ومؤسسات، وينفذ بلدنا والحمد لله اجندته الوطنية بكل كفاءة واقتدار في الظروف الاستثنائية كما في الظروف العادية لانه يمتلك القدرة والإرادة على القيام بهذه المهام في ظل هذه المعطيات جاء الحرص والاصرار الملكي على اجراء الانتخابات النيابية في موعدها احتراما للدستور وانفاذا للاستحقاق الدستوري، رغم بروز دعوات ومطالبات بتاجيل الانتخابات بسبب تداعيات جائحة كورونا لأن جلالة الملك على ثقة تامة بوعى ابناء شعبه وقدرتهم على تلبية نداء وطنهم ،وفعلا انطلقت وتكاتفت كل الجهود الوطنية لانجاح هذا الهدف وقامت الهيئة المستقلة للانتخاب وباسناد ودعم لوجستي كامل من الحكومة بكافة اجهزتها، بتوجيهات ملكية سامية باتخاذ كافة الاجراءات اللازمة واخذ الاحتياطات الضرورية لاجراء الانتخابات بالمواءمة ما بين ممارسة الحق الانتخابي والحفاظ على صحة وسلامة المواطن واجريت الانتخابات وافرز الناخبون ممثليهم تحت قبة البرلمان للمجلس النيابي التاسع عشر ،وبدأ التغيير في المزاج العام واضحا من خلال وصول مئة نائب جديد الى قبة البرلمان ومن بينهم مجموعة من الفئة العمرية للشباب في مؤشر على ما يحظى به مجلس النواب من أهمية وضرورة أن يمارس دوره الدستوري في الرقابة والتشريع دون انقطاع وتعامل الاردنيون بكل حماس وروح إيجابية مع العملية الانتخابية وقدموا رسائل الى العالم تجسد قدرة الأردن على التعامل مع استحقاقاته بغض النظر عن الظروف السائدة، وعلى الرغم من اعلان العديد من الدول عن تاجيل الانتخابات فيها بسبب كورونا الا ان الاردن وبهمة قيادته وعزيمة ابنائه اراد ان يثبت قدرته على مواصلة عملية الاصلاح مهما كانت الظروف والمعوقات، وشاركت القوى السياسية والاجتماعية والمواطنون في رسم صورة مشرقة للاداء الوطني، حيث ظهر تعاون وتجاوب المواطنين مع كافة الاشتراطات التي فرضتها تداعيات جائحة كورونا في الحفاظ على صحتهم وسلامتهم، وعمل المواطنون والأجهزة الامنية ولجان الاقتراع والفرز والهيئات المشرفة على سير العملية الانتخابية بكل روح وطنية لانجاح هذا الاستحقاق الدستوري، اذاً انتخب الاردنيون ممثليهم في المجلس النيابي التاسع عشر لتنطلق من جديد ادوات الحوار بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، وتعود الحياة الى قبة البرلمان، لانه من الضروري ان يمارس مجلس النواب دوره الرقابي والتشريعي، و ان يتصدى لمواجهة التحديات التي تواجه الاردن ويحقق تطلعات وطموحات جلالة الملك والشعب الاردني.

(الرأي)

محمد الطراونة