أبناؤنا الطلبة .. أحسنوا الإختيار

باديء ذي بدء نبارك لابنائنا الطلبة الذين حققوا النجاح في الثانوية العامة ويتوجهوا الآن لاخيار التخصصات التي سوف يلتحقون فيها في مؤسسات التعليم العالي سواء المحلية او الخارجية ، ولكن عملية الاختيار هذه سيكون لها اثر وبالغ الاثر على حياة هذا الطالب في قادم الايام لا بل تكاد تكون مصيرية ، وعليه لابد من حسن الاختيار والتبصر والتأني في عملية الاختيار لكي يتم تجويد هذا القرار المفصلي في حياة الفرد لاحقاً كما اسلفنا لذا لا بد من العودة الى المواقع التي تعطي صورة واضحة وتفصيلية عن التخصصات المطلوبة في سوق العمل ووتلك التي تشهد ركود او تكدس او اشباع في اعداد الخريجين ويشهد الطلب عليها ركوداً سواء على المدى القصير او الطويل وهذه البيانات او المعلومات متوفرة بشكل احترافي على مواقع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وديوان الخدمة المدنية وغيرها . لذا نتمنى على ابنائنا الطلبة عدم الانسياق وراء المظاهر الاجتماعية التقليدية والتي غدت امراض متاصلة كامراض مجتمعية ندفع ثمنها في قادم الايام ،هناك الكثير من التخصصات التي جرت العادة ان ينظر اليها من قبل المجتمع انها تخصصات مميزة مثل الطب والهندسة بفروعها المتعددة وتخصصات اخرى لا مجال لذكرها غدت تشهد اشباع وركود كبير في سوق العمل المحلي وكذلك الاقليمي .وعليه ارى انه من الواجب علينا ان نتجنب الانقياد للمظاهر الاجتماعية والبحث عن التخصصات التي يطلبها سوق العمل الحالي المحلي لا بل والاقليمي والدولي لان فرص العمل اصبحت مفتوحة والتنافس على فرص العمل يكاد يكون دولي وبشكل خاص للمتميزين .كان لدينا منذ خمس سنوات (استراتيجية الموارد البشرية) وكما تطرق لها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله يوم امس بحضور صاحب السمو ولي العهد الامير حسين بن عبدالله في حديثه اثناء لقاء الامس مع رئيس الحكومة ووزير التعليم العالي وآخرين ووجوب المضي قدما في تنفيذها وهي التي تركز على موائمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل سواءمن حيث التخصصات التقنية او مستوى المهارات للخريجين ،واعلم جيدا ان اغلب مؤسسات التعليم العالي قد قامت باتوجه لا بل البدء بفتح تخصصات جديدة حسب متطلبات سوق العمل وتتناسب مع التوجهات الدولية وركزت على التخصصات التقنية لما لها من اهمية في قادم الايام ومتطلبات المراحل القادمة حيث الانفتاح والتنافس العالمي على فرص العمل وغدت اسواق العمل الدولية مفتوحة وتنافسية بغض النظر عن الجنس والعرق والجنسية …، ونتمنى عليها ان تستمر في هذا التوجه والذي يلتقي مع ما استهدفته استراتيجية الموارد البشرية 2016-2025 وايقاف التخصصات المشبعة والراكدة وان تنتهج سياسات واقعية وطموحة واستشرقية للمستقبل في استحداث التخصصات والبرامج لكي نستطيع ان ننافس بشكل قوي في الاسواق الاقليمية والدولية ،ومن الاهمية بمكان ان يقوم طلبتنا بالاختار العقلاني لا العاطفي لرسم مستقبلهم واختيارهم التخصص المناسب لسوق العمل وقدراتهم وان يبتعدوا عن محاكاة المظاهر الاجتماعية السلبية .

بقلم الدكتور  تيسير العفيشات