الجامعات الأردنية وجلد الذات / د. محمد بن طريف

الكل منا يعلم أن مؤسسات التعليم في الاردن تتمتع بجودة فقدتها الكثير من مثيلاتها في محيطنا الإقليمي ، ونعلم علم اليقين أن الرقابة عليها ممثلة بمؤسساتها الفذة تتميز بالمهارات التي أصبحت تصدرها لأصقاع الأرض سواء كانت بشرية أو تشريعية ، لا بل أصبحت الدول المحيطة تستنسخ التجربة الأردنية في المسيرة الأكاديمية وباتت تستقطب الكفاءات الأردنية لانجاح تجاربهم في هذا الصدد.

وبات التعليم العالي الأردني يفخر بأن رجال الدولة في مختلف الدول هم خريجو مؤسساته التعليمية ، ولا ادل على ذلك من زيارة وزير التعليم الماليزي لجامعة آل البيت التي تخرج منها .

وقد اثبت خريج الجامعات الأردنية في كافة مستويات التعليم الغالي مهارات وكفايات عز نظيرها ، وفي هذا نرى براءات الاختراع هنا والمشاريع الريادية هناك .

وعلى الصعيد المحلي فإن هذه الجامعات تزخر بالكفاءات الأكاديمية التي عز نظيرها ، وما ان تواجدت في قطر من الأقطار الا تركت بصمة وأثرا يشار اليه بالبنان .

أما ما يصدر من تقارير كاذبة خاطئة عن نوعية التعليم العالي الأردني فهذا يكاد ان يكون تجنيا لا مبرر له ولا يستند إلى شيء من الواقع والحقيقة .

ومع تأكيدنا على أن التعليم العالي تشوبه بعض المعوقات التي تسعى مؤسسات الرقابة والإشراف على التغلب عليها ، فان ذلك لا يبرر وصف المسيرة الأكاديمية باي حال من الأحوال بالتردي والهوان .

وكعاملين في المجال الأكاديمي ، من منا ينكر أن أي جامعة لا تستطيع أن تتجاوز معايير الاعتماد الخاص والعام وتحت طائلة المساءلة والعقوبة من هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها ، ومن منا ينكر أن هناك ترسانة من التشريعات التي تنظم عمل الجامعات فلا تستطيع أي ٌ منها الحياد عنها قيد أنملة ، ومن منا ينكر أن الرقابة الداخلية في الجامعات سواء كانت من الجامعة أو الكلية تتميز بالصرامة وتحت طائلة المساءلة متى حاد عنها المعني سواء مدرس أو طالب ، ومن منا ينكر أن كلياتنا الجامعية تزدحم بقوائم الحرمان إذا ما تغيب الطالب عن حضور محاضرات المساق .

وإذا ما طالعنا التقرير الصحفي لهيئة اعتماد موسسات التعليم العالي كل أسبوع من أسابيع الشهر يجد قرارات رفع الطاقة أو تخفيضها أو وقف القبول أو ما شابه ذلك من قرارات ، فأين التردي وهبوط المستوى ؟.

وفي ضوء ما تقدم ، لابد لنا ان نفخر بمؤسسات تعليمنا العالي العام منها والخاص ، ونفاخر بها في بقاع الأرض ، وإذا ما اعتمدت دولة أو حجبت الاعتماد عن جامعاتنا فهذا شأنها، وهذا لا يؤثر على عزمنا التقدم والحفاظ على مستوانا الذي نعتز ونفخر به