الجامعات الأردنية: مسيرة نهضة في عيد الاستقلال 75

الجامعات الأردنية: مسيرة نهضة  في عيد الاستقلال 75                    

بقلم: أ.د. يونس مقدادي – جامعة عمان العربية

لقد كانت البداية لمسيرة الجامعات الأردنية من بداية العقد السادس من القرن التاسع عشر،منذ تأسيس الجامعة الأردنية الأم ، والتي كانت حجر الأساس في بداية النهضة التعليمية على مستوى التعليم العالي في المملكة الأردنية الهاشمية ، والتي قام بتأسيسها المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال رحمه الله  والتي لاقت ترحيباً رسمياً ومجتمعي واسعاً لتكون الإنطلاقة لبناء منارات العلم والمعرفة نظراً للحاجة الماسة في تلك الفترة لهذه المؤسسات التعليمية العليا لرفد المجتمع بمؤسساته بالكفاءات المؤهلة والمدربة، والتي حملت بدورها مسيرة النهضة والتطور والازدهار حتى وصل عددها في ظل رعاية وحرص صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم  وتوجيهاته ودعمه الموصول  إلى التعليم بشقيه الأساسي والعالي بإعتباره  المفتاح الحقيقي لنهضة المجتمع بمكوناته والتي وصلت بما يقارب من (33) جامعة أردنية حكومية وخاصة منتشرة في جميع أنحاء محافظات المملكة لخدمة أبناءها والطلبة الوافدين بإعتبار الجامعات المصانع الحقيقية لبناء الفكر وإكتساب المعرفة وفي مختلف الإختصاصات العلمية والإنسانية والأدبية ومن مختلف الدرجات العلمية نحو تحقيق التنمية المستدامة وفقاً لتطلعات الدولة الأردنية الحديثة.

أنه لمن دواعي الفخر والإعتزاز الموصول بجامعاتنا الأردنية لما حققته من إنجازات عظيمة خلال مسيرتها التعلمية والتعليمية عبر العقود الماضية والتي مازالت تسعى بكل إمكانياتها وتوجهاتها على أن تحافظ  على إستمرارية هذه المسيرة الرائعة  والتي شكلت موقعاً متميزاً بين مثيلاتها من حيث المكانة والسمعة الأكاديمية على المستوى المحلي والمنطقة العربية والدولية والدليل القاطع على ذلك التحاق الألاف الطلبة من مختلف الدول العربية والاسلامية والصديقة بجامعاتنا لما تتمتع به من سمعة وتميز في مخرجاتها التعليمية ناهيك عن مكانة المملكة الأردنية الهاشمية بقيادتها الهاشمية الحكيمة عربياً وعالمياً.

إن مجمل ما تحقق من إنجازات أكاديمية وعلمية خلال مسيرة نهضة جامعاتنا الأردنية والتي أكدت على أننا قد أصبحنا على مسافة ليست ببعيدة من الجامعات العالمية وهذا كله بفضل الوعي والحرص ومنذ عقودٍ مضت حتى وقتنا الحاضر من قيادة الدولة الأردنية والجهات الرسمية المختصة ممثلة بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي وإدارات الجامعات الأردنية السابقة والحالية في توجيه طاقاتها وإمكانياتها نحو التميز والتطلع نحو المزيد من العطاء والإنجاز النوعي المتميز لتبقى في مصاف الجامعات الأقليمية والعالمية الرائدة من حيث التطور النوعي على الرغم من العديد من التحديات ومحدودية الإمكانيات ولكن تفاؤلنا الإيجابي سيقود جامعاتنا إلى تجاوز هذه التحديات بالحكمة والعزيمة والنظرة المستقبلية الثاقبة.

إن ما يزيد جامعاتنا  إصراراً على المزيد من الجهود والعطاء نحو التطور والتسابق النوعي فهو تأكيداً لحرص الجميع على أن نرى أردننا دائماً في مقدمة الدول في مجال التعليم الجامعي العالي بإعتبار الجامعات مصانع للنهضة ومنارات للعلم والمعرفة ، وهذا ما تسعى له الدولة الأردنية منذ تأسيسها حتى وقتنا الحاضر.

ونحن في هذه الأيام نحتفل بمناسبة عزيزة على قلوب الأردنيين بيوم وعيد الاستقلال الخامس والسبعون للمملكة الأردنية الهاشمية والذي نفاخر بها الدنيا ومن مختلف المواقع ومنها الجامعات الأردنية بإداراتها وبكوادرها وطلبتها ، وبهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا ليسعنا أن نرفع لقائد مسيرة النهضة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم حفظه الله ورعاه وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير الحسين بن عبدالله المعظم والشعب الأردني الكريم التحية والمباركة بهذه المناسبة الوطنية سائلين المولى عز وجل بإن يحفظ وطننا شامخاً  بقيادته وشعبه ومؤسساته وكل عام وأنتم والوطن بألف خير ومعكم وبكم ستستمر المسيرة نحو المزيد من العطاء والبناء والشموخ بإذن الله.