عندما تم تبني الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية 2016- 2025، والتي اطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله في مجمع الملك حسين للاعمال قام قطاع التعليم باعداد الخطة التفصيلية السنوية للخطّة التنفيذية لقطاع التعليم وقد تشرفت ان اكون رئيس فريق اعداد هذه الخطة انذاك عندما كنت اعمل في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكان الجزء الااكبر لقطاع التعليم العام (الاساسي و الثانوي) – وزارة التربية والتعليم لتنفيذ الهدف الاستراتيجي الاول ( إتاحة الفرص – ضمان توفير المدارس للبيئة التعليمية المحفزة، وتحديث البنية التحتية وتخصيص الموارد بشكل استراتيجي بما يتوافق مع حجم الطلب على التعليم )وكان قد تم اقرارها وتبنيها من قبل مجلس الوزراء في عهد حكومة دولة الدكتور هاني الملقي وورد ضمن الخطة فيما يخص الابنية المدرسية لمواجهة الطلب في السنوات القادمة وتطوير لهذا القطاع الاساسي والهام (إلغاء الحاجة إلى وجود المدارس التي تعمل بفترتين بكلفة 360مليون دينار والتخلص من الحاجة إلى المدارس المستأجرة بكلفة 180 مليون دينار،والتخلص من الحاجة إلى المدارس الصغيرة منخفضة الجودة والفعالية بكلفة 14.5 مليون دينار اي ما مجمزعه (555) مليون دينار، وكل ذلك من اجل مواجهة الطلب المتزايد الناجم عن ارتفاع معدل النمو السكاني للمواطنين وزيادة اعداداللاجئين على الاراضي الاردنية ولم نحسب ايضا في تلك الايام الحالة التي مر بها العالم وهي جائحة كورونا ونقص مخصصات الصيانة وبناء المدارس الجديدة.واذكر في تلك الفترة ان تطوير قطاع التعليم العام والعالي والتقني والمهني تطلب حوالي 3.5 مليار دينار يتم تنفيذه على مدار عشر سنوات من 2016-2025 ولآن لا نعلم عن الاستراتيجية الوطنية وكذلك الخطة التفصيلية هل ما زال العمل قائم بها ام انها قد وضعت كحال غيرها على الرف لعدم توفر المخصصات كتبرير ونسينا ان نقول فالنبدأ ولو باليسير خير من ان نتوقف لان العالم يتقدم ولا مجال للانتظار لحين تحسن الظروف .
والآن و قد غدت الظروف المادية للدولة اصعب بكثير لما لا ننافش الفكرة التالية :كل يوم ندخل الى المساجد والتي يتجاوز عددها اعداد المدارس بكثير و المساجد في الاحياء لاتبعد عن بعضها البعض مئات الامتار لا اكثر لا بل قد تجد في الحي الواحد مسجدين او ثلاث انا لست ضد بناء المساجد لا بل انا مع بناء المساجد ولكن هذه المساجد تريد من يعمٌرها لا ان تبنى وتهجر بحيث انك تدخل على المسجد في صلاة الظهر او العصر تجد ان عدد المصلين لا يتجاوزون اصابع اليد اذن لماذا لا نتجه الى بناء المدارس وتكون وقف تعليمي تحمل اسم المتبرع في بنائها يبناها وهي لاشك صدقة جارية فان أغلب المدارس التي بنيت في الدولة الاسلامية كان يقوم ببنائها اشخاص او قادة ولم واستمرت هذه المدارس الى يومنا هذا وكان قبل عامين او ثلاث معالي المرحوم الدكتور محمد حمدان قد قام ببناء مدرسة وتقديمها الى وزارة التربية وكذلك الدكتور الحسبان وكذالك الحال هناك امثلة كثيرة عن اشخاص محسنين ووطنين قد قاموا ببناء المنشآت الصحية والمشاريع المجتمعية والتي كان لها دور كبير في تطوير البنية التحتية في العديد من الدول ، اذن لماذا لا نتبنى ذلك كمشروع وطني لبناء الوقف المدرسي كمدارس في المناطق التي تحتاج الى ذلك وحيث ان المدرسة هي الاساس في بناء الاجيال والمجتمعات وهي التي تضمن تقديم اجيال ذات جودة عالية الى المجتمعات وهي التي تقوم على التربية والتعليم ايضا لهذه الاجبال فهل هناك قضية مجتمعية اهم من ذلك ،ولتكون فرصة في هذا العام وقد اقتصراداء فريضة الحج على المقيمين في المملكة العربية السعودية لماذا لا يتم توجيه الراغبين في الحج لتجميع هذه المبالغ وبناء بعض المدارس في المناطق الاكثر حاجة والحاحاً كصدقة جارية ولها ما لها من الاجر لصاحبها وان تقوم وزارة التربية التعليم ووزارة الاوقاف من قبل الوزيرين والذين اعرف عنهم الاخلاص والتفاني في خدمة الوطن وتبني المشاريع والافكار الابداعية والتطويرية وفلسفة التغيير نحو الافضل وان يقوما بتبني مشروع تثقيفي في هذا الاتجاه والذي قد يكون نواة لانشاء مؤسسة تهتم بتسويق الافكار الخلاقة الى المجتمع ،واعتقد ان معاليهما هما الاقدر على انشاء برنامج من خلال وزارتهما يعمل في هذا الاتجاه .
بقلم الدكتور تيسير العفيشات