تعرّض مجموعة من طلبة المدارس لحادث أليم كنتيجة لسيول جارفة في منطقة البحر الميت ما خلّف 18 شهيداً و 37 جريحاً، وهذه فعلاً كارثة لا بل فاجعة وطنية يجب أن لا تمر دون محاسبة كل مقصّر وإيقاع أقسى العقوبات بحقّهم، فهذا النوع من المغامرات غير المحسوبة والتي تؤدي للقضاء على حياة طلبة بعمر الورد يجب أن يُوقف مسلسلها في كل القطاعات من خلال تطبيق القانون والإلتزام بالأنظمة والتعليمات دون مواربة:
1. عزاؤنا للوطن بإستشهاد هذه الثلة من مواكب الشهداء الشباب، وعزاؤنا للأهل الأعزاء والذين نشاطرهم المصاب، فالرحمة لأرواح شهداء الرحلات غير الملتزمة بالتعليمات، وأمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل.
2. المصيبة وقعت كنتيجة لتغيير مسار رحلة الطلبة من الأزرق للبحر الميت –وإن كان يدخل في ذلك مسألة القضاء والقدر-، وفي ذلك مخالفة صريحة من منظمي الرحلة بالمدرسة وإدارتها ومشرفي الرحلة، بالرغم من كل التحذيرات برداءة الأحوال الجوية في منطقة البحر الميت في أول شتوة في هذا الموسم!
3. موافقة وزارة التربية والتعليم من خلال مديرية التربية على الرحلة كانت مشروطة بتطبيق تعليمات الرحلات المدرسية بعدم الإقتراب من السيول والمناطق الخطرة، إلّا أن هنالك مخالفات صريحة بعدم الإلتزام من قبل منظمي ومشرفي الرحلة ليحدث ما كان.
4. هنالك مسؤوليات قانونية وأخلاقية وأدبية ومهنية وإدارية كتبعات لهذه الحادثة، ويجب أن لا تمر مرور الكرام، فسيادة القانون هي الفيصل في المساءلة لكل جهة بدءاً من مانحي الترخيص للرحلة ومنظميها ومشرفيها ومروراً بالمسؤولين عن مشاكل البنى التحتية في المنطقة وإنهيار المنشآت والجدران الإستنادية والمنشآت الترابية وغيرها ووصولاً لكل شخص مسؤول ساهم في هذه الفاجعة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.
5. هنالك دروس مستفادة من هذه الكارثة لمحاسبة كل مقصّر وفق القوانين المرعية، وضرورة أن يتم فتح تحقيق موسّع ليشمل كل الأطراف ومساءلتهم، وضرورة تطبيق التعليمات والأنظمة والقوانين بحذافيرها دون لف أو دوران! فمطلوب فوراً محاسبة كل مقصّر.
6. جهود كبيرة ومضنية وتشاركية وفزعة وطن مشكورة وفي ميزان وطنيتهم بذلتها الأجهزة المعنية وبمتابعة مباشرة من جلالة الملك وزيارة ميدانية من قبل دولة رئيس الوزراء، وهذه الأجهزة تحديداً في القوات المسلحة والدفاع المدني والدرك والأمن العام وسلاح الجو والأجهزة الأمنية ووزارات الداخلية والصحة والبلديات والأشغال العامة والمركز الوطني للأزمات وشركة البوتاس ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون وبترا والأرصاد الجوية، إذ شارك ما يقارب من ألفي مشارك بعمليات الإنقاذ والإسعاف والطوارىء وغيرها.
بصراحة: خسرنا شباباً بعمر الورد هم مستقبل هذا الوطن، ونواسي آباءهم المكلومين وأمهاتهم الثكالى، وندعو بالشفاء للمصابين، لكننا نتطلع لتكون هذه الحادثة الأليمة درساً لكل المقصّرين من خلال إيقاع أقسى العقوبات وتطبيق القانون عليهم، فلقد حان الوقت ليحاسب المقصرون ويكافأ المخلصون.
صباح الوطن الجميل