د. رامي إبراهيم الشقران
في ضوء ما تشهده جامعة عمان العربية من حراكات تطويرية شاملة وعميقة في شتى المجالات البحثية والتدريسية والمجتمعية، وسعيًا منها لمواصلة مسيرة العمل الجاد لتحقيق أهدافها ورؤيتها ورسالتها المستقبلية، لتكون رائدة في برامجها وأنشطتها المختلفة، والمنسجمة مع رؤية جلالة الملك عبداالله الثاني في تطوير مخرجات التعليم التي خطها جلالته في ورقته النقاشية السابعة؛ تتضاعف الجهود لدى رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور ماهر سليم ويُسابق الزمن وعلى مدى الأسابيع الماضية ليضع طلبته في مواجهات قل نظيرها مع وعدد من أعلام وأعمدة الفكر والتشريع والسياسة والاقتصاد والطب الشرعي في الأردن، ليكون الطلبة وجهاً لوجه وعلى طبق من ذهب أمام تجارب وتطبيقات حياتية تستحق الـتأمل والتحليل لتكون جنباً إلى جنب مع النظرية المخطوطة في مناهجهم الدراسية؛ لتُعطي تلك المناظرات المتتالية والتي تنفرد بها الجامعة؛ صورة مثالية عن مستقبل التعليم العالي الأردني ليكون أكثر من مجرد مساحة محددة للتدريس العلمي، بل يتخطاها بأميال ليجد مكاناً واضحاً تحت الشمس للإبداع الفكري والحوار الهادف وتبادل الرأي مع اهل المشورة، بحيث تجتهد في نقل المجتمع الخارجي المتخصص إلى داخل أروقة وجنبات الجامعة، وهذا ما يُعتبر نقطة تحول نوعي وحاسم لكيفية تنفيذ السّياسات التعليمية في الجامعات الأردنية.
إن ما يقوم به رئيس الجامعة من توجيه وحث للطلبة على ضرورة تأسيس شركات ريادية غير ربحية بالتعاون مع الجامعة، يُعتبر أمراً غير اعتيادي بالمطلق في مسيرة الطلبة والجامعة على حد سواء، بحيث يتم احتضان أفكارهم الابداعية ونقلها مباشرة إلى سوق العمل والمنافسة الجادة، كما ويُعبر عن التطلعات المستقبلية لجلالة الملك عبداالله الثاني حول التعليم عندما أوضح جلالته: «إننا نريد أن نرى جامعاتنا مصانع للعقول المفكرة، والأيدي العاملة الماهرة، والطاقات المنتجة. لا تخرِّج طلابها إلا وقد تزودوا بكل ما يعينهم على استقبال الحياة، ومواجهة ما فيها من تحديات“. إن استمرار إدارة الجامعة بهذا النهج في استقطاب أصحاب الرأي والمتخصصين لتقديم عصارة خبراتهم، ومحاورة الطلبة وسماع أفكارهم، سينعكس ايجاباً على أداء الطلبة في المراحل التعليمية والحياتية اللاحقة، وسيُغير دور الجامعة من مجرد التواجد في مساحة صفية وفكرية ضيقة، إلى مجتمع واسع متفاعل يقود عمليات الفكر والنقد البناء والحوار حول مختلف القضايا المطروحة للقاش.
لقد أدركت جامعة عمان العربية أن قطار المتغيرات العالمية لا ينتظر أحد اطلاقاً، لذلك أوجدت لنفسها هامشاً واسعاً للحركة في مختلف الاتجاهات، فأخذت على عاتقها الانفتاح المدروس على المجتمع الخارجي وربط نظامها التعليمي مع الحاجات والقضايا الملحة لنظام التعليم الاردني، مما عزز من أسهامها النوعي في إعادة النظر في وظائف الجامعة التقليدية لتكون في طليعة الجامعات المساهمة في ربط النظرية مع الخبرات الميدانية من خلال احتكاك الطلبة مباشرة مع أصحاب الاختصاص. قد يكون جدول الندوات والمناظرات لإدارة العلاقات العامة -صاحبة الريادة في الجامعة- مزدحماً دائماً، ومع أن الزحام يعيق الحركة، لكن زحام جامعة عمان العربية له نكهة خاصة ومميزة.
كلية العلوم التربوية والنفسية/جامعة عمان العربية