أرشح الكتب التالية كأفضل عشرة كتب صدرت باللغة العربية في عام 2018، وجميعها مترجمة؛ عصر الفراغ: الفردانية المعاصرة وتحولات ما بعد الحداثة، تأليف جيل ليبوفتسكي، وترجمة حافظ إدوخراز، وكتاب الدولة ذات السيادة ومنافسوها، تحليل لتغير الأنظمة، تأليف هندريك سبروت، وترجمة خالد بن مهدي، وكتاب اللاأمكنة، مدخل إلى أنثروبولوجيا الحداثة المفرطة، تأليف: مارك أوجيه، ترجمة ميساء السيوفي، وكتاب عوالم من الموسيقى، مقدمة إلى موسيقى الشعوب، تأليف جيف تود تيتون، ترجمة حسام الدين زكريا، وكتاب شبكات الغضب والأمل، الحركات الاجتماعية عبر الانترنت، تأليف مانويل كاستلز، وكتاب مائة قصيدة من الشعر الصيني، ترجمة هاشم شفيق، وكتاب حياة العقل: التفكير، تأليف حنّه آرنت. وترجمة نادرة السنوسي، وكتابها الآخر حياة العقل: الإرادة، ورواية “خزي”؛ تأليف: ج. كويتزي. ترجمة أسامة منزلجي. وكتاب الشريعة، النظرية والممارسة والتحولات، تأليف: وائل حلاق، وترجمة كيان يحيى.
ربما تكون الكتب الأكثر حضورا اليوم هي التي تشغلها عمليات المراجعة للحالة السائدة أو التي تحاول أن تتصور المرحلة القادمة، وفي ذلك فقد اخترت كتبا كثيرة في هذا المجال، وبعضها كتب قديمة لكنها تستحضر من جديد على نحو خاص لفهم ومراجعة الحالة والنظريات والفلسفات السياسية، هكذا فإن الدولة من الموضوعات التي تبحث اليوم كثيرا، فالدولة الحديثة المركزية هي نتاج التقدم العلمي الصناعي منذ القرن السابع عشر، وبعضها وإن كان تطورا للدول المدينية أو تفكيكا للإمبراطوريات فإنها تمثل أيضا عملية استيعاب للثورة الصناعية، وبطبيعة الحال فإن الشبكية أو الثورة الصناعية الرابعة تعيد بناء مفاهيم وقيم سياسية واجتماعية جديدة تتأثر بها الدول والمجتمعات، ما مفهوم السيادة على سبيل المثال وما تطبيقاتها في ظل الشبكية التي تتجاوز الحدود والقوانين والمؤسسات السيادية؟ وقد اخترت كتابيّ الدولة ذات السيادة ومنافسوها، تأليف هندريك سبورت، وكتاب الشريعة، النظرية والممارسة والتحولات؛ تأليف وائل حلاق؛ باعتبار ان قضيتي الدولة وتطبيق الشريعة تتعرضان لإعادة فهم وصياغة تستجيب لطبيعة التحولات التي تتشكل.
واخترت ثلاثة كتب تناقش المفاهيم والتشكلات الجديدة، مثل الفردانية والشبكية والمكان، وهي عصر الفراغ: الفردانية المعاصرة وتحولات ما بعد الحداثة، تأليف جيل ليبوفتسكي وكتاب اللا أمكنة، مدخل إلى أنثروبولوجيا الحداثة المفرطة، تأليف: مارك أوجيه، وكتاب شبكات الغضب والأمل، الحركات الاجتماعية عبر الانترنت، مانويل كاستلز؛ إذ تصعد الفردانية اليوم كفضيلة للعصر بعدما كانت ضريبة في عصر الصناعة، وتحلّ الجماعات الشبكية مكان الجماعات والتشكلات الصلبة، ولم أعد أجرؤ على وصفها بالواقعية ولا الجماعات الشبكية بالافتراضية، فالشبكية تتحول الى واقع فعلي وملموس. وأصبح للمكان مفهوم ومعنى جديد مستمد من فرص الشبكية، ويكون أيضا لــ ” لا مكان” معنى جديد مختلف، فلا ينطبق المفهوم على الشبكة لأنها تتحول إلى مكان، وربما يكون الواقع هو الشبكة وما ليس شبكيا فهو افتراضي او غير موجود، ويكون المكان شبكيا؛ وما ليس شبكيا فقد يكون “لا مكان”، وصار من فضول القول إن ما ليس موجودا في غوغل ليس موجودا بالفعل، والمكان الذي لا يدرج في خرائط غوغل ليس موجودا!
وفي صعود الصين يصعد الأدب الصيني والجمال الصيني والثقافة الصينية، وفي الحالة الانتقالية التي نعيشها حيث تنحسر مرحلة وتتشكل أخرى جديدة ليست واضحة بعد تصعد بطبيعة الحال الفلسفة والرواية والموسيقى؛ هكذا نستعيد حنا ارنت (العقل والتفكير والإرادة) ونلجأ أيضا الى الرواية والموسيقى لمساعدتنا في الفهم أو الاحتماء من المخاطر الجديدة، فاخترت رواية الحائز على جائزة نوبل ج. كويتزي بعنوان “خزي” وكتاب عوالم من الموسيقى والمكون من ثلاثة أجزاء، وهو في الأصل كتاب جامعي لكنه يتداول أيضا كتابا ثقافيا أو في منظومة الفكر المتخصص للمثقف العام.