عام 945م دخل البويهيون الفرس الشيعه الى بغداد عاصمة الدولة العربية الاسلامية بهدف تشييع مذهب الدولة العباسية التي كانت سنية في المذهب شيعية في السياسه . لكنهم سيطروا على الخلافة وجردوا الخليفة من كل سلطاته وتسلموا مقاليد الحكم . وبقوا يحكمون الدولة 110 سنوات الى ان سقطت دولتهم في العام 1055م .
في العام 1055م وبعد البويهيين مباشرة إحتل السلاجقة الاتراك السُنّة بغداد وكان الخليفة العباسي استنجد بهم ضد البويهيين . فحكموا الدولة وبقوا فيها كما فعل البويهيون من قبلهم ودام بقاؤهم نحو 200 سنه حتى سقوط بغداد بيد المغول عام 1258م .
الاتراك العثمانيون بعد ان جاوروا العرب في الاناضول احتلوا بلاد العرب (بعد عهود الفاطميين والايوبيين والمماليك) عام 1517 وظلوا فيها 400 سنه حتى هزمت دولتهم في العام 1914 .
بعد هزيمة بني عثمان عام 1914 ، احتفظت ايران التي كانت في نزاع دائم مع العثمانيين منذ العام 1514 ، احتفظت بالاهواز العربية التي كانت هدية بريطانيا اليها عام 1920 ، ثم احتلت عام 1971 ثلاث جزر من الامارات العربيه ، وافلتت منها البحرين باستفتاء رعته الامم المتحده عام1973 . وكان للحسين رحمه الله دور هام في اقناع شاه ايران باجراء الاستفتاء .
وبدورها تركيا بعد زوال الدولة العثمانية ضمت اليها لوائي اسكندرون وانطاكيا عام 1939 وكان ذلك هدية لها من بريطانيا وفرنسا لقاء وقوفها على الحياد في الحرب العالمية الثانيه . ولا تزال تحتله حتى اليوم .
آن لنا أن نستفيق . من يدخل بلادنا تحت اي حجة او شعار لا يخرج منها . ودولنا جاذبة للاطماع طالما انها فارغة لا تحمل مشروعاً قومياً ولا حتى وطنياً في اي من دولها المتبعثره .
تركيا وايران تريد كل منهما ملء الفراغ العربي الماثل على حدودهما . فلا تغرنكم الشعارات الاسلاميه ، وسفن العودة الى غزه ، ولا شعارات الفزعة لفلسطين والقدس ، ولا هتافات ” الموت لامريكا ” .
هكذا هي حال الدول المالكة لمشروعها الوطني ، تمد نفوذها ، وتحدد مجالها الحيوي ، وتطمع في الفراغ المجاور لها ، وتسعى اليه خشية ان يملأه غيرها . تحركها اطماعها ومصالحها الخاصة فقط ولا شيىء غير ذلك . فتتحرك بمزاعمها وحججها لتحقيق تلك الاطماع والمصالح .
يثير الاسى ويبعث على الحزن ان حزبيين عرباً قوميين يرحبون اليوم بتدخل النظام الايراني في شؤون العرب ودولهم ، وحزبيين عرباً من تيار الاسلام السياسي يرحبون بتدخلات النظام التركي كذلك .
اسناد الجوار العربي لا يكون بالهيمنة على الدول العربية وانما بالانفتاح عليها ومدّ جسور التعاون والتكامل معها وبناء التكتلات السياسية والاقتصادية والثقافية المشتركه .