الرزاز يطلق الدفعة الثانية من برنامج خدمة وطن

أطلق رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز اليوم الثلاثاء، الدفعة الثانية من برنامج “خدمة وطن” الذي يشكل واحدا من المشاريع المهمة التي تتضمنها اولويات عمل الحكومة “الميثاق الوطني للتشغيل”.
ويهدف برنامج “خدمة وطن” الذي رفعت طاقته الاستيعابية وأعادت تصميمه وزارة العمل بحيث أصبح برنامجا ينتهي بالتشغيل الحتمي إلى تدريب وتأهيل الشباب الأردني لرفد الاقتصاد الوطني بالكوادر الشابة المؤهلة مهنيا وتقنيا لدخولها إلى سوق العمل ضمن القطاعات المستهدفة.
وتشمل الدفعة الثانية 6000 متدرب/ متدربة تم قبولهم من اصل 15000 متقدم، وتم مناصفة العدد بين الذكور والإناث اللاتي لا يتطلب منهن البرنامج تدريبا عسكريا، كما تم التركيز على المحافظات والتي كان نصيبها 75 بالمئة من العدد الإجمالي للملتحقين. وستلتحق الإناث ( 3000 متدربة) مع الذكور، بالتدريب بالمسارين التقني والمهني مطلع شباط المقبل، بالإضافة الى الذين اكملوا مرحلة التدريب العسكري من الذكور.
وكان توزيع المستفيدين المقبولين حسب إقامة المتقدمين، 24 بالمئة من العاصمة، و76 بالمئة من باقي محافظات المملكة. وسيخضع الذكور والإناث لتدريب وفق المسارين التقني والمهني بمجالات، الإشراف الهندسي، وبرامج العمارة المتقدمة، وإدارة المستشفيات والسجلات، وتكنولوجيا المعلومات، والطاقة المتجددة، والهندسة والتصنيع، والبرمجة المتقدمة، والتصنيع المحوسب، وإنتاج الوسائط المتعددة، واللحام وتشكيل المعادن، والديكور والنجارة المحوسبة، ومساعد طبيب أسنان، وصيانة المركبات الهجينة، وخدمة العملاء، ومبيعات التجزئة، والتكييف والتبريد، وتمديدات كهربائية ولوحات تحكم، وإدارة فنادق، والأدلاء السياحيين، وإدارة الفنادق والمطاعم، وفني خطوط إنتاج، والسياحة والفندقة، وأساسيات مهارات الضيافة، والخياطة، وتربة وتسميد (زراعة خضراوات)، وتدريج خضار وفواكه (تصنيف)، وصيانة المضخات الزراعية، وزراعة وتربية أشجار النخيل. وقال رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز خلال اطلاقه برنامج خدمة وطن في الكلية العسكرية بالزرقاء، بحضور وزيرالدولة لشؤون رئاسة الوزراء سامي الداوود ، و وزير العمل نضال البطاينة ، و وزير الشباب فارس بريزات، و رئيس هيئة الاركان المشتركة اللواء الركن الطيار يوسف الحنيطي، ومحافظ الزرقاء وعدد من المسؤولين وممثلي القطاع الخاص، “انه يتأمل ونحن نستهل عامنا هذا ان ننفذ توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بأن يكون عام 2020 هو عام لتشغيل الشباب وبداية موفقة لتخفيض نسب ومعدلات البطالة. واضاف “اننا نتشرف جميعا ان نكون اليوم في ميادين العز والشرف التابعة للقوات المسلحة الأردنية، مصنع الرجال الرجال، لنطلق من هنا الدفعة الثانية لبرنامج خدمة وطن”، لافتا إلى أن جلالة الملك يتابع باهتمام وبشكل مباشر مجريات البرنامج للتوسع به ولتحقيق اهدافه في التقليل من البطالة. وخاطب الرزاز الشباب الذين انخرطوا في البرنامج قائلا “اختياركم الالتحاق في البرنامج هو الاختيار الصحيح، ويدل على استشرافكم المستقبل بشكل حقيقي وكسبتم الوقت بعدم الاصطفاف على طابور الانتظار للوظيفة الحكومية الذي يأخذ سنوات طويلة في ظل القدرة الاستيعابية للقطاع العام ووجود العديد من التخصصات الراكدة، وبإذن الله ومشيئته ستلتحقون بالعمل مباشرة بعد الانتهاء من التدريب”.
واضاف “انتم شكّلتم مستقبلكم، وانتم اخترتم الطريق الصحيح في التعبير عن بطالتكم وتعطلكم بالتوجه مباشرة للانخراط بسوق العمل”.
وقال مخاطبا المشاركين في البرنامج “هناك فرق كبير بينكم وبين زملائكم الذين لم يعززوا شهاداتهم العلمية والنظرية بخبرات عملية ويكون هذا ملاحظا عند المنافسة على فرص العمل”.
وبين أن البرنامج الذي تنفذه وزارة العمل بالتعاون مع القوات المسلحة الأردنية وعدد من مزودي التدريب المهني والتقني، يهدف إلى تدريب وتأهيل الشباب الأردني لرفد الاقتصاد الوطني بالكوادر الشابة المؤهلة مهنيا وتقنيا لدخولها إلى سوق العمل ضمن القطاعات المستهدفة. واكد أن برنامج خدمة وطن يجسد العلاقة المتكاملة بين القطاعين العام والخاص ويؤسس لمزيد من التعاون المثمر بين الجانبين في مجال تنمية الموارد البشرية وتحمل المسؤوليات في مجال تشغيل الشباب.
وفي نهاية كلمته تمنى رئيس الوزراء للشباب دوام النجاح والفلاح، متقدما بالشكر لقواتنا المسلحة الاردنية والأجهزة الامنية وكل الشركاء في القطاع الخاص سواء مزودي تدريب أو مشغلين. 

من جهته قال وزير العمل/ رئيس اللجنة التنفيذية لبرنامج “خدمة وطن” نضال البطاينة، “اننا نتشرف اليوم بالتواجد في أحد الميادين العسكرية التابعة للقوات المسلحة الاردنية/ درع الوطن وسياج الأمة التي شهدت بسواعد الرجال الرجال خلال عقود مضت تخريج آلاف الشباب الأردني، وهم فخورون بارتداء الزي العسكري، ومزينون بشعار الجيش العربي على جباههم السمراء، بلونه الذهبي ومعانيه السامية الذي يستمد منه العزم والعمل والاحتراف والتميز. 
واكد البطاينة ان ما تميزت به الدفعة الثانية من برنامج “خدمة وطن” إجراء تغييرات جوهرية على أهدافه ليكون منتهيا بإتاحة فرص عمل، جاذبا لكل من يبحث عن فرصة عمل لائقة لمن أنهى تعليمه المدرسي أو الجامعي، من خلال توقيع اتفاقيات التدريب والتشغيل مع المشغلين في القطاعات الاقتصادية ذات الأولوية وفقا لاحتياجات سوق العمل. 
واضاف ان برنامج “خدمة وطن” له أهداف سامية، ويأتي ضمن المحاور الرئيسة للميثاق الوطني للتشغيل الذي أعدته الحكومة بالتشاركية بين القطاعين العام والخاص بهدف تمكين الشباب الأردني وإطلاق طاقاتهم بما ينسجم مع رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني في تحقيق مشروع نهضة شامل، ووضع حلول للتخفيف من مشكلة البطالة، والعمل على تنمية الموارد البشرية ورفع كفايتها فنيا ومهنيا بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل وتحقيق التغيير المنشود. 
واضاف انه البرنامج جاء وفق فلسفة لتحقيق المعادلة بين متطلبات السوق ومتطلبات الشباب، فالسوق يحتاج الى توفر العامل بشكل دائم بعد توفير التدريب حسب حاجة السوق، للوصول إلى جودة الإنتاج التي ترتكز على التزام وجدية العامل، بينما الشباب يحتاج إلى عدالة في الأجور، وتوفر الخدمات اللوجستية، وفرص عمل وبيئة عمل مناسبة. 
واكد وزير العمل ان هناك توجيها ملكيا للاهتمام بفرسان التغيير لبناء الاردن الحديث، ما دفعنا لاجراء تعديل جذري على البرنامج لتحقيق الرؤى الملكية والاستثمار في الشباب الاردني، من خلال تطوير البرنامج ومضامينه لإعداد الشباب بمستوى عال من الجدية والانضباطية والحرفية المهنية والتقنية. 
وقال: إن مرحلة التدريب العسكري التي تستمر شهرا كاملا، ومن شروطها المبيت بمعسكرات القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، خمسة ايام في الاسبوع وسيتلقى الشباب خلال الفترة هذه تدريباً متنوعا، يشمل اللياقة البدنية وصقل المهارات وتنمية الحس الوطني والانضباط ومحاضرات متنوعة في التوجيه المعنوي.
كما سيتلقى المشاركون في هذا البرنامج بعد الانتهاء من التدريب العسكري، تدريباً على مهارات حياتية ووظيفية ومهنية وتقنية ضمن برامج مبنية على الحاجة الفعلية لسوق العمل، بحيث تكون مدة التدريب 5 أشهر، ثلاثة منها لدى مزودي التدريب المهني والتقني، وباقي المدة كتدريب عملي في مواقع العمل عند مشغليهم المستقبليين. 
واكد أن جميع المقبولين في برنامج “خدمة وطن” الذين سيستكملون مراحل التدريب في البرنامج سيحصلون على فرصة عمل في نهاية البرنامج. 
ووجه وزير العمل رسالة شكر وتقدير لرئيس الوزراء بصفته رئيسا للجنة التوجيهية العليا لبرنامج خدمة وطن، ولدعمه المتواصل والكبير، وللجان التحضيرية والتنفيذية المشرفة على البرنامج تصميما وإعدادا وتنفيذا، كما تقدم بالشكر لأعضاء اللجنة العليا والتنفيذية، وللشركاء الرئيسيين، والقوات المسلحة والاجهزة الامنية، وأثنى على جهود جامعات الحسين التقنية والطفيلة التقنية والبلقاء التطبيقية، وللشركة الوطنية للتشغيل والتدريب، ومؤسسة التدريب المهني، ومزودي التدريب في القطاع الخاص كافة. 
من جهته، قال مدير عام الشركة الوطنية للتشغيل العميد الركن علي قبلان الدعجة: إن ميادين التدريب في قواتنا المسلحة الاردنية هي البوابة الاولى لصناعة الرجال واعدادهم وتدريبهم، مؤكدا انه وبناءً على توجيهات رئيس هيئة الاركان المشتركة تقوم القوات المسلحة بمساهمة فعالة في التنمية الوطنية الشاملة، وان المتدربين يتلقون تدريبا عسكريا في 14 موقعا تابعا للقوات المسلحة الاردنية الجيش العربي ولمدة شهر.
وعلى صعيد متصل، قال المتدرب احمد الشرمان الحاصل على شهادة البكالوريوس من جامعة اليرموك والمرتبة الاولى في تخصصه بالجامعة، “نظرا لما تشهده الاردن من تدني فرص العمل وشحها، وبعد البحث حصلت على هذه الفرصة التي تناسبني والتحقت بها لزيادة مهاراتي، ولتأهيلي للدخول في سوق العمل لاكون عنصرا فاعلا في المجتمع “.
ودعا الشرمان الشباب للتسجيل في البرنامج والاستفادة من التخصصات التي يوفرها، وعدم الانتظار اكثر للحصول على وظيفة حكومية.
وزار رئيس الوزراء ميدان التدريب وشاهد عرضا لاصطفاف ملتحقي برنامج خدمة وطن بالميدان. 
وقال الرزاز مخاطبا المتدربين “نفتخر بكم لأنكم اخترتم الانخراط في خدمة وطن، وأؤكد لكم أن هذا الخيار كان صائبا وصحيحا”.
وأضاف أن مدة برنامج خدمة وطن لستة أشهر، ستكون غنية بالكثير من المهارات والمعارف، لاسيما الشهر الأول الذي سيتضمن التدريب العسكري، مشددا على أن التدريب في المعسكر سيعلم الطلاب عدة قيم أبرزها، الالتزام والعمل بروح الفريق وخدمة الوطن وقيم الانتماء. 
وأشار إلى أن برنامج خدمة وطن سيكسب المنخرطين به قيم ومهارات مهمة للمستقبل، إضافة إلى خبرة عملية من خلال منحهم شهادات تدريب تقنية ومهنية، يحتاجها الاقتصاد الوطني في المرحلة المقبلة.
وقال الرزاز: إن هذا الفوج الجديد من برنامج خدمة وطن الذي سيكون بعد انتهاء تدريبه وتخريجه بعد ستة أشهر، عنصرا مساهما في تحقيق رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني ليساهم كل شاب وشابة أردنية في بناء الاقتصاد الوطني والانتاج، وتكون شخصياتهم متكاملة ومصقولة بحب تراب الوطن وقيادته الهاشمية. 
وختم رئيس الوزراء كلمته “نتطلع إلى دخولكم لسوق العمل، وأنتم ترفدون صناعاتنا وخدماتنا وقطاعاتنا المختلفة بهذه النفس العالية والشخصية الأردنية التي لا تقبل إلا أن تكون مثمرة وتتجاوز كل التحديات”.
–(بترا)