ليس المواطن وحده .. الحكومة أيضا تشكو

جلسة حوارية أقامها رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز الثلاثاء للحديث مع القوة الناعمة في الدولة (المثقفين) بهدف الحوار والاستماع إلى أرائهم ومقترحاتهم للوصول إلى حلول تعالج المشاكل والفجوات بين المجتمع والمثقفين.

الحقيقة أن اللقاء غاب عنه بعض أبرز الكتاب والشعراء في الأردن، كما افتقد للقيادات الثقافية، والعنصر النسائي المثقف، والذي أثار حفيظتهن، وهذا ما ترجمه اللقاء فما دار فيه كان ترويجا جديدا لما يكرره الرزاز في كل جلسة لخطة الحكومة دون الالتفات للشأن الثقافي الأردني.

الرزاز في لقائه قال إن فئات أربع في المجتمع الأردني أولها لا تريد التغيير وتتمسك بالواقع الحالي، وعلى ما يبدو إن الرئيس قائد التغيير يحارب هذه الفئة ولذلك يبتعد دوما عن أبرز شيء في كل شيء.

أولويات الحكومة للعامين القادمين والمتمثلة بدولة القانون، والإنتاج، والتكافل هي محور حديث الرزاز دوما وبذات اللهجة فما سمعه المثقفون أمس سمعوه مرارا وكرارا.

يشعر المواطن أن كثرة خروج الرزاز للناس وأمام الإعلام لم تعد تقدم ما هو جديد، ولا حلول في حديثه، كان المواطن يشكو للحكومات من الفساد والواسطة والمحسوبية وغيره الآن جاءت حكومة تشكو للمواطن من الأمور ذاتها، فمن الذي يمتلك الحلول إذن؟

ليس المثقفون وحدهم من يعانون ضعف الاهتمام بالثقافة، المواطن أيضا يشعر بذلك ويريد أن يرى نخبا ثقافية تبرز لإحداث التغيير في المجتمع وهذا ما لم يبحثه حديث الرزاز مع (المثقفين)، بل إن إنجازات الحكومة التي لم تنجز بعد كانت محور الحديث.

الرزاز يريد للمجتمع أن يتغير بقرار، ومن خلال لقاءات يقصد فيها أشخاص بعينهم، يريد التخلص بهم من الإحباط الذي يراه في الشارع الأردني، ربما إنه يبحث عمن يقول له صدقت.