صدور المجموعة الشعرية “نم أيها الموت” للكاتبة الفلسطينية جليلة الجشي

صدر حديثا المجموعة الشعرية “نم أيها الموت” للكاتبة الفلسطينية جليلة الجشي عن دار “الان ناشرون وموزعون” في عمان.
وجاء عنوان المجموعة رمزيا محمل بالرجاء إذ انه كما يقول الشاعر “تعددت الأسباب والموت واحد”، فثمة أنواع من الموت، منها البيولوجي والمعنوي، والحقيقي والوهمي التي تجعل من الموت على صور شتى، فالغياب والسفر والبعد والإنكار والجمود والإقصاء والتهجير والرعب، هي دوال على السكون والموت وربما هذا قصدته الكاتبة الجشّي في عنوان كتابها.
وتمزج الكاتبة في فضاء النص بين التجربة الذاتية، والهّم العام الذي يمسي فيه الحب مطاردًا ومطلوبًا، وحينما يخفق القلب يلوذ بالصمت الذي يشبه الرحيل، فهو الغياب الذي قتلته الخيانة.
تقول الكاتبة في مجموعتها التي تقع في تسعين صفحة من القطع الوسط، وصمم غلافها الفنان بسام حمدان: “كتبت هذه المجموعة شعرا ونثرا تعبيرا عن أحاسيس ومشاعر الكثيرين من حولي، لملمت كتاباتي المبعثرة والمتناثرة في الصحف والمجلات أحزان أولئك الذين سكنوا سطور أوراقي“.
وتستذكر الكاتبة المفارقة التي يعيشها أطفال غزة تحت لهيب “عملية الرصاص المصهور” وتصريحات شمعون بيرس الذي قال: “نريد لأطفال فلسطين هواء نقيا وحياة هادئة وعصافير يحلقون في سماء صافية”، ولكن أطفال غزة لم يذهبوا للمدرسة لأن الشوارع والأزقة وغرف الدرس والمقاعد وحتى الدفاتر والحقائب كانت مزروعة بالموت الذي أرسلته قوات الاحتلال الصهيوني حمما على غزة، التي تطلب منها الكاتبة في نص “غزة سامحينا” العذر لأننا لم نستطع أن نمنع عن أطفالها الموت.
وفي نص”نم أيها الموت”، الذي حملت المجموعة اسمه، تطلب من الموت أن ينام طويلا، ويستريح ويريح، وتزين له ذلك، كي يستريح الأطفال من الخوف والركض، وتنفتح لهم كوة من الفرح ولو كانت صغيرة. وتطلب من الموت أن يستريح لأنها تشفق عليه أيضا.
وجليلة الجشي كما تقول: تكتب لعيون “الوطن الجريح ولهموم الإنسان الفلسطيني الذي تورمت عذاباته وشمس الحرية الغائبة عن سماء الوطن.
ويصف الكاتب الفلسطيني زياد الجيوسي كتاباتها بأنها: همسات الأيام التي تلامس الروح الإنسانية وتترجم إحساس الذات. يذكر أنه صدر للكاتبة المجموعات الشعرية: “ثرثرات الأيام”، و”جرح البوح”، و”نم أيها الموت“.