باحثون وأكاديميون يناقشون تقرير التنمية الثقافية العاشر

أكد باحثون وأكاديميون أهمية ما جاء في التقرير العربي العاشر للتنمية الثقافية، خصوصا فيما يتعلق بأنشطة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار وعلاقتها بالتنمية الشاملة والمستدامة. وفي ندوة مشتركة بين مؤسسة عبد الحميد شومان ومؤسسة الفكر العربي (بيروت) لمناقشة تقرير التنمية الثقافية العاشر “الابتكار أو الاندثار: “البحث العلمي واقعه وتحدياته وآفاقه”، وعقدت مساء أمس الاثنين في منتدى عبدالحميد شومان الثقافي بعمان، اعتبروا أن أبرز ما يتسم به التقرير؛ هو جمعه بين التشخيص والتحليل والاستشراف، وتركيزه على الصلة الوثيقة والروابط العضوية بين أنشطة البحث العلمي والتطوير التكنولوجي والابتكار من جهة، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى. ونبه المشاركون في الندوة التي حضرها نخبة من المثقفين والباحثين والأكاديميين، إلى ضرورة تفعيل المثقف والمبدع على الساحة الثقافية داخل المنطقة العربية وخارجها، ودوره في تفعيل الحركة الثقافية.
ولفتت الرئيسة التنفيذية لمؤسسة شومان فالنتينا قسيسية، أن التقرير يمثل خطوة مهمة، كونه يؤشر على كثير من الاختلالات التي يعاني منها البحث العلمي العربي، وهو ينظر بعين الأهمية إلى ضرورة الالتفات إلى الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة.
ودعا مدير عام مؤسسة الفكر العربي الدكتور هنري العويط، لتحويل الرؤى التي رسمها التقرير إلى سياسات، وترجمة التوصيات التي صاغها خططاً واستراتيجيات، وكذلك ضرورة رعاية البحث العلمي ودعمه وتمويله وتعزيزه وتطويره، مؤكدا أهمية الإعلاء من شأن الابتكار، باعتباره حاجة ملحة وأولوية مطلقة وضمانة المستقبل. ورأى رئيس مجلس أمناء جامعة البترا الدكتور عدنان بدران، أن التقرير جاء في طابع شمولي ومتكامل يربط مخرجات البحث العلمي بالابتكار لتوليد التكنولوجيا، وربط ذلك في التنمية الشاملة المستدامة التي دعت إليها هيئة الأمم المتحدة لتحقيق أجندة تنمية العام 2030. وطالب بدران بإعادة صناعة التعليم من خلال خطاب عربي معاصر، يؤدي إلى الفكر الخلاق والخيال والاستلهام – أي الابتكار ومهارات التفكير الناقد وبناء مهارات الذكاء والتساؤل والتحليل والاستنتاج وملكة البحث والاستقصاء ، والوصول إلى حلول جذرية للمشكلات التي نعاني منها.
واعتبر الأمين العام للمجلس الوطني للبحوث العلمية الدكتور معين حمزة أن التقرير يحمل الكثير من الأدلة المهمة، خصوصا أن ما تمر به البلدان العربية الآن من أزمات يعود إلى فشل وقصور مزمنين في تمثل المعرفة واستثمارها وتطويعها وإعادة إنتاجها بغية إحراز غايات التنمية الشاملة والمستدامة. ودعا الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية الدكتور عمرو سلامة، إلى ضرورة مراجعة المقررات الدراسية بشكل دوري بحيث تواكب في محتواها التطورات الراهنة في العالم، من حيث أساليب التعليم والتدريب والتقييم والمعايير الراهنة في العالم.
واشارت المدير التنفيذي لمركز الإسكوا للتكنولوجيا ريم نجداوي،الى نتائج دراسة أجراها المركز حول التنمية المستدامة العام 2015، أظهرت أن دعم منظومة الإبداع والابتكار وتشجع الاستثمار في البحث العلمي والتطوير التكنولوجي، لا يمكن لها أن تتحقق إلا بدعم الحكومات. وخلص الأكاديمي في الجامعة الأردنية، الدكتور ضياء عرفة الى أن المعرفة هي الطريق المحتوم إلى التنمية الشاملة، وبغير الابتكار فإن المصير الحتمي هو مواجهة الاندثار.
واختتمت الندوة مع مداخلة المدير العام لأكاديمية العالم الإسلامي للعلوم الدكتور منيف الزعبي، الذي بين أن ضعف الابتكار في الدول العربية يتمثل في قلة عدد براءات الاختراع المسجلة مقارنة بدول مثل تركيا وماليزيا.
ويشار إلى أن التقرير جاء في خمسة فصول هي البحوث العلمية والتعليم العالي، ورافعة الابتكار والتنمية، والثقافة والتوجهات العلمية المتاحة، والابتكار والتطوير التكنولوجي: آليات بناء اقتصاد المعرفة، والبحوث في خدمة المجتمع، كما تضمن التقرير 25 ورقة بحثية امتدت على أكثر من 500 صفحة.
بترا