أثبت العلماء أن الجينات تؤثّر أكثر من أي عامل آخر في أداء الطالب خلال إنجاز الدراسات العليا، وفي اختياره الجامعة ومدى براعته فيها.
أجرى الباحثون في جامعة كينغ البريطانية تحليلًا على آلاف المتطوّعين، بهدف معرفة مدى مساهمة الحمض النووي وعوامل أخرى، مثل الجو السائد في البيت، في التأثير في نجاح الفرد في الدراسات العليا الجامعية.
بعدما كانت الدراسات السابقة قد أثبتت أن للجينات تأثير في نتائج الطالب في الصفوف الثانوية، قال العلماء إن هذه هي الدراسة الأولى التي تظهر تأثير الجينات في مراحل لاحقة من الحياة، أي الدراسات الجامعية.
بين المتفوقين.. فوارق
وجد الباحثون أن 57 في المئة من الفوارق بين الأشخاص الذين لديهم درجة تفوّق في الجامعة، تحدّدها الجينات. كما إن 46 في المئة من إنجازاتهم في الجامعة يحددها الحمض النووي أيضًا.
أما الفوارق الباقية في نتائجهم الجامعية، فيحددها الجو السائد في منزلهم، مدى غنى الأهل ونوعية التعليم التي تلقاها كل منهم في مدرسته.
إلى جانب تأثير الجينات في نتائج طلاب الجامعات، يبدو أيضًا أن للجينات تأثير في قرار الفرد في الدخول إلى الجامعة في الأساس. تقريبًا، نصف قرار الدخول إلى الجامعة يحدّده الحمض النووي.
خلال تصريح لها إلى مجلة “إندبندنت” البريطانية، تقول الدكتورة إيميلي سميث وولي، التي قادت الدراسة، إنه من المهم والمثير للاهتمام أن نعرف أن نصف إنجازاتنا في الجامعة تعود إلى العامل الوراثي.
اليوم، وبعدما عرفنا معلومات جديدة، على الطلاب والأساتذة أن يأخذوا ما توصّلت إليه الدراسة، بعين الاعتبار. لا يتلقّى جميع الطلاب المعلومات التي يعرضها الأستاذ بالوتيرة نفسها. فالصعوبة لا تأتي دائمًا بسبب البيئة التي يأتي منها الطالب. بل إن القدرة على الاستيعاب مختلفة في الأساس، بغضّ النظر عن البيئة.
توائم سهّلوا البحث
استخلص الباحثون نتيجة بحثهم من خلال إجراء الدراسة على 3000 توأم بريطاني، يتوزّعون بين متطابقة وغير متطابقة.
في التوائم المتطابقة الجينات نفسها بنسبة 100 في المئة. بما أن جيناتهم متطابقة، ويتشاركون الحمض النووي نفسه، والظروف العائلية والبيئية التي يعيشون فيها هي نفسها، فكل اختلاف ممكن أن يتم اكتشافه بينهما لن يكون ناتجًا من أي من العوامل المذكورة.
سمحت الدراسة على التوائم المتطابقة وغير المتطابقة بمعرفة مدى نشوء فوارق بين الأفراد، حتى حين تكون الجينات متطابقة. تظهر الفوارق عند التقييم، في هذه الحالة يتمثل التقييم بالدرجات التي يحصل عليها الطالب في الامتحانات. ووجدوا أن 5 في المئة من الفوارق تنشأ في حالات الجينات المتطابقة.
يضيف العلماء أنه على الرغم من كون هذه النسبة ضئيلة، فمن المهم فيها أنها تبيّن كيف أصبح ممكنًا للتحليل العلمي أن يتوقّع من الآن فصاعدًا نتائج تنطلق من دراسة الحمض النووي فحسب.