عمان – أكد مختصون وتربويون في جامعة عمان العربية أهمية التشريعات والقوانين الناظمة من أجل تقليص إعداد الاحداث الجانحين وزيادة أعداد التسويات الخاصة بقضايا الاحداث.
وقالوا في الندوة الحوارية التي نظمها طلبة كلية العلوم التربوية والنفسية في الجامعة بعنوان “جنوح الاحداث .. المسؤولية،الوقاية، والعلاج” برعاية رئيس الجامعة الدكتور ماهر سليم إلى أهمية الأخذ بالأسباب التي تؤدي إلى جنوح الاحداث ومعالجتها والمتمثلة في سلوكيات الأسرة غير السليمة والبيئة المحيطة بالحدث اضافة إلى الامور البيولوجية وذلك من خلال اعداد الدراسات والمسوحات الخاصة بجنوح الاحداث.
وبين رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور ماهر سليم في مداخلة له أثناء الندوة، ان الاحداث هم جزء أساسي من مجتمعنا الأردني المعروف باحترامه للتقاليد والاعراف مشيرا الى ان قضية الاحداث الجانحين مرتبطة بشكل أساسي بالاسرة والبيئة والصحة كذلك ، وبالتالي هي قضية مجتمعية يجب ان تكون على سلم اولويات أصحاب القرار من أجل وضع الحلول المناسبة لها وايجاد البيئات السلمية لتربية الابناء تربية صالحة لافرازهم الى المجتمع افرادا منتجين.
من جانبه أكد مدير ادارة شرطة الاحداث العقيد الدكتور طلال العبداللات أهمية التوجيهات الملكية السامية في ايلاء المرأة والطفل الاهتمام اللازم ، مبينا ان تلك التوجيهات هي النبراس لاداء وعمل ادارة شرطة الاحداث في أداء واجباتها وتعاملها مع الاحداث الجانحين.
وتطرق العقيد العبداللات الى ان المديرية تدعو دائما الى تطبيق العقوبات غير السالبة لحريات الاحداث الجانحين وذلك بتطبيق احكام على الجانحين الاحداث بالعمل في أعمال تطوعية في المراكز والمؤسسات والهيئات لخدمة المجتمع بحيث لا يشكل ذلك خطرا أو ضررا على أي طرف من الاطراف.
وبين ان عدد القضايا الخاصة بالاحداث الجانحين وصلت الى 6583 قضية منذ عام 2012 الى عام 2017 مشيرا الى نسبة الذكور منها عالية جدا وتصل الى 98 بالمائة في عام 2012 وانخفضت في عام 2017 الى 96 بالمائة، مثلما نوه الى ان نسبة التسوية وصلت منذ بداية هذا العام الى 39،8 بالمائة وهي نسبة غير مرضية نوعا ما لان باقي القضايا تصل الى التقاضي.
من جانبه تطرق أستاذ الشريعة في كلية القانون في الجامعة الدكتور بلال ابو قدوم الى نظرة الاسلام في موضوع تربية الابناء ودور الاسرة في ذلك، كما تناولت الاستاذ المشارك في الارشاد النفسي والتربوي الدكتورة سهيلة بنات ، محور الوقاية ودور الاسرة والمجتمع في حماية الاطفال والابناء من الجنوح، متطرقة الى الممارسات التي تؤدي الى الجنوح مثل الدلال الزائد والحماية الزائدة ورفاق السوء.
وتحدثت استاذة علم النفس التربوي الدكتورة شذى العجيلي حول من هم الجانحين واسباب الجنوح ووسائل الكشف عن الجانحين في المدارس والمجتمع ، حيث اشارت الى ان الدراسات اظهرت ان نسبة الجنوح بين الاحداث في ازدياد مستمر بحيث اصبحت ثلاثة اضعاف امثالها مما كانت عليه منذ عام 2014 الى الان.
وكان رئيس قسم علم النفس والارشاد والتربية الخاصة الدكتور احمد الخزاعلة القى كلمة في بداية اعمال الندوة اكد خلالها ان التشريعات والقوانين الناظمة التي وضعتها الجهات الحكومية تؤدي دورا فاعلا في تحسين الخدمات التي تقدمها تلك المؤسسات المعنية في هذا المجال متسائلا عن كفاءة تلك المؤسسات ؟ ونوعية الخدمات المقدمة للاحداث؟ وهل هذه الخدمات كفيلة باصلاح الحدث وفرزه كفرد منتج ونافع للمجتمع ؟ كذلك عن وجود تكاملية في الادوار بين تلك الجهات والمؤسسات؟