“عمان العربية” تدعم العمل الريادي ..ولكن.. خارج الصندوق
عمان – ماذا يعني دعم العمل الريادي؟
سؤال لطالما كان حاضرا في المجتمع، ويحاول من يفكر فيه أن يجسده بأمثلة ربما تحرفه عن مساره ومعناه وهدفه، لكنه بالضرورة يعبر عن الاهتمام بالعمل الابداعي الابتكاري ولو بجهد رمزي معنوي.
في مركز جدل ، وسط البلد، حيث “درج الكلحة”، مقصد من يحب الفن ويسقط فضاء ولو بسيطا من التعبير والتأمل، كانت شابة صغيرة في العمر، لكنها ذات ثقافة واسعة في علم النفس وتحولاتها، تعرض لوحاتها بدعم من جامعتها التي لم تتردد في المشاركة في افتتاح معرضها “سبعين”. ..وللاسم دلالة.
هذه المرة جاء رئيس جامعة عمان العربية الاستاذ الدكتور ماهر سليم إلى مركز جدل، وخرج عن المألوف في الدعم والرعاية، وكان سعيدا متباهيا بطالبته الفنانة جود نعيم التي بدت كفنانة خبيرة مختصة في ما عرضته من لوحات تحمل مضمونا وفكرة تهدف من ورائها أن “ترفع الوعي والاهتمام بالاضطرابات النفسية على أنواعها”.
كل لوحة حملت عنوانا له علاقة بالاضطرابات النفسية كـ”الوسواس القهري، أو اضطراب الشخصية، أو الرهاب الاجتماعي”، عبرت عنه طالبة السنة الأولى في جامعة عمان العربية بأسلوبها الذي شخص تعابير وتحولات الحالة النفسية بالوجوه التي جسدت برمزيتها الاضطراب والاختلاف، حتى الالوان المستخدمة كانت منتقاة بذكاء الفنانة (جود) والتي حاولت من خلالها أن تنقل الاحساس لمن يشاهد لوحاتها.
المعرض الذي جاء على أصوات الموسيقى، وفي مركز جدل ذو الجذور الشامية في البناء حيث “أرض الديار.. والبحرة (النافورة)”، ما يدل على حضور المكان ودلالته في استثمار فضاء التعبير المتوفر وهو على انواع، حيث من يقرأ في غرفة مخصصة لذلك، أو يمارس العزف والغناء أيضا في مكانه الاخر حيث الخصوصية.
“ربما هي المرة الاولى.. لكنها ذات أثر بليغ ورسالة مضمونها دعم العمل الريادي حيثما كان”، يقول رئيس جامعة عمان العربية الاستاذ الدكتور ماهر سليم، وتعابير الفرحة على وجهه وهو يشاهد ابنته طالبة الموارد البشرية تحلق في فضاء غريب ومجال آخر ليس اختصاصها لكنه نابع عن حب.
ويؤكد أن العمل الابداعي الريادي لاشكل محددا له، لكنه بليغ الاثر في الرسالة التي يوصلها للآخرين، وهذا المعرض يبدي اهتماما بالتحولات النفسية التي تشهدها النفس البشرية، وتسلط الضوء عليها وتفتح الباب واسعا للكثير من الاسئلة حول كيف ومن هو وماهي أعراض المصاب بهذه الاضطرابات، وهل ينبذ هذا الانسان من نمطية سائدة في المجتمع تصمه بدون وعي وإدراك بـ”الجنون”؟!.
يرى الأستاذ الدكتور ماهر سليم إن هذا المعرض الريادي من الطالبة الفنانة جود نعيم، من الافكار التي تؤكد الجامعة مرارا على ضرورة دعمها. فمنهج الجامعة في دعم الاعمال الريادية، كما تعبر عنها رؤيتها وتجسدها رسالتها وأهدافها، لا تقف عند حد التنظير ولكن ممارسة الافعال وتقديم الدعم على أشكاله –المادي والمعنوي- لان الجامعة تؤمن في أن هذا الجيل .. وهذا الشباب.. يملك من القدرات والطاقات والافكار ما تؤهله لقيادة الدفة نحو مستقبل مشرق”.
ومازالت الجامعة تؤكد على دعمها لأي فكرة او مشروع ريادي يتقدم به الطلبة، ومستعدة لتمويله والدخول بشراكة مع الطالب أو الطلبة كشريك ثانوي لتأسيس شركة تسهم بالتنمية وتعمل على توفير فرص عمل.
ومعرض (سبعين)، للفنانة جود نعيم، هو أحد الاعمال الريادية بجهود ذاتية، وبرعاية من جامعتها، جاء ممثلا للمرحلة الثانية من مشروع ضم في مرحلته الاولى سبعون لوحة لسبعة فنانين، ولهذا سمي باسم (سبعين)، كما يقول الشاب إحسان خليفات شريك جود نعيم، الذي عبر عن تطلعه في أن يستقطب المشروع الفنانين الشباب للعام القادم ..”لكن هذه المرة سبعون فنانا”، وهو متاكد من تحقيق ذلك.