عمان – خلصت دراسة أعدتها جامعة عمان العربية إلى أن التعليم المستدام يهدف إلى صنع المعرفة وليس تلقينها، وتبني استراتيجيات تعزز مفهوم التنمية المستدامة.
وأعد الدراسة عميد كلية العلوم التربوية والنفسية الدكتورة هيام التاج، حيث عرضت في مؤتمر” الاستدامة والمسؤولية المجتمعية” مفهوم وأهداف التعليم من أجل التنمية المستدامة، وهو المؤتمر العلمي الدولي الثاني الذي أقامته الجامعة الأمريكية في دبي .
وشمل المؤتمرعلى مشاركة عدد كبير من الباحثين والمختصين من مختلف الدول العربية والغربية قدموا فيها عدداً من الأوراق البحثية في مختلف المجالات المرتبطة بالاستدامة.
وتناولت الدراسة المقدمة من الدكتورة التاج والمعنونة بـ” التعليم من أجل تنمية مستدامة (مراجعة الأدب السابق)” مفهوم التعليم من أجل تنمية مستدامة وأهدافه وأهم المعوقات التي تحول دون تحقيق مفهوم الاستدامة في التعليم ومع أهم المقترحات لتجاوز هذه المعوقات.
كما ركزت الدراسة على الاستدامة في التعليم والتي تهدف إلى تطوير الأفراد بمختلف مستوياتهم العلمية والمحافظة على الاستمرارية في التعليم لتحقيق متطلبات الحاضر بكفاءة عالية وتحقيق الأمن للأجيال القادمة وتوفير الفرص للجميع تحقيقاً للمساواة بينهم، وهو ما يشكل رؤية عميقة للمجتمعات المتقدمة.
وانطلقت مشكلة الدراسة مما يشهده العالم من تحديات ومخاطر محدقة ، تدفع للاهتمام بالتعليم المستدام، إذ من الملاحظ أن الاهتمام قد زاد بالآونة الأخيرة بتطوير الأنظمة التعليمية التي تحمل رؤيةً مستقبليةً تسعى لتحقيق استثمارٍ صائب للموارد البشرية وإتاحة الفرص للجميع وتعزيز البحث العلمي، لضمان مساهمة الأفراد في بناء الاقتصاد المتجدد المبني على المعرفة، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والمواجهة الآمنة لتحديات العصر، لذا كان من الضروري استعراض الأدب السابق للاستفادة منه ومن التجارب السابقة .
وأوصت الدراسة بضرورة تبني استراتيجيات مختلفة في التعليم مختلفة عن الاستراتيجيات الممارسة حالياً المبنية على النمطية والطرق التقليدية وتبني استراتيجيات تعزز مفهوم التنمية المستدامة مثل الاستراتيجيات المبنية على التطبيق العملي والمحاكاة والحوار والمناقشة والتعليم بحل المشكلات، والتعليم المدمج، والتعليم الجماعي، التعليم بالقيم وغيرها من الاستراتيجيات التي تعطي دوراً ايجابياً للطلبة في بناء المعرفة.
و إعادة بناء المناهج بحيث تدعم فكرة التنمية المستدامة على مختلف المستويات ومحاولة الربط بين مفردات الموضوعات وبين الاستدامة. كما لا بد من ايجاد التعاون ما بين مؤسسات المجتمع المختلفة ابتداءً من الأسرة والمدرسة وانتهاءً بمؤسسات المجتمع المختلفة لبناء العلاقة التشاركية الإيجابية ولضمان بيئة اجتماعية آمنة وسليمة.