جسدت حنان الكيلاني عضوة التحكيم الدولي لمسابقة تحدي القراءة العربي، تحديها لسرطان ثدي خبيث سلب جزءا من جسدها كأنثى، وانتصارها عليه، بوقوفها الى جانب الفائزين بالمسابقة من طلاب وطالبات من مختلف دول العالم العربي.
تقول حنان، ان تحديها الاكبر كان في اقناع عائلتها الصغيرة، واصدقائها وداعميها، بقدرتها على السفر الى الامارات العربية المتحدة، للمشاركة في لجنة تحكيم تحدي القراءة، وبالفعل كان ما أرادت، وأمضت فترة المسابقة بكامل قوتها وعزيمتها، لدرجة انها نسيت المرض تماما، اذ ان “مواجهة المرض تستدعي طاقة ايجابية، كأن نشغل اوقاتنا بشيء مفيد، والابتعاد عن كل مشاعر سلبية”، بحسب حنان.
سافرت حنان الى الامارات العربية في نهاية تشرين الأول الماضي، وكانت لا تزال تخضع للعلاج الكيميائي، لكنها أصرت على مواصلة العمل، فكانت تحفز المنافسة بين المشاركين وترفع هممهم، موضحة ان صعوبة الحالة النفسية والقلق المضاعف الذي يشعر به المشارك في مثل هذه المنافسات تستدعي إحاطته بالاهتمام والحنان، وقالت ان نجاحهم وتحديهم للقراءة امدها بدعم استثنائي .
وتستعيد حنان لحظة اكتشافها لمرض السرطان قبل خمسة أشهر، موضحة انها أحست بكتلة في الثدي، فراجعت الأطباء في مدينة الحسين الطبية، حيث أجريت لها فحوصات أثبتت الاصابة بالسرطان.
تضيف بصوت قوي فيه تحد للمرض، أن الاطباء خيروها بين الاستئصال الجزئي او الكلي للثدي المصاب، لكنها فضلت الكلي لتخضع للعملية على أمل الشفاء التام.
خضعت حنان بعد ذلك لست جلسات من العلاج الكيماوي في مركز الحسين للسرطان، وتقول “شعرت بتعب وألم في لحظات، وكنت ضعيفة في لحظات أخرى، لكن بالإيمان والدعم والإرادة تخطيت الجلسات“.
يأتي سرطان الثدي بحسب منظمة الصحة العالمية في مقدمة أنواع السرطان التي تصيب النساء في جميع دول العالم على حد سواء، ويعتبر الكشف المبكر حجر الزاوية في مكافحة هذا النوع من السرطان وزيادة فرص الشفاء منه.
وبحسب الأرقام الصادرة عن المنظمة، تحدث في العالم 38ر1 مليون إصابة جديدة بسرطان الثدي سنويا، فيما تشير الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة إلى ان عدد الإصابات بسرطان الثدي في العام 2015، بلغ 1143 حالة بين الأردنيين، منها 1135 حالة لإناث و8 حالات لذكور.
استشارية الأمراض الباطنية والوقاية من أمراض السرطان الدكتورة ميادة عباس، تقول ان الكشف المبكر عن السرطان يسهل العلاج ويرفع نسبة الشفاء إلى 100 في المئة.
تستدرك الدكتورة عباس صاحبة كتاب “زوال السرطان”، “من المهم ان تعرف المريضة بهذا السرطان كيف تحمي نفسها من عودة المرض، من خلال اتباعها لنظام حياة صحي يتمثل بممارسة الرياضة والتغذية الصحية والابتعاد عن التوتر والحزن والإجهاد المستمر، والتقليل من تناول الدهون” .
استشاري الأمراض النفسية والعصابية واختصاصي معالجة الإدمان الدكتور هاشم الفاخوري، يقول ان الحالة النفسية للمريض ترتبط ارتباطا وثيقا بمناعة الجسم واستجابته للعلاج، فكلما كانت الحالة النفسية للمريض افضل، كلما كانت فرصته في الشفاء أعلى، بينما تنخفض مناعته اذا كان يشعر بالاكتئاب، وبالتالي تقل نسبة استفادته من العلاج ونسبة شفائه.
يقول الدكتور الفاخوري احد كوادر قسم الدعم النفسي في مركز الحسين للسرطان، ان المحيطين بالمريض من عائلته وأصدقائه يلعبون أيضا دورا مهما في رفع نسبة شفائه، حيث يسهم الدعم النفسي والأسري والحب والرعاية، في تحسين نفسية المريض بدرجة عالية وبالتالي شفائه من المرض. وينصح المرضى بتقبل المرض، وعدم النظر إليه وكأنه نهاية الحياة، واعتباره كأي مرض آخر يحتاج إلى متابعة.
بقوة وعزم ، تخضع حنان حاليا للعلاج البيولوجي، دون استسلام، قائلة “قد تكون كلمة السرطان مرعبة، لكن المرض نفسه مش مرعب ابدا، هو مرض متل الانفلونزا “.
تضيف “ما في مرض ممكن انه يهزمنا، بالعكس احنا الي بنغلبه وبنهزمه، بالأمل والاصرار ومحبة الناس الي حوالينا، وبالإيمان بالقضاء والقدر“.
لا زال أمام حنان، الكثير لتقدمه، فقد أحاطها أبناؤها الأربعة بحب ورعاية كبيرين، “ولا بد أن ارد لهم هذا الحب، فانا أُم”!–(بترا)