قال امين عام وزارة المياه علي صبح، ان الدراسات تشير الى زيادة في تأثير التغير المناخي، وتتوقع أن تمتاز المواسم المطرية المقبلة في المناطق الجنوبية والشرقية من المملكة بـ’هطول مطري غزير خلال فترات زمنية قصيرة’، فيما ستنخفض كميات الهطول المطري في محافظات الوسط والشمال.
جاء ذلك على لسان صبح خلال افتتاح، ورشة علمية بعنوان ‘التغير المناخي والفيضانات وأثره على البنى التحتية’، نظمتها نقابة المهندسين الاردنيين اليوم السبت ، بمشاركة عدد من المختصين والخبراء والمهندسين.
وقال إن العالم ورغم عدم قناعته بالتغير المناخي، إلا أن معظم الدول تعيش ذلك التغير، خاصة مناطق الشرق الاوسط، مشددا على أن دور المهندس في تلك الحالة الخروج بآليات وخطط عمل مستقبلية وعرضها على الحكومة وتنفيذ ما يمكن تنفيذه على ارض الواقع.
ولفت المهندس صبح الى أن الاردن من اكثر دول المنطقة التي تحتوي سدودا لتخزين المياه، حيث تصل سعتها الى 340 مليون متر مكعب، مبينا ان بناء سدود ترابية في منطقة زرقاء ماعين يشكل خطرا مضاعفا على الجميع في ظل قوة الفيضانات التي تشهدها المنطقة.
واشار الى ان الفيضانات التي حصلت اخيرا في منطقة البحر الميت كانت غير طبيعية من ناحية علمية، ومن الصعب جدا لأي بنية تحتية أن تتحمل تلك الفيضانات، الأمر الذي تسبب في حصد أرواح العديد من ابناء الاردن.
وقال إن لدى وزارة المياه والري ثلاث محطات مع دائرة الأرصاد الجوية في منطقة الجفر، اثنتين منهما سجلتا 6 ملم والثالثة سجلت 62 ملم خلال 20 دقيقة، مبينا أنه من الصعب بمكان تحديد موقع الهطول المطري.
من جانبه، قال نقيب المهندسين الأردنيين المهندس أحمد سمارة الزعبي، إن صميم عمل نقابة المهندسين وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة يتمثل بدراسة اثار التغير المناخي واليات التكيف مع هذه التغيرات في المناخ وتحليل ظاهرة الفياضانات التي ارقت الاردنيين وآلمتهم جدا بفقد العشرات من ابنائهم الذي وقعوا ضحايا لهذه الفاجعة، مشددا على أن دراسة العلاقة بين التغير المناخي والفياضانات وتاثيرها على البنية التحتية، يعد امرا بالغ الاهمية.
ولفت إلى أن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتغيّر المناخي والتابعة للأمم المتحدة حذرت في تقرير علمي من أثر التغير المناخي على الناس والنظم البيئية وسبل العيش في جميع أنحاء العالم، وذلك نتيجة الجفاف أو الفيضانات التي تؤثر بشكل غير متناسب في المناطق الأكثر فقرا والأكثر هشاشة في دول العالم، مبينا أن الهواء الساخن الناتج عن ارتفاع درجات الحرارة يمتص قدرا كبيرا من الرطوبة ويسبب المزيد من الأمطار.
وبين المهندس الزعبي أن ما حصل في البحر الميت، يشير الى أن كمية السيلان التي جرفت معها الجسور والطرقات، لم تكن وليدة الأمطار التي هطلت هناك، بل نتجت عن هطول أمطار غزيرة من بعد عشرات الكيلومترات ووصلت عبر الوديان والمخارج الطبيعية الى المنطقة المذكورة في ومضة عين.
وشدد على أن من واجب الحكومة اعادة النظر بخطط ادارة الازمات والكوارث والخطط الاستشرافية والدراسات العلمية ذات العلاقة، وتهيئة البنية التحتية لاستيعاب كميات الأمطار التي تشهدها المملكة، وانشاء نظام انذار مبكر للفياضانات والكوارث.
وقال إن النقابة شكلت لجنة فنية مختصة بإدارة الأزمات تضم خبراء ومختصين من الجيولوجيين والارصاد والطرق والمرور والسدود والجسور لتحديد خرائط البؤر الساخنة والخطرة في المملكة، مؤكدا أن جميع فروع النقابة ستكون مراكز طوارئ تعمل ضمن أية ظروف استثنائية تمر بالوطن، كما سيكون المهندسون ضباط ارتباط في مواقعهم ينقلون الملاحظات الى غرف العمليات الفرعية في المحافظات ومنها الى غرفة عمليات مركزية، لمعالجة ما يمكن معالجته ضمن اختصاصها.
بدوره، قال رئيش شعبة هندسة المناجم والتعدين، المهندس سمير الشيخ، إن الدول الغنية هي الدول الاكثر تأثيرا بالتغير المناخي، إلا ان الدول الفقيرة هي الاكثر تأثرا به، مبينا أن ذلك يشكل انعكاسات خطيرة وكارثية على الشعوب.
ولفت إلى أن الاوان قد ان لافساح المجال للمختصين في المجالات المختلفة للحديث والحوار معهم حول التغير المناخي والخروج بتوصيات تمكن الجهات المعنية وذات العلاقة من أجل دمج قضايا التغير المناخي في السياسات العامة ووضع استراتيجية وخطط عمل للتصدي له بالامكانات المتاحة على مستوى الوطن. ودعا رئيس اللجنة العلمية والزلازل في شعبة هندسة المناجم والتعدين الدكتور ناصر النواصرة، إلى تأسيس البنى التحتية ضمن اسس هندسية تبدأ من الجيو تقنية لتوفير الامان للبشرية كافة.
واستعرض المهندس علي ناصر فيديو تحدث عن تقرير اللجنة العلمية والزلازل لموقع حادثة البحر الميت، كما تناولت محاضرات عن وضع المياه والتغير المناخي والفيضانات في الاردن، وعلاقة التغير المناخي بالفيضانات، إضافة إلى ريبورتاج حول تأثير الفيضانات على البنى التحتية.