عمان 9 تشرين الأول (بترا)- التقت جلالة الملكة رانيا العبدالله امس الاثنين، في مدرسة الملك عبدالله الثاني للتميز في محافظة الكرك، عدداً من معلمي محافظات الجنوب المستفيدين من برامج أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين.
واستمعت جلالتها لتجارب المعلمين وعملهم المتواصل مع الاكاديمية وتطبيقهم للمهارات المكتسبة خلال فترة التدريب، حيث أكدوا على أهمية برامج الأكاديمية وأثرها على ادائهم وانعكاس ذلك على طلابهم والتفاعل مع المجتمع المحلي. وتم تدريب أكثر من 8600 معلم ومعلمة من محافظات الكرك والطفيلة ومعان والعقبة على جميع برامج الاكاديمية المتوفرة مثل برامج تدريبية أثناء الخدمة (برنامج الشبكات: اللغة العربية، اللغة الانجليزية، العلوم والرياضيات) والدبلوم المهني لإعداد وتأهيل المعلمين قبل الخدمة والدبلوم المهني في القيادة التعليمية المتقدمة.
وخلال جولة جلالتها في المدرسة ترافقها مديرة المدرسة ميسم المجالي، تبادلت الملكة رانيا العبدالله الأحاديث مع عدد من الطلبة، كما التقت مع المعلمات والفريق الإداري للمدرسة.
وانضمت جلالتها إلى عدد من معلمي ومعلمات الكرك المشاركين في احدى الجلسات التدريبية للمرحلة الثانية من برنامج علم بثقة، الذي اطلقته أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين لمحافظات الجنوب من معان مطلع الشهر الحالي.
ونظمت الجلسة في القاعة متعددة الأغراض بمركز الكرك الثقافي الرياضي بحضور مدير المركز أكرم المجالي ونائب مدير المركز عمر السحيمات، وتم عرض فيديو قصير عن أثر برنامج علم بثقة، واستعرضت المدربة جمانة جبر من أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين الوضع الحالي والخطط المستقبلية للبرنامج. كما تحدث مشاركون في التدريب عن توقعاتهم بخصوص تنفيذ البرنامج في صفوفهم الدراسية. وعبرت جلالتها عن سعادتها بوجودها بين المعلمين في الجنوب الذي له مكانة كبيرة عند الهاشميين وهو معقل الهمة والشجاعة والعطاء، مشيرة الى أن أكاديمية تدريب المعلمين اطلقت برنامج “علم بثقة” في الجنوب تلبية لطموحات الأهالي في مجال التعليم ولحرصهم على تعليم أبنائهم تعليما نوعيا، وهذا ليس بغريب على محافظة الكرك التي خرجت للوطن رجالا ونساء لهم بصمة واضحة في بناء الأردن.
وأضافت جلالتها أن أدوات التعليم دائمة التطور وعلى المعلم أن يستزيد من المعرفة ويطور أساليبه باستمرار لكي يعلم بثقة، وأن على الجميع دعم تدريب المعلمين والبحث عن البرامج الأفضل عالميا واستقطابها وتطويعها لتناسب ثقافتنا ومعلمينا ومناهجنا كما جرى في كتاب علم بثقة الذي تم الاستفادة منه بما يتناسب مع البيئة الاردنية. وخاطبت جلالتها المعلمين قائلة: حين أكون بين المعلمين والمعلمات استمد منهم المعنويات العالية كونهم نواة الخير وهم من يزرعون الامل والايجابية في الصفوف وهذا ينعكس على الطلبة الذين ينقلونها إلى أسرهم وذويهم.
وقالت إن المعلم هو اهم عنصر في العملية التعليمية، معربة عن املها في أن ينقل جميع المشاركين في هذا البرنامج ما تدربوا عليه إلى صفوفهم، وقدمت الشكر للمعلمين الحريصين على تطوير مهاراتهم بالتدريب المستمر. وأكد الرئيس التنفيذي لأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين هيف بنيان حرص الاكاديمية على خدمة كافة المعلمين لنقل جميع المعارف والمهارات والدعم اللازم للارتقاء بالعملية التعليمية في جميع محافظات المملكة.
وأشار إلى أن برنامج علم بثقة انبثق من كتاب “علم بثقة” للمؤلف العالمي دوغ ليموف الذي وثّق فيه نتائج آلاف الساعات من الملاحظة الصفيّة لمعلمين امتازوا بقدرتهم على قيادة طلبتهم نحو تحقيق نتائج مبهرة في الاختبارات العامة. ونتيجة تحليل تلك الملاحظات الصفيّة، وضع المؤلف 49 أسلوباً في الاصدار الاول و62 اسلوباً في الاصدار الثاني من الكتاب ينتهجها المعلّم المتميّز، وقد حصلت الأكاديمية على حقوق ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية بإصداريه الأول والثاني ونشره.
وتم تعريب الكتاب من قبل أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين وإطلاق برنامج تدريبيّ يستند عليه ويتناول سلسلة من الأساليب التأسيسيّة والتنظيميّة القابلة للتطبيق، والتي تدعم المعلّمين في إرساء بيئة تعلّم تدمج الطلبة بشكل نشط، وترفع مستوى التوقعات الأكاديميّة والسلوكيّة في الغرفة الصفيّة، مما يمكّن المعلّم من تحقيق الجودة والكفاءة في تدريسه للارتقاء بتحصيل الطلبة. وقد بلغ عدد المتدرّبين في برنامج علم بثقة الى الوقت الحاضر، حوالي 3500 متدرب من المدارس الحكومية.
ويتطلع البرنامج الى الانتشار بشكل اوسع في المستقبل القريب للوصول الى اكبر عدد من المعلمين في الاردن، حيث قامت شركة برومين الأردن والبنك العربي كشركات داعمة للبرنامج بدعم تدريب 350 معلم.
وأكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلّمين مؤسسة مستقلةَ غير ربحيّة تسعى للارتقاء بنوعية التّعليم في الأردن، من خلال تمكين المعلّمين بالمهارات اللازمة وتقدير دورهم وتقديم الدّعم اللازم لهم للتميّز في الغرفة الصفية. وانطلقت الأكاديمية رسمياً في حزيران 2009 برعاية جلالة الملكة رانيا العبدالله وتعمل بالشّراكة مع وزارة التربية والتعليم الأردنية على تطوير برامج التنمية المهنية للمعلّمين والقيادات المدرسيّة استجابة للاحتياجات التّعليمية.
–(بترا)