أشار أحدث تقرير صادر عن البنك الدولي إن التعليم يتمتع بإمكانات واسعة لتحديد مسار التنمية في الدول، وزيادة معدلات النمو، ونشر الرخاء، لكنه لا يُحقِّق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ما ينطوي عليه من إمكانات.
وجاء في التقرير الصادر اليوم بعنوان “توقعات وتطلعات: إطار جديد للتعليم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” أنه على الرغم من الاستثمارات الكبيرة للمنطقة في مجال التعليم، فإن الشباب لا يتعلمون المهارات التي يحتاجون إليها للمنافسة في سوق العمل، وهو ما يسهم في أحد أعلى معدلات البطالة في صفوف الشباب في العالم.
ويُحدَّد التقرير الجديد التحديات التي تعوق عملية التعليم في المنطقة، ويدعو إلى بذل جهود جماعية لإطلاق العنان لقدرات التعليم لاستغلال إمكانيات الأعداد الكبيرة من الشباب في المنطقة، والإسهام في تحقيق النمو والاستقرار في المستقبل.
ويشير التقرير إلى أن المنطقة قد حقَّقت زيادة كبيرة في معدلات الالتحاق بالمدارس لكنها الآن تحتاج إلى التركيز على عملية التعلُّم.
ويُحدِّد التقرير أربعة تحديات رئيسية تعوق عملية التعليم في المنطقة، تتلخص في التحديات بين الشهادات والمهارات، والانضباط والاستعلام، والسيطرة والاستقلالية، والتقليد والحداثة.
ويعرض التقرير استراتيجية لمعالجة هذه التحديات وإطلاق العنان لقدرات التعليم من خلال بذل جهود متضافرة للدفع للتعلُّم، والجذب بصورة أقوى للمهارات، ووضع ميثاق جديد للتعليم بين كل أصحاب المصلحة المباشرة على الصعيد الوطني دعما لإصلاحات التعليم.
ويتطلَّب الدفع للتعلم التركيز على السنوات الأولى والصفوف الدراسية الأولى للطفل لبناء أسس التعلُّم الامر الذي يستلزم أيضا وجود معلمين ومديري مدارس أكفاء، ومناهج تربوية جديدة، وتحسين أساليب تقييم التعلُّم، والوصول إلى كل الأطفال بصرف النظر عن نوع الجنس أو العرق أو الخلفية الاجتماعية أو القدرة.
وقد بدت بعض المؤشرات الإيجابية في المنطقة مثل التزام الإمارات العربية المتحدة بالعمل لتعميم الالتحاق برياض الأطفال بحلول عام 2021، والمحور الثاني لتطوير التعليم في مصر من خلال الشروع في إجراء تغييرات واسعة للنظام التعليمي باستخدام التكنولوجيا من أجل تقديم ودعم وقياس وإدارة عملية التعلُّم والتطوير المهني للمعلمين.
ودعا التقرير الى ضرورة د إصلاح جهاز الخدمة المدنية في ضوء تولي الحكومة وظيفة اختيار وتعيين المعلمين، كما تكتسي إصلاحات سوق العمل أهمية كبيرة أيضا لأن سياسات سوق العمل تخلق حوافز لأرباب العمل لاستخدام القنوات المفتوحة لتحديد المهارات.
من جانبه، قال خايمي سافيدرا المدير الأول بقطاع الممارسات العالمية للتعليم بالبنك الدولي: “سنوات الدراسة المتراكمة لا تكفي، إنما المهم هو مقدار ما يتعلَّمه الأطفال فعلا. وستتضاءل قيمة الحصول على شهادة إذا لم تصاحبه المهارات التي يحتاج اليها الشباب حتى يكونوا أكثر إنتاجية.
و دعا المنطقة الى ضرورة تحقيق تحسُّن جذري في جودة التعليم، الامر الذي يتطلب جهودا متضافرة لتزويد المعلمين والمدارس بالأدوات اللازمة لتزويد الطلاب بالمهارات الأساسية، تشجيع العقول على للبحث وهو ما يعد أمرا أساسيا في عالم يزخر دائما بالتحديات.
وقالت صفاء الطيب الكوجلي المديرة بقطاع الممارسات العالمية للتعليم لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي ومؤلفة التقرير الجديد: “على الرغم من عقود من الإصلاحات لاتزال إمكانات التعليم غير مستغلة في كل بلدان المنطقة بصرف النظر عن الموقع الجغرافي أو العوامل السكانية أو الظروف الاقتصادية. ويتطلب إطلاق هذه الإمكانات تغيير العقلية، ومعالجة الأعراف الاجتماعية الراسخة، وإصلاحات تتجاوز النظام التعليمي، واتساق المصالح فيما بين كل أصحاب الشأن على أساس رؤية مشتركة لأهداف التعليم“.
بترا